تباينت المواقف التفاوضية بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية - قطاع الشمال- في المفاوضات التي بدأت بأديس أبابا أمس لحل النزاع بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان. وفيما شدّد بروفيسور إبراهيم غندور رئيس الوفد الحكومي على قصر التفاوض في قضايا المنطقتين فقط والبداية بالملف الأمني، تمسّك ياسر عرمان رئيس وفد الحركة، بالبداية بملف المساعدات الإنسانية ومناقشة قضايا المنطقتين في إطار القضايا القومية. بينما انخرطت الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو امبيكي في اجتماعات مكثفة بالوفدين بهدف تقريب وجهات النظر. وعلمت (الرأي العام)، أن الوساطة ستدفع صباح اليوم بمقترح توفيقي لترتيب الأجندة التفاوضية بعد تسلمها لرؤية كل طرف في هذا الخصوص. وكانت الجلسة الافتتاحية للمفاوضات انطلقت عصر أمس، وحدث أول لقاء مباشر بين وفدي الحكومة والقطاع. وقال امبيكي في الجلسة، إنّ التوصل لسلام وطي صفحة الحرب بجنوب كردفان والنيل الأزرق أصبح ممكناً الآن بعد الاتفاق بين دولتي السودان وجنوب السودان. من جانبه، أكّد غندور خلال الجلسة، أنهم جاءوا للحوار حول قضايا المنطقتين فقط، وأشار إلى أنّ الوفد غير معني بالحديث خارج حدود هذا التفويض. وشدد بأنهم حضروا من أجل البحث عن تحقيق السلام المستدام، وأبان أن الأولوية في تحقيق أمان دائم للنازحين. وفيما أعطى أولوية قصوى للملف الأمني، قال غندور إن الملف الإنساني يمكن نقاشه بالتزامن مع المحاور الأمنية والسياسية بالمنطقتين عبر ثلاث لجان مختصة. من ناحيته، شدد عرمان على ضرورة معالجة قضايا المنطقتين في إطار قومي، واعتبر المفاوضات فرصة للتغيير الديمقراطي وبناء سودان مُوحّد ووقف الحرب في جميع أنحاء السودان. وأشار عرمان الى ضرورة البداية بإيصال المساعدات الإنسانية، ونوه لأهمية إقامة مؤتمر جامع لكل ألوان الطيف وحسم قضية كيف يحكم السودان. وقال إن الحركة جاهزة ومستعدة لتحقيق سلام مستدام وفقاً للمرجعيات بما فيها الاتفاقية الاطارية. وفي المقابل، أعلنت قيادات الأحزاب السياسية الممثلة لمجتمع المنطقتين ضمن الوفد الحكومي، رفضها لمرجعية الاتفاقية الإطارية (نافع/ عقار). وأبلغ اللواء دانيال كودي الوسيط ثابو امبيكي، بأن اعتماد اتفاق (نافع/ عقار) يعني اعتماد الحركة دون غيرها مفاوضاً عن المنطقتين، ويمنحهم وصاية على إرادة المجتمع السوداني خاصة مجتمع المنطقتين، فضلاً عن أن الإصرار على فرض الاتفاقية الإطارية يدل على احترام من يحمل السلاح، وتهميش غيره - على حد قوله -.