أكد الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، أن كثيراً من النزاعات والحروب التي شهدتها القارة الأفريقية وما نتج من توترات سياسية وأمنية بين الدول المكونة لمنظومة (الإيقاد)، عطّل مسيرة المنظمة عن الغايات التي أنشئت من أجلها، وقال: لكننا نتفاءل الآن بأن جو التوتر بدأ يتجه نحو التعاون والتضامن في المنطقة. وقال طه خلال مُخاطبته الاجتماع الوزاري لدول (الإيقاد) حول إدارة مخاطر الكوارث بقاعة الصداقة أمس، إن حضور وفد جنوب السودان دليل على أن ما بين السودان والجنوب انقشع وتحول لصورة إيجابية، واعتبر العلاقات الموجبة والصحية شرطاً لنجاح المشروعات وعلى رأسها ما يجتمع حوله الوزراء لإنشاء صندوق لدرء الكوارث وآليات فنية لوضع أطلس خرائط مخاطر الكوارث ليمكن من وضع السياسات اللازمة. وأكد طه التزام الحكومة وترحيبها بإنشاء الصندوق واستعدادها للمشاركة فيه وفق ما يتفق عليه اجتماع الوزراء بأكمل وجه، وقال إنّ الصندوق يمكن أن يشكل نقلة جديدة لتعبر بالإقليم من مرحلة الكوارث والجفاف إلى مرحلة تحقيق الاكتفاء وتأمين غذاء المنطقة، لكنه اشترط للعبور بالقارة، المحافظة على مكتسباتها الطبيعية، والاهتمام برفع الوعي البيئي وحُسن المحافظة على الموارد الطبيعية، والتدريب على تجنب السلوك الضار المؤدي لقطع الأشجار وإزالة الغابات وتلويث مصادر المياه بما يعقد من القضية، وطالب برفع بناء القدرات للمزارعين والثروة الحيوانية، وضرورة النظر في برامج تكفل التعايش السلمي بين المجتمعات الرعوية ومجتمعات المزارعين. وتمنى طه بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاماً على تأسيس منظمة الإتحاد الأفريقي أن تشهد نقلة نوعية في البرامج والمشروعات، مما يمكنها أن تكون قارة المستقبل، وأوصى طه بالتركيز على أهمية إشراك المجتمعات بتدريب المنظمات الأهلية للإعانة في تأمين الغذاء وحسن توزيعه، وتجنب الصراعات التي يمكن أن تقع بسبب الموارد الشحيحة والمتاحة. من جانبه، أكد المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية، إلتزام الحكومة وتعهدها بالوفاء لالتزامات (الإيقاد)، وأبدى أمله في أن يجد السودان مكانه في سكرتارية المنظمة ومساهمته في تأمين الغذاء بالقارة. من جهته، أعلن توماس يوليشني سفير الإتحاد الأوروبي بالخرطوم، تقديم (12) مليون يورو لخفض آثار الكوارث في القارة، وكشف عن جهود لإقامة مشروعات للبنى التحتية وبرامج لتطوير الإستجابة والكشف المبكر للكوارث، ودعا صندوق التنمية الأوروبية لإعانة (الإيقاد) بغية إنفاذ برامج خفض الكوارث، وقال: يجب أن تكون هنالك سياسات واضحة في التعامل مع الكوارث. من ناحيته، أكد د. خليل تيمان ممثل الإتحاد الأفريقي، استغلال موارد الصندوق لاستدامة النمو وإحداث التنمية في الدول المتضررة، وقال إنّ اجتماع جوهانسبيرج في فبراير 2012م أجاز مبلغ (80) مليون يورو لإدارة الكوارث. إلى ذلك، نوّه محبوب محمد معلم السكرتير التنفيذي ل (الإيقاد) إلى تعرض القارة لخمس كوارث في العشرية الماضية، إضَافَةً لمُعاناة مُعظم سكان القارة من نقص الماء والغذاء نتيجة النزاعات وضعف البنية التحتية التي تؤدي لعرقلة وصول الغذاء إلى المتأثرين، ودعا لتكثيف الجهود في مناطق النزاع ومنطقة القرن الأفريقي.