أكد الرئيس عمر البشير، أن خيار السلام هو الأفضل لأهل السودان، وشدّد على أن الحكومة ستواصل في مسار التفاوض رغم الهجوم الغادر على أم روابة والمناطق المجاورة لها. وقال الفريق دانيال كودي رئيس الحركة الشعبية تيار السلام للصحفيين عقب لقاءٍ مطولٍ مع البشير بالقصر الجمهوري أمس، إنه كرئيس لتيار السلام في الحركة يتفق تماماً مع رؤية البشير بضرورة استمرار الحوار، وأبان أن لدى الحكومة مسؤولية أخلاقية من خلال العمل على إصلاح ما تمّ تخريبه من قبل المتمردين. وانتقد كودي وفد قطاع الشمال المفاوض ووصفه بغير الجَاد، وأضَافَ بأنّ الوفد لا يمثل جنوب كردفان، وعزا عدم مشاركة خميس جلاب لعدم قناعته بالوفد، وأشار إلى أنه لا علاقة للأجندة التي طرحها الوفد بأهل جنوب كردفان، وقال إنّ تكوين الوفد جاء ممثلاً لكل أهل السودان بما فيه الشرق، وأضاف بأن رفض وقف إطلاق النار الشامل والإصرار على وقف جزئي لتوصيل المواد الإنسانية يؤكد عدم الجدية. ووصف كودي هجوم المتمردين على أم روابة بالخطأ السياسي والعسكري، باعتبار أن الهجوم تم عقب انتهاء الجولة، بجانب أنه زاد المعاناة الإنسانية للمدنيين الذين كانوا يصرون على توصيل المساعدات لهم، وأكد كودي أن الحلو وعقار لا يملكان شرعية التفاوض باسم مواطني جنوب كردفان باعتبارهما كُلِّفا من قبل قيادة دولة الجنوب، إضافةً الى أنهما لم يشركا القواعد. وأوضح كودي أن اللقاء مع الرئيس تطرق لموضوعات أخرى منها وضعية بعض حاملي السلاح الذين قال إنهم أبدوا الرغبة في الانضمام للسلام، بجانب الوضع الأمني والسياسي في جنوب كردفان، وكشف عن قوات تتبع للجيش الشعبي بجنوب كردفان خارج الفرقة التاسعة، ونوّه لوجود قوات في أم مطارق والدبب بشرق دارفور قوامها من الرزيقات وعرب المسيرية، كما بحث اللقاء العلاقات مع جوبا، وأكّد استعداد حزبه للعب دور الوسيط لتحسين العلاقات بين البلدين. وقال إنّ الحديث مع الرئيس تعرض لقضية تلفون كوكو، وأشار لدور الرئيس في إطلاق سراحه إبان زيارته الأخيرة لجوبا، وقال إن تلفون موجود حالياً بجوبا مع أسرته باعتبار أن بعض أبنائه يدرسون في كمبالا، وأنه سيصل الخرطوم خلال الأيام المقبلة، واعتبر كل ما يُثار حوله شائعات، وأضاف: (حتى إن أراد أن يسافر إلى فرنسا فسيكون من الخرطوم). وفي الأثناء، وجهت الحكومة، نداءً عاجلاً لكل المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع، بوجود انتهاكات خطيرة يمارسها المتمردون ضد النساء والأطفال الذين لم يتمكّنوا النزوح من منطقة أبو كرشولا. وكشفت مشاعر الدولب وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي، عن جرائم بشعة يرتكبها المتمردون بحق المُحاصرين، وقال: (نخشى على حياتهم لأنّ معلوماتنا أكدت أنهم يتعرّضون لاعتداءات بشعة). وطالبت الدولب التي التقت د. الحاج آدم نائب رئيس الجمهورية أمس، المجتمع الدولي بضرورة العمل على إخراج المُتمردين من المنطقة، وأوضحت أن كل المعلومات التي تحصّلت عليها وزارتها تؤكد استخدام المتمردين للمواطنين كدروع بشرية، ونفت أي اتجاه لإنشاء معسكرات للنازحين، وقالت إن النازحين الذين يبلغ عددهم (7) آلاف أسرة - وفقاً للإحصاءات الرسمية - أغلبهم من الأطفال والنساء، ولفتت لخطورة وجود أعداد كبيرة من الأطفال النازحين «مفصولين» عن أسرهم، وأضافت بأن المصلحة الفضلى للنازحين هي ضرورة وجودهم بين الأسر في مدينة الرهد، وأوضحت أن أعدادا كبيرة منهم توجد حالياً بالمدارس. ونَفَت الدولب الحاجة لأية مساعدات إنسانية من الخارج أو من المنظمات الدولية، وقالت إن الجهات الرسمية في الحكومة، بجانب حكومة الولاية قادرة على توفير الاحتياجات الإنسانية للنازحين، وأشارت إلى أن حاجة المواطنين حالياً هي الدعم المعنوي والأدبي. وكانت الدولب، نوّهت لتوجيهات نائب الرئيس بضرورة الاهتمام بمناطق النزاعات، خاصة ما حدث أخيراً بأم روابة، وطالب بتقديم الدعم للنازحين. وفي السياق، سلّم السفير دفع الله الحاج مندوب السودان لدى الأمم، رئيس مجلس الأمن رسالة تضمّنت مطالبة المجلس باتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة قيادات ما يُسمى بالجبهة الثورية الذين يُعيقون تحقيق السلام ويُدمِّرون المرافق الحيوية والتنموية ويستهدفون المدنيين والأبرياء العُزّل. وأدلى المندوب في جلسة مشاورات مجلس الأمن حول تقرير الأمين العام الدوري بشأن دارفور حسب (سونا) أمس ببيانٍ استنكر وأدان فيه الهجوم الذي قامت به الحركة الشعبية قطاع الشمال بالتنسيق مع مجموعة ما يسمى بالجبهة الثورية على مدينة أم روابة بشمال كردفان وبعض المدن الأخرى والقرى. وأكد أنّ القوات المهاجمة كانت تضم المجموعات الدارفورية الرافضة للسلام، إضافةً للحركة الشعبية قطاع الشمال.