رحبت الدوائر الاقتصادية بالاتفاق الذى توصل اليه السودان وجنوب السودان على فتح (8) معابر بينهما فورا، وإرجاء المعبرين الأخيرين الى وقت لاحق، في ختام اجتماعات الآلية السياسية الأمنية أمس الأول بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا والتى توصلت الى عدد من الاتفاقيات، من بينها الاتفاق على آلية لمراقبة اتفاقية عدم الاعتداء وتشمل مراقبة 50 كلم في الجانبين وهى الآلية الثالثة بعد المنطقة منزوعة السلاح التي تشمل 10 كلم فى الجانبين الآلية الثانية ل 40 كلم فى الجانبين و التي تم الاتفاق عليها في وقت سابق وتشمل مراقبة الإيواء والدعم لحركات التمرد وفك الارتباط . وتوقعت الدوائر الاقتصادية ان يسهم فتح المعابر فى تصدير نحو (173) سلعة سودانية الى جنوب السودان وزيادة حصائل الصادر وتوفير وارد من النقد الاجنبي وتحريك قطاع النقل البري والسكة الحديد وتوفير فرص عمل، بجانب إعادة تشغيل المصانع المتوقفة واستغلال طاقات المصانع العاملة. وتشير (الرأي العام) الى ان توقيع هذا الاتفاق سبقته صدور توجيهات من الرئيس عمر البشير خلال زيارته الاخيرة الى جوبا والتى وجه خلالها بفتح الحدود والمعابر التجارية بين البلدين امام حركة البضائع والمسافرين، كما عقبت توجيهات رئيس الجمهورية صدور توجيهات من بنك السودان المركزي للمصارف وشركات الصرافة العاملة بالبلاد بالإسراع فى عمل الترتيبات المصرفية وخلق علاقات مراسلة مع نظيراتها بدولة جنوب السودان في كافة مجالات العمل المصرفي، وتسهيل عمليات التجارة وتحويل الأموال مع دولة جنوب السودان وتحويل العملات في المناطق الحدودية، من اجل فتح الباب على مصراعيه لاستئناف التبادل التجاري بين البلدين وتسهيل التحويلات المالية، بجانب زيادة الصادرات السودانية الى الجنوب وتحقيق عائدات الصادر. وأعلن د.يس حميدة الامين العام لاتحاد الغرف التجارية عن ترحيبهم بالاتفاق الذى توصل اليه السودان وجنوب السودان على فتح (8) معابر بينهما فورا ، وإرجاء المعبرين الاخيرين الى وقت لاحق، في ختام اجتماعات الآلية السياسية الأمنية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، ووصف د. يس هذا الاتفاق بانه ايجابي وسيؤدى الى زيادة التبادل التجاري بين البلدين وإيجاد اسواق واعدة للصادرات السودانية. واضاف د.يس فى حديثه ل(الرأي العام) كنا فى انتظار فتح جميع المعابر الحدودية بين البلدين والبالغة نحو (10) معابر ، من اجل تحريك النشاط التجاري بين البلدين، وأعرب د.يس عن أمله فى التوصل الى اتفاق لفتح جميع المعابر، مبينا ان ما اتفق عليه يمثل نحو (80%) من المعابر ، وبالتالي سينعكس ايجابا على حركة التجارة بين البلدين عبر الحدود بعد فتحها فوراُ. ودعا د.يس سلطات الجمارك والبنوك فى كلا البلدين الى مباشرة أعمالهم للبدء فورا فى انسياب حركة التجارة عبر الحدود بعد ان تم الاتفاق على بداية التعامل المصرفي بين البلدين وصدور توجيهات من البنك المركزى للبنوك لتسهيل التبادل الجارى مع الجنوب والتحويلات المالية عبر خلق علاقات مراسلة مع البنوك والصرافات. وأردف: (توقيع الاتفاق على فتح المعابر وصدور هذه التوجيهات للبنوك والصرافات ستؤدى الى تحريك العمل فى القطاع التجارى بين البلدين، ونحن متفائلون بانها ستؤدي الى حدوث انفراج فى التعامل التجاري خلال المرحلة المقبلة). وأكد د.يس جاهزية التجار والعاملين بالقطاع التجارى للبدء فورا فى استئناف التبادل التجارى مع الجنوب بعد هذا الاتفاق بأديس ابابا على فتح المعابر وصدور توجيهات بنك السودان للبنوك والصرافات بإيجاد بنوك مراسلة وتسهيل حركة التحويلات المالية والتبادل التجارى ، مبينا ان التجار بدأوا فى ترتيبات فتح الاعتمادات لتصدير السلع السودانية للجنوب ، مبينا فى هذا الصدد ان هنالك طلبا متزايدا من الجنوب على استيراد معظم السلع الاساسية من السودان، وتوقع د. يس انسياب السلع والصادرات السودانية الى الجنوب بسلاسة، معرباً عن تفاؤله بزيادة التبادل التجارى وحدوث انفراج فى علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين. وفى السياق وصف د.عز الدين ابراهيم وزير الدولة بالمالية والخبير الاقتصادي المعروف اتفاق فتح المعابر الحدودية بين السودان وجنوب السودان، بانه مدخل للتعاون الحقيقي بين البلدين. وأضاف د.عز الدين فى حديثه ل(الرأي العام) فتح المعابر ستستفيد منها الولايات الحدودية فى انعاش حركة التجارة وزيادة ايراداتها واستدامة الأمن فى الحدود، بينما التجارة الخارجية ستتم عبر البنوك من اجل ضمان عودة حصائل الصادر والتى ستسهم فى توفير موارد جديدة من النقد الاجنبي.