- رغم القرارات المتتالية من سلطات ولاية الخرطوم بحظر التعدي على فسحات الأحياء.. إلا أنها تتقاعس عن تفعيل هذه القرارات.. بل انها تغض النظر عن »النافذين« في الحكومة الذين يتجرأون بالتغول علي تلك الفسحات بجرأة وقوة عين يحسدون عليها.. التعدي على الفسحات أصبح أمراً معتاداً في زمن الغفلة.. فسحات خصصت لمرافق عامة ولدرء أخطار الأمطار والسيول وملاعب للاطفال وقد ألغيت حاجة اسمها الأنشطة المدرسية في هذا الزمن الردئ.. - «النافدون» يتخذون قرارات الولاية الرسمية متجاهلين تماماً غضب واستياء المواطنين المتضررين من هذه الاعتداءات الغاشمة على حقوقهم.. كما حدث في حي كوريا بالبراري.. فقد استولت شركة يملكها أحد النافذين مساحة تقدر بأكثر من ألف متر مربع شيدت عليها مباني في حراسة الشرطة التي واجهت الجموع الغاضبة.. واغلبهم من الشباب الذين فقدوا ميدانهم الذي كان يلعبون فيها...لصالح هذه الشركة الدخيلة.. والأغرب انه عندما انحسرت الاحتجاجات بقوة الشرطة.. تجرأت الشركة أكثر واضافت لمبانيها ألف متر مربع أخرى.. سلطات الولاية لا تتخذ اجراءات ضد النافذين وسماسرة الأراضي الذين يرتبون لهم صفقات يسيل لها اللعاب.. وشكاوى المواطنين لا تجد أذناً صاغية من هذه السلطات التي يعتقد بعض الناس انها متواطئة مع اولئك النافذين والسماسرة.. - والمثال على ذلك ما ورد في تقرير يوم السبت في «الأهرام اليوم» .. فقد فوجئ مواطنو مربع 9 بضاحية حاج يوسف بشخص يدعى ملكيته لفسحة في الحي تم تخطيطها في السبعينيات من القرن الماضي للضرورات مثل تصريف السيول والامطار.. وكان هذا الشخص يحمل مستندات تؤكد ملكيته.. صادرة من الجهات المسئولة عن أراضي شرق النيل.. -ويقول مواطنو الحي ان هذه الفسحة متنفس لأهل المنطقة ويلعب في ميدانه الأطفال كما خطط لها قبل عشرات السنين.. واشتبك الشباب مع صاحب الأرض .. وما زال النزاع مستمراً.. ويتساءل كاتب التقرير عما إذا كانت هذه القضية »مجرد قطع أم انها ارتبطت في أذهان سماسرة كبار الموظفين بارتفاع قيمة اراضي المنطقة».. -أما في ضاحية المعمورة حسب تقرير نشر في «الخرطوم» يوم السبت فإن قضية ميدان الحي المتنازع عليه بين المواطنين وبين الساعين لبناء مدرسة خاصة أخذت أبعاداً متباينة أبرزها استقالة محمود ابو مازن رئيس المؤتمر الوطني ورئيس اللجنة الشعبية بحي المعمورة واستقال »بالتلفون من السعودية« مخلص حامد الريح أمين عام المؤتمر الوطني بالخرطوم وأي مناصب أخرى وكمان تجميد نشاطه في الحركة الإسلامية .. -استقالة كبار المسئولين في الحزب الحاكم والحركة الإسلامية كانت احتجاجاً على محاولة الاستيلاء على ذلك الميدان.. الذي يعتبره أهل الحي المساحة الخدمية الوحيدة في المنطقة.. -وحسب تقرير الجريدة فقد امتلأت ساحة مسجد الحي ظهيرة الجمعة بمئات العربات لأداء الصلاة.. وكان الميدان قد انقسم لنصفين بسبب مواد البناء والحفريات لا يسع لوقوف السيارات.. بعضهم اضطر للوقوف في الشوارع الداخلية والخلفية والأزقة والممرات.. -وخطب البروفيسور محمود عباس أمام وخطيب المسجد مندداً بالاعتداء على الميدان.. واعتبره ظلماً والاستيلاء على الأرض بالبيع والمحسوبية والرشوة لبناء مدرسة خاصة من قبل نافذين .. -وقال البروفسيور ان وزارة التخطيط العمراني وعدت بحل المشكلة ولكننا فوجئنا ببداية العمل في بناء المدرسة وبحماية الشرطة وتساءل لماذا تحميهم الشرطة؟ لو كان الامر حقاً لما احتاجوا لهذه الحماية.. -ونناشد السيد الرئيس عبر الصحف بان يسترد ارضنا.. بعض المواطنين حملوا لافتات كتب عليها «مدارس في الميدان تزيد من حاجة الانسان».. -ويلاحظ كاتب التقرير وجود وزير الداخلية لحضور عقد قران وبعد المراسم مباشرة خرج من الباب الخلفي للمسجد يعني بالدارجي «عمل زغبير»..