اتفق الرئيسان عمر البشير ونظيره المصري د. محمد مرسي، على افتتاح الطريق الشرقي الرابط بيم البلدين فورا دون انتظار إكمال المنشآت، كما اتفق الجانبان على ترفيع اللجنة العليا المشتركة إلى مستوى الرئيسين. إزالة العوائق ووجه البشير في جلسة المباحثات المشتركة برئاسة الرئيسين بقاعة الصداقة مساء أمس، الجانب السوداني بافتتاح الطريق الشرقي دون انتظار للمباني، وقال: اتفقنا على إزالة كل العوائق لانسياب الحركة التجارية والسلع بين البلدين، وأضاف: الكرة في ملعب رجال الأعمال في الفترة المقبلة. من جانبه، قال مرسي إن السودان يعتبر امتدادا طبيعيا لمصر، وأشار الى عدم وجود أية مشاكل ومعوقات على طول امتداد الحدود شرقا وشمالا، وأعرب عن أمله في زيادة آفاق التعاون بين البلدين من خلال تكامل الأدوار، وقال إن البلدين ورغم التحديات التي تواجههما تمكنا من تحقيق نتائج ايجابية، وأضاف: بعد افتتاح الطريق الشرقي في الأيام القليلة المقبلة سنشرع في افتتاح الطريق الغربي ومن ثم افتتاح الطريق الساحلي وربط البلدين بالسكة الحديد لزيادة التبادل التجاري، وتابع: نأمل في تفعيل العلاقات بين الدول الثلاث السودان ومصر وليبيا والاستفادة من المثلث الذهبي، وجعل التعاون الثلاثي نموذجا في المنطقة ونموذجا للتعاون العربي الأفريقي في شمال القارة. طموح التكامل وكان الرئيسان أكدا في افتتاح جلسة المباحثات الرسمية، حرصهما على تنمية وتطوير العلاقات الاستراتيجية وتعزيز التعاون في المجالات كافة. وأشاد البشير بالمواقف المصرية الداعمة للسودان، وأكد الحرص على العلاقات المتينة بين البلدين، وشكر اهتمام مرسي بتفقد الأحوال في السودان، رغم ما تمر به مصر من ظرف دقيق، وعبر عن ثقته في تجاوز مصر الصعوبات التي وصفها بالعارضة، وساق الشكر لمصر على مواقفها الإيجابية تجاه قضايا السودان الداخلية، والمشرفة في المحافل الدولية، لا سيما الأمن والسلام في دارفور، وثمن البشير اهتمام مرسي وتوجيهاته السامية بدفع عجلة التعاون بين شمال وجنوبالوادي وتوسيع مجالاته تحت مظلة اللجنة المشتركة العليا التي تضم (28) لجنة تغطي جميع مجالات التعاون بين البلدين. وأكد البشير حرص السودان على التكامل مع مصر في المجالات كافة، وبناء علاقات استراتيجية تقوم على أرضية صلبة من التفاهمات والاتفاقيات لمواجهة العقبات والتحديات، وبناء قاعدة راسخة لتبادل المنافع. ترفيع اللجنة واقترح البشير ترفيع اللجنة العليا المشتركة إلى مستوى رئيسي البلدين لتأمين مزيد من قوة الدفع والانفاذ والمتابعة لما هو قائم ومدرج وقادم من مشروعات، وقال إن غاية ما نطمح له هو التكامل الحقيقي بين الموارد السودانية والخبرة المصرية لتحقيق الأمن الغذائي لشعبي وادي النيل والمنطقة العربية بأسرها، ودعا لرفع سقف التبادلات وحركة المواطنين والمشروعات، بما ينعكس على الشعبين رفاهية وخير ملموس، وأكد الاستعداد لتوفير الإمكانيات كافة لتحقيق الغايات النبيلة، ونوه إلى أنه كان تم التصديق بمساحة مليوني متر مربع جوار مصفاة الجيلي لإقامة المنطقة الصناعية المصرية، وقال إنه سيتم تقديم الخارطة والتصديق ليبدأ مشوار التعاون على تنفيذها. وعبر البشير عن تطلع السودان لاستعادة مصر دورها في المحيطين الدولي والإقليمي، وأدوارها الإيجابية والفعالة خدمة لدول المنطقة، وطالب مصر بدور إيجابي في جنوب السودان وفي المحافل الدولية والإقليمية. أسس التكامل من جانبه، أكد مرسي حرص بلاده على تعزيز العلاقات، وأشاد بشعب السودان، وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد وضع أسس انطلاق التكامل، وشدد على الوقوف مع السودان في قضاياه كافة، ودعم جهود الاستقرار والتنمية في المنطقة، وتقديم كل عون ممكن لإنجاح الحوار بين الخرطوم وجوبا، وجهود دعم اتفاق الدوحة للسلام والعمل على انضمام كافة الحركات للاتفاق، ودعم مؤتمر إعادة إعمار وتنمية دارفور، وأكد تأييد كل جهود الحكومة لتحقيق المصالحة في الإقليم، ونوه لجهود مصر في تنمية وإعمار شرق السودان، وأشار إلى أن الشعب يمر بمرحلة فاصلة، وتواجهه تحديات داخلية وخارجية مما يستوجب العمل معاً بما يسهم في ارتقاء التعاون إلى آفاق أكثر رحابة، وقال: من هذا المنطلق نتطلع أن تشهد المرحلة تضافر جهود البلدين لوضع أسس مشاركة اقتصادية حقيقية، بأن تفعل قطاعات عديدة المشاركة في مشروعات البنية الأساسية والربط الكهربائي والطريق البري وطريق الساحل كخطوة أولى ضمن خطة طموحة. وبدأت مباحثات الطرفين برئاسة البشير ومرسي بقاعة الصداقة مساء أمس، بحضور وزراء من الجانبين، عقب وصول مرسي الخرطوم عصر أمس، على رأس وفد رفيع يضم (8) وزراء من القطاع الاقتصادي، حيث استقبله بمطار الخرطوم الرئيس البشير وعدد من المسؤولين، إضافة لكل السفراء المعتمدين لدى الخرطوم. وسيعقد وزراء القطاع الاقتصادي السوداني مع نظرائهم المصريين عصر اليوم جلسة بفندق كورنثيا بالخرطوم لاستعراض نتائج ولقاءات الجانبين.