أوج نجومية الدكتورة تابيتا بطرس، كان على استوزارها في وزارة الصحة. وقتها كانت كثيرة الإطلالة بقوامها الأبنوسي الفارع وهي تنشط في قضايا الصحة المتشعبة وتقدم ما تستطيع من حلول إلى أن انتاشتها مؤامرات الرفاق، وأخرجتها من الوزارة الوحيدة التي استطاعت الحركة الشعبية أن تحقق فيها بعض النجاح في زمن التشاكس. تابيتا، إنحازت للسلام بصورة مكشوفة، ورفضت أن تضع يدها في يد الذين إشعلوا الحرائق في منطقتها بجبال النوبة في رحلة تمردهم العبثي، فكونت مع اللواء دانيال كودي وآخرين حزب الحركة الشعبية- جناح السلام. وقبل أن تتم اجراءات تسجيل ذلك الحزب، دخلت تابيتا في تشكيلة الحكومة كوزيرة دولة بوزارة الكهرباء والسدود. وهي وزارة متخصصة لذلك لم تستطع تابيتا أن تقدم فيها شيئاً يجدر بالنشر في صحف الخرطوم فيما يبدو، لذلك اختفت عن واجهة الأحداث ودوائر الفعل التنفيذي وحتى السياسي. ولا يعلم أكثر الناس أين هي الآن، فقد ظلمها التشكيل الوزاري عندما وضعها في خانة لا تتناسب مع خلفيتها الطبية ومهاراتها القيادية، وتحولت بالتالي من وزيرة استثنائية إلى وزيرة عادية جداً لا تكاد تسمع لها (حِس ولا خبر).