للراحل المقيم شاعرنا الكبير صلاح أحمد إبراهيم مقولة في السياسة الدولية فحواها إذا اردت ان تعرف الصواب انظر اين تقف امريكا ثم اتخذ الموقف المضاد لها، رحم الله صلاحاً فقد كان محظوظاً إذ رحل عن دنيانا قبل نهاية الحرب الباردة إذ كان ايامها اذا اتخذت موقفاً مضاداً من امريكا يمكن ان تجد ملاذاً في المعسكر الشرقي أما اليوم اذا ادبرت من امريكا سوف تجدها في مواجهتك في الناحية التي اتجهت إليها يعني وين ما تقبل سوف تجد امريكا امامك واذا تساءلت لمتين فالاجابة - الله اعلم - وقديماً قال الامام مالك رضى الله عنه من قال الله اعلم فقد افتى. مناسبة هذه الرمية هي ان الرئيس بوش اودع كلمة بتوقيعه على موقع البيت الابيض في الشبكة العنكبوتية بمناسبة مرور ثلاثة اعوام على اتفاقية السلام في السودان يعني الرجل مشكوراً احتفل معنا بعيد السلام قال فيها انه منزعج من استمرار تردي الاوضاع في دارفور وأبدى ارتياحه للتقدم الكبير الذي حدث في تنفيذ اتفاقية السلام «مبروك علينا» وطالب باجراء التعداد السكاني مؤكداً على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها، إذن يا راحلنا صلاح الرئيس بوش بعضمة لسانه او فلنقل مؤسسة الرئاسة الامريكية بمفاتيح كيبوردها قد دعت للاستعداد للانتخابات العامة في السودان في العام 9002م على حسب اتفاقية السلام الشاملة أها هل نقف منها موقفاً مضاداً؟ اتسمعنا يا صلاح؟ دعونا نتجول «شوية» في العالم حولنا امريكا اتفقت مع برويز مشرف بأن تعترف برئاسته بعد خلع البزة العسكرية على ان يقيم انتخابات برلمانية عامة في البلاد ويصالح بنازير بوتو ويسمح لها بالتحرك في طول باكستان وعرضها والقيام بالدعاية الانتخابية لحزبها وبالفعل عادت بنازير لباكستان بضمانة امريكية لا تحتاج إلى درس عصر وتحركت باعتبارها رئيسة وزراء باكستان القادمة ورفعت شعار القضاء على الجماعات الارهابية ولم تحفل بالموت الذي كان يصاحب موكبها أينما حلت الى ان أدركها هي نفسها وذهبت مبكية على جمالها الباذخ وقوامها الفارع ورقبتها «قزازة العصير» رحمها الله رحمة واسعة فأصبحت انتخابات باكستان في خبر كان فحتى لو اجريت ستكون اي كلام وسيضمن برويز البرلمان مثلما ضمن الرئاسة. في كينيا «القريبة مننا» والتي كان الناس يظنون انها واحة الديمقراطية في افريقيا وانها القيمة على سلام السودان والصومال ورواندا والكنغو جرت الانتخابات الرئاسية وكانت امريكا تتحكم في المرشحين الاثنين كيباكي ومنافسه اودينقا، ولكن كيباكي «عملها شينة» فانكشف المستور وكشرت القبلية عن انيابها فاصبحت الكيوكيو في مواجهة تجمع القبائل بقيادة اللو وامريكا تمسك كل واحدة بيد وفي النهاية سوف تنحاز للقبيلة الكبيرة بلا ديمقراطية بلا لمة، اذن هاتان انتخابتان «لو جازت التثنية» كان لامريكا القدح المعلى فيهما فهل نريد ثالثة في السودان. تحديد عام 9002م للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في السودان قد تم في نيفاشا واصبح في صلب الدستور الانتقالي «الشغال الآن»، ولكن يبقى السؤال ما هو الضمان ان تكون انتخابات السودان سلمية ورائقة وبت ناس «خلونا من حكاية نزيهة وما نزيهة فهذه مفروغ منها» ما هو ضمان عدم «الكعة» في الانتخابات السودانية القادمة والسلاح اليوم ليس في اطراف السودان بل في اطراف العاصمة ان لم نقل في قلبها واذا حدثت «كعة» بسبب الانتخابات «لا سمح الله» ما هو مصير السودان؟ الرأي عندي ان تؤجل الانتخابات القادمة شوية ويتفرغ الجميع لمسألة تقرير المصير اي يقدم استفتاء الجنوب على الانتخابات وبعد حسم مسألة الوحدة والذي نتمنى ان يكون ايجابياً يتجه الناس للانتخابات العامة بنفس هادى، هذا يتطلب تعديلاً لنيفاشا واكثر من ذلك تغيير التركيبة الحاكمة فيا جماعة الخير العاقل من اتعظ بغيره وباركوها بارك الله فيكم.