فجع المجتمع السوداني برحيل طيب الذكر و المعشر الدكتور الإنسان كمال حنفي.. و هو من أوائل الأطباء الذين إقتحموا عالم الصحافة ، وأصبح من أعلامها و أدي رسالته كصحفي علي أكمل وجه ، و شهد له بذلك زملاء المهنة في الصحافة والذين ذرفوا الدموع في رثائه .. أما في الجانب المهني فقد عرف كطبيب ماهر حاذق لمهنته و طيب المعشر مع زملائه و مرضاه ، و قد شغل لفترة طويلة منصب مدير إدارة رئيسة بوزارة الصحة و هي إدارة تعزيز الصحة ، و قد عرف عنه تفانيه في اداء رسالته المهنية بتجرد و نكرات ذات يحسد عليه. عرفته أثناء عمله بالوزارة و توثقت علاقتي به أكثر عندما طلبت منه أن يشرفني بمراجعة كتاب (سياحة في عبقرية السوداني ? عبقرية جريس ) فأجتهد كثيراً في الاطلاع على كل صغيرة و كبيرة و عمل على تصحيح الأخطاء ، بل و ذهب أكثر من ذلك بأن كان له اثر مباشر في طريقة الإخراج و التحرير ، و قد كانت تلك سانحة طيبة أن أتعرف أكثر على إنسان طيب القلب ، يحب الخير للجميع و يسعى في قضاء حوائج الناس، لم أرَ منه إلا ما يسر ويفرح من جميل الخصال والصفات ، دكتور كمال حنفي إنسان بمعنى الكلمة ولا توجد كلمة أخرى أشمل و أوفى منها، في دواخله إنسان عميق الإنسانية وقلب طفل..فتح غرفه الأربع لمن يستحق الحب والمساعدة.. يأسر قلب كل من يعرفه...نموذج لا يتكرر بسهولة.. نال احترام كل من عرفه أو عمل معه. برحيله فقد السودان أحد أبنائه المخلصين و فقد المجتمع الصحفي صاحب قلم رشيق و جرئ و رائع و فقد الأطباء زميلا عزيزا و طبيبا ماهرا و صديقا مخلصا، لدكتور كمال الرحمة و المغفرة ونسأل الله أن يلهم آله و ذويه و أسرته الصابرة الصبر و حسن العزاء. (إنا لله و إنا إليه راجعون (