قبل ان يتأبط طلاب الدبلوم الوسيط مؤهلهم الجامعي الذي حصلوا عليه بعرق الجبين وخدمة اليمين أملا في وظيفة صغيرة، ليس من المهم ان تكون في مدخل الخدمة او قريباً منها، قبل ان يفعلوا هذا وييمموا وجههم شطر لجنة الاختيار ومكابدة سيناريو التقديم والحصول على بطاقة الحصر، ومتابعة اعلانات الوظائف الحكومية الشاغرة، والفارغة من معاني الرضاء الوظيفي، فإن عليهم ان يتريثوا قليلا ويقرأوا النص التالي: قال يعقوب مستور آدم مدير ديوان شؤون الخدمة ان الدبلوم الوسيط ليس مؤهلاً علمياً بقدر ما هو وسيلة لرفع المستوى الفكري للفرد، عكس الدبلوم التطبيقي الذي صدرت بحقه قرارات جمهورية في الماضي تؤكد أحقية حملة الدبلوم التطبيقي في التعيين بمداخل الخدمة الجامعية في الدرجة التاسعة. ومن باب جرعات الاحباط الاضافية فإن خبر مستور منقول عن وكالة السودان للانباء (سونا) وبالتالي فهو (غير قابل للنفي)- مثل زاوية الصحفي عمر محمد الحسن الشهير بالكاهن -، وهذه الجرعة المؤلمة من الاحباط ضرورية حتى لا يطمع طلبة الدبلوم في تصحيح او توضيح يضييء اركان الخبر المظلمة مثل مستقبل الطلبة. اذا كان الحال كذلك فيصبح من الضروري اجراء عملية جراحية عاجلة لموضوع الدبلومات الوسيطة، اما بإلغائها كلية من مسار التعليم العالي، او بترشيدها وتقليل عدد هؤلاء الطلبة (الذين يبحثون عن وسيلة ليرفعوا بها مستواهم الفكري)، او بترفيعها الى بكالريوس وقفل الباب مستقبلا امام هذه الشهادة الوسيطة. وهناك مقترح آخر تحسن وزارة التعليم العالي كثيراً ان هي فعلته (واذا كانت تتبني رأي مدير ديوان شؤون الخدمة)، وهو تنبيه الطلاب الذين يملأون استمارات التقديم للجامعات الى ان الدبلومات الوسيطة ليست مؤهلاً علمياً بأي حال من الاحوال. اذا ترك الامر بين صمت وزارة التعليم العالي وانكار ديوان شؤون الخدمة، فإن عملية (غرر) - حتى لا نقول (تغرير)- قد تقع بحق الطلبة الذين يتدافعون بالمناكب والاقدام نحو الدبلومات الوسيطة يداعب خيالهم (الميري) ويحلمون بالوظيفة. هذه الاحلام ليست حكراً على الطلبة المساكين فقط، ولكنها تتمدد الى اهلهم وذويهم، الى الأب المسكين الذي يكدح ويجتهد ليوفر لابنه - طالب الدبلوم- مصاريف الدراسة، وإلى الام التي تظن- دون ان تأثم- ان ابنها يدرس الدبلوم لأجل الوظيفة، وليس من باب رفع المستوى الفكري.