بدأت جولة المفاوضات بين قطاع الشمال و الحكومة السودانية . و الجديد في الجولة أن من يمثل القطاع من جانب الحركة الشعبية ليس هو من أبناء واحدة من المنطقتين في حوار أسس على القسمة الجهوية و الانتماء الاثني. و يبقى الناس على ميعاد لمعرفة الجهة التي سيوليها رئيس وفد الحركة وجهه ، أهي مصلحة أبناء المنطقتين الذين أمنوه عليها أم سيكون هواه و هدفه أن يخدم أهدافه الخاصة ؟ و حق لنا القول إن للرجل أهدافاً خاصة إذ أنه ركب مركب الحركة الشعبية بأمل أن تحمل معه و عنه ما يعتقد أنها قضايا الهامش و إذ بالحركة تتنصل عنهم و تولي وجهها شطر الانفصال و تذهب بمهمشيها و تهمش من ساندوها بأنفسهم و معتقداتهم. التفاوض في هذه الجولة محكوم بمرجعية واضحة من قبل وسيط الإتحاد الأفريقي و من قبل مجلس الأمن الدولي. و هوى عرمان الأساس هو أن يتفاوض حول قضايا الهامش في السودان و حول قسمة السلطة و الثروة و كيف يحكم السودان ؟ و هذه أوهام مقبول أن يتوهمها خائض في أوحال السياسة بعيدا عن عمل محكوم بمرجعيات و اتفاقيات و أسس. يستطيع عرمان أن ينجح و يكسب لنفسه قبل المنطقتين إذا تعامل مع معطيات الوضع و حصر شأنه و تفاوضه في القضية محل الخلاف بحدودها و نقاطها ، أما إذا اتبع نهج حوارات أركان النقاش في الجامعات و لجأ إلى القوى التي خرج منها من أقصى اليسار و أراد أن يحقق لها على حساب مصالح أهل كادوقلي و الكرمك و الروصيرص فسيكتب نهايته قبل أن يكتب نهاية التفاوض خاصة و أن التفجيرات التي قامت بها الحركة في كادوقلي لم تفعل غير أن استعدت عليها الأقرباء من الجنوب ، و قد أضحى الجنوب بين خيارين سلام مع السودان فيه استقرار الجنوب و تطوره الاقتصادي و نفطه الذي يعبر السودان و طعامه الذي سيخرج من السودان، و بين دفع فواتير ليس الوقت و لا الزمان بكافيين لتحقيقها. فشل عرمان في أن يصل إلى أهدافه عبر جوبا أو أحراش الجنوب و الفرص لا تأتي تباعا .. و أمامه اليوم إما أن يقدم للشعب السوداني و لأهل المنطقتين صورة جديدة لرجل يمكن أن يحقن الدماء و يدعم البناء أو غير ذلك.