طالبت الحكومة، المجتمع الدولي ومنظماته الدولية والإقليمية وعلى رأسها الأممالمتحدة والإتحاد الأفريقي، بالإدانة الصريحة والواضحة للهجمات الإرهابية التي شنتها قوات الجبهة الثورية أمس الأول على مدينة أم روابة والقرى التابعه لها، ودعت للتشديد على رفض العمل العسكري كوسيلة لتحقيق الأهداف، والعمل على إلزام قطاع الشمال والجبهة الثورية بالتوقف فوراً عن العمليات العسكرية كخطوة تمهيدية لانطلاقة جولة جديدة من المفاوضات. وأبان بيان أصدرته وزارة الخارجية أمس، أن رؤية الحكومة كانت واضحة خلال جولة أديس أبابا مع قطاع الشمال، بضرورة إعلان وقف إطلاق نار شامل لتهيئة الأجواء لمعالجة بقية الملفات، فيما كان وفد القطاع يرفض ذلك مبيتاً النية للتصعيد العسكري، وطالبت الخارجية بأهمية تفعيل وتنفيذ قرار قمة إقليم البحيرات في 2011م بتصنيف حركة العدل والمساواة وجيش تحرير السودان بفصائله كافة، كقوة سلبية تهدد أمن الإقليم، وطالبت حكومات دول الإقليم بعدم السماح لعناصرها بالوجود في أراضيها، ناهيك عن تقديم الدعم لها، ولفت لاستضافة كمبالا لاجتماع الجبهة الثورية الذي أفرز ما سمي بميثاق (الفجر الجديد)، واستخدام العمل العسكري لإسقاط النظام. وقال البيان إن الهجمات شنت في وقت تسعى فيه الحكومة بحرص لإيجاد حلول سلمية لمشكلة المنطقتين مع قطاع الشمال بالتركيز على وقف إطلاق النار، وان العمليات استهدفت مواطنين عزل. واعتبرت الخارجية أن ما قامت به الجبهة الثورية وقطاع الشمال، يشكل أكبر مهدد للسلم والأمن والأوضاع الإنسانية، وأن الهجوم يفضح نهج قطاع الشمال وحلفائه في استخدام المدنيين دروعاً بشرية واستغلال معاناتهم الإنسانية في تحقيق أهداف سياسية ضيقة دون اعتبار للأرواح التي تزهق. من جانبه، ندّد المكتب القيادي للمؤتمر الوطني، في اجتماع طارئ برئاسة الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، نائب رئيس الحزب، بالهجوم على مدينة أم روابة من قبل الجبهة الثورية المتمردة، ووجّه بتقديم الدعم اللازم للمتأثرين بالهجوم. وأوضح د. الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية، رئيس القطاع السياسي للحزب حسب (سونا) أمس، أن الاجتماع وقف على تفاصيل الاعتداءات وما اتخذ من إجراءات لمواجهة العدوان، وأعلن المكتب القيادي جاهزية جميع أعضائه للمُشاركة في كل ما يحقق الأمن والاستقرار ومُواجهة الأعداء الساعين لإحداث اختلالات أمنية بالبلاد. وأكّد أنّ الوطني سيتحمّل مسؤوليته كاملة في دعم المؤسسات الرسمية والشعبية والسياسية، باعتباره حزباً حاكماً، وقال إنّ الحزب سيقوم بالتنسيق مع كل القوى السياسية الوطنية لدعم الأجهزة الرسمية والشعبية لمواجهة العدوان الآثم وتحقيق الأمن والاستقرار للمواطنين. وقال إن الهجوم لن يثني المؤتمر الوطني والقوى السياسية عن المضي قُدُماً في الطرح السياسي الذي يدعو للحوار وتوحيد الصف الداخلي والوطني، ووضع دستور للبلاد، ولن يثني كذلك خُطة التنمية في البلاد. وفي السياق، اتهم معتصم ميرغني زاكي الدين والي شمال كردفان، أحزابا سياسية معارضة - لم يسمها - بتقديم معلومات لما يسمى بمتمردي الجبهة الثورية والحركة الشعبية قطاع الشمال في اعتدائها على مدينة أم روابة الآمنة. وقال الوالي حسب (سونا) أمس، إن هناك أحزاباً سياسية تعمل كطابور خامس مع هذه القوات المتمردة. ورد زاكي الدين على شائعات انطلقت في مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت تتحدث عن نية المتمردين شن هجوم مماثل على الأبيض حاضرة الولاية بالقول: إنّ الشائعات أطلقتها المعارضة وهي شائعات مغرضة ولا أساس لها من الصحة. وأضاف بأن المعارضة هدفت من هذه الشائعات لإثارة فزع المواطنين في الأبيض. وتابع: إنّ مدينة الأبيض آمنةٌ وعصيةٌ على حركات التمرد والطابور الخامس. وزاد: إنّ الطابور الخامس يستخدم شبكة الإنترنت والاتصالات لبث الشائعات المُغرضة، وناشد مواطني الولاية بعدم الالتفات لهذه الشائعات. من ناحيته، تعهد المهندس أسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود، بعودة التيار الكهربائي لمنطقة أم روابة بشمال كردفان خلال يوم أمس، بعد الهجوم الغاشم لقوات ما يُسمى بالجبهة الثورية. ووجّه لدى تفقده المحطة الكهربائية والأعطال التي حدثت بها، الفرق العاملة بإسراع العمل، كما وجّه بنقل بعض المولدات الكهربائية من الخرطوم والجزيرة لمعالجة مُشكلة المياه بالمنطقة، وأعلن عن عودة التيار الكهربائي لأم روابة خلال اليوم (أمس)، وأكد تسخير إمكانيات الوزارة كافة لإسراع العمل بالمحطة. وعلى الصعيد، يستدعي البرلمان في جلسة اليوم، الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، حول أحداث أم روابة ومناطق بشمال كردفان. طالع ص (2 و3 و4 و5)