وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات حارتنا
نشر في الرأي العام يوم 04 - 05 - 2013

هذه حكايات تنفتح على كل الوطن، ربما تأتي من الماضي، أو ربما الآن. ولكنها في كل الأحوال هي رؤيا للمستقبل. يسردها ضمير غائب ولكنه حاضر يشهد على كل الأزمنة.. وهي في نفس الوقت تصوير
للخاص والعام معاً.. هي خيال خلاق، يجمع بين المحلي والكوني وينبض براهنية عصرنا الحديث. إذاً هي قراءة للحياة، في نقطة التماس بين القومي والكوني.. لذا تصلح لأن تكون مفتاحاً لتفسير الراهن!
«المحرر»
الفنان ومسئولية التجريب
? التجريب يصبح عملاً مسئولاً عندما يكون جزءاً أساسياً من مشروع الفنان.. وهو هنا يكون رؤية فكرية وفنية تسعى لاكتشاف كثير من الاسئلة المتعلقة بالقضايا التي تكون أسس هذا المشروع، على المستويين الفكري والجمالي.. وفي هذا الفضاء الشاسع يتحرك الفنان في آفاق التجريب بلا حدود.. وذلك حينما يتخلى تماماً عن التزامه بقواعد وأصول الفن تلك التي تمثل منهجاً مستقراً ومعترفاً به داخل حركة الفن على الصعيدين النظري والتطبيقي.. وهنا قد يواجه هذا الفنان المتمرد صعوبات جمة منها الا تفهم محاولاته هذه على الوجه الصحيح الذي يجعل الحوار بين الآراء النقدية المختلفة حول هذا النص التجريبي حواراً ممكناً حتى وان لم يصل هذا الحوار لحلول في مصلحة هذا التجريب.. ومما لا شك فيه ان مثل هذه الأعمال التجريبية لا تجد قبولاً كما تجد تلك الأعمال المسنودة بالاستقرار وبالوفاق والاتقان الندي الكامل داخل الحركة الابداعية.. وهناك فنانون لهم مواقف مبدئية لا يتنازلون عنها مطلقاً.. ويظلون طوال حياتهم الفنية على إيمانهم المبدئي بما بدأوه وما اختاروه من فكر وجمال كإطار تجريبي لأعمالهم التي لا تكف عن محاولاتها المستديمة حول كشف الاشياء واكتشاف اسمائها ومعانيها وما يحيطها من اسرار وهذه تجده عند شاعرنا الكبير محمد عبد الحي الذي بدأ بقصيدة «العودة إلى سنار» حتى «حديقة الورد الأخيرة»..
? وعلى الطرف الآخر تجد الشاعر تيراب الشريف الذي بدأ تجريبه بقصيدة النثر والتي كف عنها الآن تماماً.. بل كف عن المشروع كله.. وهناك الكثيرون الذين بدأوا مشروع التجريب الذي يرتبط بمشروع التجديد الفني ولكنهم توقفوا تماماً عن الابداع قديمه وجديدة..
النور حمد وعثمان حسين.. «تجربة خاصة»
في جلستين مطردتين.. قرأت النور حمد واستمعت لعثمان حسين.. ورغم أن لكل منهما فن له وجهته.. إلا أنهما الاثنان معاً يمتلكان الشيء نفسه.. فهما كاتب مختلف عن الكتاب الآخرين الذين نعرفهم.. ومغن يختلف عن المغنيين في عصره..
ربما كانت أسباب اختلاف النور حمد عن غيره، هو ان مرجعيته المصرفية تختلف في تميزها عن الآخرين.. فهو صاحب نظرة واقعية للأشياء، ولكن منهجه في التحليل يأخذ طابعاً صوفياً وجودياً، هو أقرب في تركيبه للمنهج الظاهراتي الذي ابتدعه الوجوديون الألمان من أمثال هيدجر وهوسرل.. كأن تكون النظرة للأشياء ذاتية موضوعية بمعنى ان الموضوعية تصبح من خلال التجربة الصوفية الظاهراتية والاخفائية هي تجربة ذاتها تعانيها الذات في تعرفها على الأشياء.. وهذا لعله ما يميز الجمهوريين من حواري محمود محمد طه..
عند النور حمد أجد دائماً علماً جديداً طازجاً.. هو اطروحة جديدة لقضايا جديدة.. كما في كتابه الشهير «مهارب المبدعين».. حيث أنه استرشد بمقولات محمد المكي إلا أن وصوله إلى النتائج كان بناء على منهجه التحليلي الظاهراتي.. ولعلها المرة الوحيدة التي نجد فيها تحليلاً ظاهراتياً في النصوص السودانية المعاصرة..
عليك عند الاستماع لأي مطرب تريد ان تكشف موهبته الحقيقية.. حجمها وفوارقها وتفردها.. وخصائصها العامة والخاصة.. ان تستمع إليه بعيداً عن الاحكام العامة الشائعة عنه.. ان تسمعه دونما الاستعانة بأية سياقات سابقة.. ان تكون نحوه موقفاً محايداً تماماً.. كان تنسى تأريخه العام.. وتطور الذي يمثله من خلال هذا السياق!
أو ما يشاع عنه من تفرد وخصوصية.. ان تنسى كل تلك الاساطير المنسوجة حوله..
عليك ان تسمع عثمان حسين كما لو كنت تسمعه لأول مرة دون ان يتقدمه تأريخه الطويل..
ووقتذاك ستجد انك أمام صوت أليف ومألوف كما لو كان صوت أحد أقاربك أو اصدقائك يغني بعفوية تامة.. فالصوت ليس جميلاً جداً ولا صاعقاً ولكنه سهل وبسيط ومألوف وقادر على التعبير الرقيق عن المشاعر والمعنى التي يقصدها.. ولكن الاذهال الحقيقي يأتي من تراكيب اللحن، فهو هنا يتدفق سلساً، وهي يلف ويدور، يرتفع وينخفض، ثم يدور راقصاً حول نفسه.. اللحن بناء معماري متعدد الطبقات.. انه تأليف موسيقى ولحني حرفي من الدرجة الأولى..
ولهذا وبهذا استطاع عثمان حسين أن يغني أغنية سودانية حديثة متطورة البناء الميلودرامي البديع..
الهوية كما يعرفها علم الاجتماع الحديث
?الهوية هي مجموعة الصفات التي تحدد فرداً ما داخل مجتمعه وتجعله منتمياً لهذا المجتمع.. ولكن علم الإجتماع الحديث يرى أنك لا تستطيع ان تحدد هوية الكائن الاجتماعي من خلال دائرة إجتماعية واحدة.. فالانسان يحيا داخل دوائر اجتماعية كبيرة وصغيرة.. بسيطة ومعقدة.. فهو ينتمي إلى المدرسة وإلى مجتمع العمل وإلى مجتمع اللعب والترفيه وهكذا..
? لذا فهو يحدد داخل كل هذه الدوائر الكبيرة والصغيرة التي ينتمي إليها..
?وهناك من يرى ان الانسان ينتمي لعدد كبير جداً من الدوائر الإجتماعية وكلها هي التي تحدد هويته..
? ومن علماء الاجتماع المعاصرين الاجتماعي مايكل كروم الألماني الذي يرى أن هويته الانسان المعاصر ليست محصورة في دائرة واحدة.. ويضيف أن هويته الانسان المعاصر أصبحت كونية وذلك بانتماء الانساني إلى الأسرة العالمية قاطبة..
? ومما لا شك فيه أن الانتماء تحدده القيم الانسانية الكلية التي ينتمي إليها الانسان.
? ولكن هناك من الناس الذين لا يتمكنون من الحياة داخل مجتمعات جديدة عليهم وذلك حينما يدخل المهاجرون على مثل هذه المجتمعات الغربية.. ولكي يجتازون هذه الصعوبة فيهم يتخذون وضع «الحرباء» التي تتلون وتتشكل بشكل البيئة لكي تحمي نفسها من خطر الايذاء والإبادة..
وذلك ما يقوله الأرجنتيني أوكتافيو باث في كتابه الوجه والأقنعة.. ولهذا فكثير من الناس يرون الاغتراب والحياة في مثل هذه المجتمعات جحيم لا يطاق..
نقد فن المرأة العربية
النقد الذي يوجه لفن المرأة في بلدان العرب، لا يوجه إلى العمل الفني الذي تنتجه بوصفه عملاً فنياً، بعيداً عن نوع من يقوم به من الجنسين، رجلاً كان أو امرأة.. ولكن نقدنا العربي في الغالب الأعم ينظر بتركيز عال للعمل الفني الذي تقدمه المرأة من خلال هذه الزاوية الضيقة.. وهو في هذا يستند الى النظرة العامة السائدة لدى مجتمعنا العربي بقصور المرأة وعدم كفاءتها مقارنة بالرجل.. فكل ما تنتجه فهو أقل إحكاماً من احكام الرجل..
و على هذا الاساس وضع النقد الادبي والفني العربي تبويباً خاصاً لأدب المرأة العربية فأسماه «أدب المرأة» في مقابل أدب وفن الرجل..
ولكن الغريب في الأمر ان المرأة لأسباب سياسية واجتماعية واقتصادية أخذت تطالب مجتمعها «في كل أنحاء العالم» بالمساواة بالرجل، وان تغير النظرة إليها بوصفها امرأة وان تتساوى في كل الحقوق مع الرجل وان تكون مواطناً من الدرجة الأولى كالرجل بدلاً عن ان ينظر إليها كمواطن من الدرجة الثانية.. وهكذا ولد الآن ما يسمى بالأدب النسوي في كل انحاء العالم وهو يكرس على خصوصية عالم المرأة بكامله.. الشئ الذي يناقض دعوة المرأة للمساواة..
الكتابة الجديدة.. الرواية والقصة
ليست هناك كتابة جديدة واحدة في العالم المعاصر الآن.. فهناك تيارات ومدارس واتجاهات كل يكتب ضد الكلاسيكية في اتجاهات جديدة عديدة ومختلفة.. والسمة الوحيدة المشتركة بين كل هذه التيارات هي انها ضد الكتابة القديمة.. وذلك بسبب ان تلك الكتابة القديمة هي تعبير عن واقع قد اعتراه التغيير والتبدل وفق حركة الحياة والتأريخ..
? ومن بين هذه الاتجاهات الجمالية.. ظهرت مدرسة الشيئية.. هذا الاتجاه الذي جاء مع كتاب الموجة الفرنسية الجديدة في الأدب الروائي والقصصي، وقد نظر لهذا الإتجاه الكتاب الجدد من أمثال ألن رووب جرييه وناتالي ساروت وسان سيمون.. والشيئية تتجاهل كلما هو انساني وتغييب البطل عن القصة أو الرواية فهذا نعي بلا بطل.. نص يصنف الاشياء ويصورها بكثافة داخل النص ومن النماذج الناصعة لهذا الاتجاه قصة ألن رووب جرييه المعنونه ب «االأمواج» فهي كلها من البداية والوسط والنهاية تدور حول تصوير خطوات قدم انسانية على رمال الشاطئ المبلول بماء أمواج البحر.. وهي تحرص علي عدم عكس أي انفعالات انسانية على النص.. وذلك تعبيراً عن موقف فلسفي يراه هذا الاتجاه، وهو ان الانسان المعاصر قد فقد موقعه داخل العالم الحديث وذلك بسبب سيطرة الاشياء على العالم.. مما جعل الانسان يشعر بالغربة وبأنه قد أبعد عن مركز العالم.. وصار نكرة تامة..
وقد تسللت هذه الفكرة «غربة الانسان المعاصر» من أدب التشيكي فرانز كافكا خاصة رواية «المخ» ورواية «المحاكمة».
? قد وجدت ذات الفكرة حظها من التعبير سودانياً في نصين من القصة القصيرة اللتين فازتا في مسابقة الطيب صالح بمركز عبد الكريم ميرغني الأولى بعنوان «انطفأ الظل» والثانية بعنوان «العزلة» وهي للكاتب الطيب عبد السلام والكاتبة صباح بابكر صلاح السنهوري..
وما يحير حقيقة هو ان هذه القدرات الابداعية الجديدة لا تجد اهتماماً ولا نقداً يوضح وضعها داخل تيارات الكتابة سودانياً أو عالمياً.. وقد ظهرت أصوات كثيرة جديدة ذات قدرة وموهبة ولكنها توارت في الظل دون ان نعرفها بما يكفي ودون ان نعطيها فرصتها كاملة في الصافة ومواصلة السير داخل الحيوية الابداعية السودانية المعاصرة، علنا نشجع على الحوار بين الأجيال وبين تيارات الابداع..
نقد النقد
? هنالك نقد تطبيقي عندما تفرغ من قراءته، تعرف أنه لم يضف اليك شيئاً جديداً.. ربما هو تكرار لأقوال سابقة.. وهناك نقد نظري لا يقوم على حيثيات واضحة وذلك لان من درسه لم يدرسه بما يكفي فجاء مشوشاً مليئاً بالفجوات المنطقية.. وكلاهما لا يضيفان شيئاً ذا قيمة للحراك الابداعي..
? هناك نقد يرى ان الجديد له اتجاه واحد.. يمكن ان يدخل كل النتاج الجديد في زمرته.. وهذا النقد لا يعرف ان النصوص الجديدة فكرة وشكلاً يمكن ان تبدع وفق عدد هائل من الطرق الفكرية والشكلانية.. وان الجديد تتعدد تجلياته بتعدد الرؤى ويتفتح الوجدان.. وليس هنا للجديد نموذج ناجز يمكن محاكاته كما في الأفلاطونية الابداعية «ان القصيدة قد انجزت بالفعل.. هناك.. وما على الشاعر إلا الذهاب إلى هناك واحضارها..
? الجديد هو كشف عن صور العالم التي لم يتم الكشف عنها!! بواسطة المبدع الجديد الذي لا يرى إلا جديد الصور!!
العالم.. وصلة الوصل
مع الثورة الصناعية في أوروبا، أخذت دول العالم، في كل القارات تبني ما يعرف بالاستراتيجيات وهي عبارة عن مخططات نظرية تقوم على هديها مشاريع الدولة في حماية أمنها الاقليمي وتنظيم دفع مصالحها الاقتصادية والسياسية، بل انه في كثير من الأحيان ترسم السياسات بين الدول داخل الأقليم الواحد على أساس هذه المصالح المشتركة..
وبناء على هذه الاستراتيجيات يقوم الصراع الاستراتيجي السياسي بين امريكا الحامية للنظام الرأسمالي العالمي وبين روسيا وتكتلاتها الإشتراكية.. وهذا الصراع هو ما شكل وقوداً للحرب الباردة بين الكتلتين ابان فترة الستينيات.. وقد حدث هذا الصراع على الأرض ابان الحرب الكونية الثانية حينما ضربت امريكا هيروشيما في اليابان بالقنبلة الذرية..
وهذا ما شكل حدثاِ كونياً مريعاً، إذ سرعان ما تنادت القوى الانسانية ضد هذا الفعل اللا أخلاقي والذي كانت بشاعته تتركز في احترام الانسان بوصفه أعلى قيمة في الحياة الانسانية المشتركة بين كل البشر.. ولهذا كتبت الروائية الفرنسية روايتها الشهيرة الموسومة ب «هيروشيما حبيبتي».. وكانت الرواية الفرنسية ت صور مأساة هيروشيما اليابانية.. بوصفها مكاناً انسانياً يمثل كل الأمكنة الانسانية التي يوجد بها بشر.. أينما كانوا وكيفما كانوا..
كتبت مارجريت دوراس روايتها هذه وفقاً للتقنية الروائية التي اخترعتها الرواية الفرنسية المعاصرة على يد كتاب بريطانيين عاش بعضهم في باريس منهم جيمس حويس وفرجينيا وولف.. حيث قدموا ما يعرف ب «تيار الشعور».. وهو تلك الخواطر التي تتدفق في الذاكرة دون ان تتبع خطاً تراتيبياً متسقاً، فهي تأتي في انقطاعات ولا يربط بينها رابط بسبب واضح.. وهي تمثل أصواتاً خفية تحت الشعور تنادي ما يلائمها منطقياً وسببياً وعلى ضوء هذا القانون تشكل وحدة بنيوية داخل السرد من ثم يصبح لها معنى من المعاني داخل السياق.. فالسياق يحدد هذه المعاني..
كان بطل هيروشيما حبيبتي قد جاء إلى هيروشيما بعد وفاة زوجته التي كان يحبها حباً عاصفاً.. و لكنها ماتت.. وهو الآن يلتقي بهذه الفتاة التي مات زوجها في أحداث ضرب هيروشيما.. وفي حمى هذا اللقاء الوجداني المأساوي تتوحد المأساة الانسانية ويصبح الموت هو إمكانية فقدان من نحب.. وهنا يلتقي البشر أجمعين حينما تلم بهم هذه المآسي..
إن هذا الألم هو التجربة المشتركة التي توحد الناس.. ولهذا يتحول هذا الرجل الفرنسي إلى ذاك الرجل الياباني الذي مات في هيروشيما.. ويحول الباريسية إلى اليابانية.. وبذا يلتزم الجرحان.. من خلال تفاعلات تيار الشعور..
هذه الرواية تريد ان تقول ان علينا ونحن كائنات حكيمة وعاقلة داخل هذا العالم الذي يتعرض باستمرار للخلل ان نقيم صلات للتواصل الإنساني وذلك بغرض التضامن ضد كل قوى البشر..
ان هذا التضامن هو ما يفتقده العالم اليوم للوقوف ضد قوى الشر.. والآن نحن نشهد حروبات اقليمية كثيرة تشتعل نيرانها هنا وهناك.. سوريا.. العراق.. مالي.. الافغان وباكستان.. وان الدول الكبرى تحرك خيوط هذا الصراع في الظلام .. بل ان هناك اتفاقات تتقاسم المسئولية ولكن في سبيل مصالحها.. وهي تتوزع هذه المكاسب.. كما تفعل امريكا وروسيا تجاه الحرب الأهلية في سوريا..
ان صلة الوصل هي التي تحمي هذه الصلات الانسانية في التضامن من أجل السلام العالمي!!
الحلم الامريكي
? «الحلم الامريكي»هو ذاك الشعور الطاغي بانتظار النجاح الغامض الآتي بعد المغامرة بالرحيل والهجرة للأراضي الجديدة التي اكتشفها فاسكودي جاما وكرستوفر كلومبس في ذاك الزمن الغابر.. والأراضي هي امريكا الشمالية والجنوبية واستراليا وبعض الجزر في المحيط الهادي.. وقد ساد هذا «الحلم» «الذهاب إلى امريكا» بين الأوروبيين..
وقد هاجر البعض إلى امريكا.. وجاء الأدب الامريكي فيما بعد ليؤكد على هذا المعنى بغرض تحفيز الناس على الهجرة لامريكا.. ومن أهم الاعمال التي ساعدت على هذا التحفيز رواية الكاتب الامريكي فيتزجرالد الموسومة ب «جاتسبي العظيم» وهو الرجل الي جاء لامريكا بهذا الغرض.. «أحلام الثراء».. وقد استطاع بالفعل ان يصبح ثرياً بشكل عظيم، حتى أصبح اسطورة.. وهي اسطورة تأكد على النجاح الذي يمكن إحرازه وسط التنافس في أسواق الرأسمالية الحرة.. والتنافس هو الذي يمكن ان يجعل هذا الحلم ممكناً.. وفي الفيلم الشهير «تايتنك» الذي أخرجه الكندي «جيمس كامرون» ومثله ليوناردوو دي كابريو والممثلة كيت ونسيلت .. تجد ان السفينة تأيتنك قد صنعت في انجلترا خصيصاً لتحقيق هذا «الحلم الامريكي».. وطوال كل تلك القرون الماضية كانت الولايات الامريكية المتحدة هي قبلة الهجرة من كل انحاء العالم تحقيقاً لهذا «الحلم»..
صورة دوريان جراي
? رواية «صورة دوريان جراي» للكاتب البريطاني اوسكار وايلد.. يناقش موضوعها الاساسي «القيمة في الفن، والقيمة في الأخلاق» والرواية تعتبر أن القيمتين غير متصلتين ببعضهما كما يظن معظمنا.. فغاية الفن غائية تعليمية وليست أخلاقية.. أما الأخلاق فهي قيمة معيارية تقويمية..
? وتجئ الرواية تجسيداً للتقابل بين الفكرتين «الاخلاق والجمال».. إذ يرسم الفنان صورة الفتي الوسيم «دوريان جري» ويكون هناك رهان بين الفنان والشيطان على أن يظل واجه داخل الصورة جميلاً دوماً لا تظهر عليه الآثام التي يرتكبها على أرض الواقع.. ولكن هذه الآثام تظهر على الوجه كما هو في الواقع.. وفي المشهد الروائي الأخير زي وجه الفتى الموديل مقرحاً ومشدهاً بقدر ما فعل من آثام وخطايا.. وان الوجه في الصورة يزدهي بهاء ونضارة.
? أراد اوسكار وايلد ان يقول ان الفن لا صلة له بالأخلاق..
وبسبب هذه الرواية قدم أوسكار وايلد لمحاكمة لأنه يدني من قيمة الاخلاق ويرفع من قيمة الفن..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.