قال الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع: لقد رجمنا كل الشياطين في العلاقات بين السودان وجنوب السودان. وأعلن فتح صفحة جديدة من العلاقات الودية العميقة التي تراعي مصلحة المواطنين في البلدين. وأكّد الوزير عقب التوقيع على آلية جديدة تستكمل التحقق من عملية وقف الدعم والإيواء للحركات المُسلّحة في جميع المناطق بالبلدين، كفاية الآليات لتمضي الاتفاقيات بالصورة المطلوبة، وقال: نحن بهذه الإجراءات نسعى لخلق حُدودٍ مرنةٍ تسمح بالتعاون والترابط ما بين الشعبين. وكشف وزير الدفاع عن توجيهات فورية بفتح (8) معابر حدودية، وإرجاء (2) للفترة المقبلة. في غضون ذلك، وقّع إدريس عبد القادر ودينق ألور في حضور الرئيس امبيكي أمس، على آلية لفض النزاعات والتعاون، وأعرب امبيكي عن سعادته بالتقدم الذي أُحرز، وأثنى على حرص الدولتين في إيجاد الآليات اللازمة لمعالجة القضايا الخلافية كافة. ويتضمن الاتفاق الأول فتح (10) معابر حدودية لتيسير التنقلات بين البلدين، على أن تفتح (8) منها على الفور، ويفتح المعبران الآخران في مرحلة لاحقة بعد اجتماع لوضع ترتيبات خاصة بهما. ويتضمّن الاتفاق الثاني تشكيل آلية مراقبة حدودية جديدة لمراقبة المناطق الحدودية كافة بين البلدين. وفي سياق متصل، أرجأت الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة الرئيس ثابو امبيكي، انطلاق المفاوضات حول المنطقتين بين الحكومة وقطاع الشمال من الأمس إلى اليوم، واكتفى امبيكي في اجتماع قصير برئيسي الوفدين أمس، بتقديم ورقة لأجندة التفاوض المقترحة لمعرفة آرائهما بشأنها. وعلمت (الرأي العام) من مصادر عليمة، أن امبيكي اعتذر عن الدخول في أية قضايا بسبب شعوره بالإرهاق نتيجة جهد شاق بذله طوال نهار أمس مع وفدي الحكومة ودولة جنوب السودان في اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة، فيما انخرط الوفدان - كلاً على حدة - في اجتماعات ومشاورات مكثفة بشأن إحكام مواقفهما التفاوضية. وفي الأثناء، أعرب ياسر عرمان رئيس وفد الحركة الشعبية - قطاع الشمال لمفاوضات المنطقتين، عن استعدادهم لوقف إطلاق النار لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين. وأضاف ل (الرأي العام): (نحن مستعدون لإنهاء الحرب بأي حاجة معقولة تكون حلاً مشرفاً لكل السودانيين بما في ذلك المؤتمر الوطني). من جانبه، أكد البروفيسور إبراهيم غندور رئيس الوفد الحكومي، رغبة الحكومة في طي ملف الحرب بصورة نهائية، وقال ل (الرأي العام): (نحن مستعدون لترتيبات إنسانية وأمنية كاملة توقف الحرب إلى الأبد، وتفتح المجال لوصول العون الإنساني للمتأثرين والوصول الى سلام يشرف كل السودانيين وليس وقفها لبعض الوقت ثم تعود من جديد بصورة أسوأ من السابق). إلى ذلك، علمت (الرأي العام)، أن الوسيط ثابو امبيكي سيجتمع صباح اليوم بالوفدين - كلاً على حدة - بهدف الوقوف على رؤية كل طرف ومواقفه التفاوضية قبل الدخول في مفاوضات مباشرة.