نظم طلبة فلسطينيون في بريطانيا مهرجانا بعنوان "يوم القدس لنحافظ عليها" انطلق مساء أمس ويستمر لمدة أسبوع في جامعة لندن-كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. يأتي ذلك في إطار حملة داخل الجامعات البريطانية للدفاع عن القدس والمقدسات. ويتزامن انطلاق فعاليات المهرجان الذي حضره السفير الفلسطيني بالمملكة المتحدة مانوايل حساسينيات وأكاديميون وطلبة الجامعة، مع يوم الثقافة الفلسطيني. وتضمن العرض الأول للمهرجان فعاليات فنية وثقافية متعددة تحتفي بالتراث الفلسطيني وتؤكد على التمسك بالقدس "العاصمة الأبدية لدولة فلسطين"، وصون التراث الثقافي لمدينة القدس من التهويد وإنكارالحق وطمس التاريخ والتراث وسلب الأرض ومصادرة الممتلكات. كما ألقيت محاضرات وأقيمت معارض للصور عن القدس تظهر ممارسات الاحتلال العنصرية ضد أهل القدسالفلسطينيين سكانها الأصليين، في حين تم عرض فيلم وثائقي يحكي الواقع المرير بمدينة القدسالمحتلة ويظهر عمليات التهجير القسري ضد السكان المقدسيين الفلسطينيين وسياسات الإبعاد القسري ضد أصحاب الأرض وتعتبر مخالفة للقانون الدولي الإنساني. وقد قدمت فرقة "الزيتونة" عدة عروض ووصلات الدبكة تفاعل معها الجمهور بقوة، وأكدت حضور القدس في قلوب أبنائها المغتربين. وأعلن المنظمون أن فعاليات حملة "يوم القدس" سوف تقام في معظم الجامعات البريطانية بهدف توعية الرأي العام البريطاني -وخصوصا شريحة الشباب- بشأن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني ومدينة القدس. وتهدف الحملة التي ستكون محطتها التالية جامعة كنجز كولج الشهيرة ويخطط لنقلها إلى كل الجامعات البريطانية، لزيادة وعي البريطانيين بممارسات الاحتلال ضد القدس وأهلها، ولكي تحدث وسيلة ضغط فاعلة من خلال البريطانيين على حكومتهم للضغط بدورهم على الاحتلال الإسرائيلي ليوقف الجرائم اليومية بحق المقدسيين. وتسلط هذه الفعاليات الضوء على آخر تطورات القضية الفلسطينية وتتناول قضية القدس، حيث يؤكد طلبة فلسطين أنهم ماضون بالعمل الجامعات البريطانية لفضح الممارسات والجرائم الإسرائيلية ضد الأرض والشعب والمقدسات بالقدس. وقال السفير الفلسطيني في بريطانيا للجزيرة نت إن انطلاق فعاليات يوم القدس من جامعة لندن-كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يعتبر حدثا مهما، كون هذه الجامعة شبة محافظة وخصوصا مخاطبة الطلبة فيها عن قضية القدس. وأوضح السفير أن الحديث عن القضية الفلسطينية بشكل عام وقضية القدس والمستوطنات خاصة هي مهمة جدا خصوصا في ظل تعنت الاحتلال ورفضه كل الجهود والمبادرات الفلسطينية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن إسرائيل ترد دائما ببناء المستوطنات وخلق الجو العنصري من خلال الجدار ومواصلة الممارسات القمعية ضد الشعب الفلسطيني وباستمرار سياسة التطهير العرقي بالقدس. واعتبر أن محاضرة عن القدس في جامعة بريطانية هو مهم لحل النزاع، إذ أن القدس تعتبر القلب النابض للضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية. وطالب السفير الجميع بالعمل لإحياء قضية القدس وإيصال رسالتها إلى العالم، معتبرا أن هذه القضية مهمة وإستراتيجية بالنسبة للفلسطينيين لأن القدس تعتبر قلب القضية الفلسطينية، مشيرا بهذا الصدد إلى الهجمة الاستيطانية على القدس وعلى محور القدس وخصوصا مشروع -1 الذي سوف يفصل القدس نهائيا عن الضفة الغربية والذي يعد أكبر مأساة بتاريخ القضية الفلسطينية لأنه يؤدي إلى عزل القدس نهائيا عن الضفة وعن غزة. من جانبه قال رئيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين بالمملكة المتحدة فؤاد شعت إنه من المهم فضح انتهاكات إسرائيل وممارساتها العنصرية المتواصلة بالقدس في الجامعات البريطانية. وأوضح شعت في تصريح للجزيرة نت أن إظهار قضية القدس بأهم الجامعات البريطانية ومخاطبة الشباب البريطاني من الجامعات، يوصل رسالة مهمة للبريطانيين والعالم، مفادها أن القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، وأن الحق لا يسقط بالتقادم، مشيرا بهذا الصدد إلى أن الأجيال لا ولن تنسى حقوقها وسوف تظل تدافع عن حقها حتى تعود القدس لأصحابها الأصليين. كما ناشد من لندن كل التنظيمات الفلسطينية الكف عما سماها المناكفات السياسية، والعمل يدا بيد من أجل العودة بقضية فلسطين للصدارة على اعتبار أنها قضية الأحرار بكل العالم، مشددا بالوقت نفسه على ضرورة استثمار التعاطف الكبير من قبل البريطانيين بقضية فلسطين والتذكير بقضية القدس.