مع الأحداث المُتباينة والتوترات العديدة التي شهدتها عدة ميادين في الجانب الغربي للسودان، بدأت في أبو كرشولا في جنوب كردفان وامتدت إلى أم روابة في شمال كردفان ولم تنج منها أم برمبيطة التي حُظيت بمحاولة اجتياح صدتها القوات المسلحة، ثم فجأةً قفز إلى سطح الأحداث حادث مقتل السلطان كوال دينق سلطان دينكا نقوك في أبيي، مما رفع حدة التوتر، وفتح الباب لاحتمالات كثيرة على مصراعيه، ويتخوف الكثيرون من تداعيات كل هذه الأحداث مُجتمعةً على وضع المُواطنين المُقيمين في تلك المناطق والنازحين إليها، لا سيما الوضع الإنساني الذي خلّفته كل هذه التطورات، سيما وأن شاشات التلفزة وكاميرات الصحفيين توثق كل يوم فصلاً جديداً من فصول المأساة التي يعيشها هؤلاء. حلقة الاستهداف مساء أمس الأول، عقد المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية لقاءً تفاكرياً مع المنظمات الوطنية بمقر مفوضية العون الإنساني بحضور د. سليمان عبد الرحمن سليمان رئيس مفوضية العون الإنساني، تم خلاله تناول الأوضاع الإنسانية بشفافية وتطرّق للعديد من القضايا الراهنة. وتحدّث وزير الداخلية طويلاً خلال اللقاء عن الاستهداف الخارجي، والمُؤامرات التي ظلّ يتعرّض لها السودان، وأكد الوزير ان الجيش ظل يقاتل منذ العام 1955م في حدود طويلة تقدر ب (2130) كيلو متراً ولا يزال يقاتل حتى اليوم، وأضاف: لابد أن نقف خلف الجيش لأنه جيش السودان (وما عندنا شك في ذلك)، ونوه إلى أن استهداف اسرائيل لزعزعة الاستقرار في السودان لم ينقطع، وأضاف بأن الحركات المسلحة تجد الدعم المباشر من اسرائيل، وأن ما تم من ذبح وقتل في هذه المناطق تدرّب عليه المتمردون في اسرائيل، وأكد أنها مُؤامرة تُحاك ضد السودان، لكنه شدد على أن النصر سوف يكون حليف السودان، وأشار إلى أن الحكومة منعت عمل المنظمات الأجنبية إلاّ عن طريق شريك وطني، واقترح أن يكون العمل في شكل مجموعات - حسب المهام - كلٌّ في اختصاصه وتقسيم الأدوار بينهم. استقرار الأوضاع وتحدث خلال اللقاء التفاكري د. سليمان عبد الرحمن سليمان رئيس مفوضية العون الإنساني، وأكد أن للسودان تجارب ثرة في العمل الانساني جراء التوترات الامنية والنزاعات، وأوضح أن الأوضاع الإنسانية تحت السيطرة تماماً في أبيي، وتحدث عن الحالة الإنسانية في ولايات كردفان ودارفور، وقال إنها تحتاج الى المزيد من الخدمات مثل العلاج والكساء واحتياجات النساء والأطفال. وأكد انهم حريصون على تقديم المساعدات على أعلى درجة من السرعة، وبشان الأوضاع في أبو كرشولا وأم برمبيطة، أوضح أن عدد النازحين يقدر بحوالي (7725) جملة المتأثرين جراء الأحداث منهم (640) شخصاً من أم برمبيطة نزحوا أمس الأول الى الرهد، ومن أبو كرشولا (22) ألفا نزحوا الى أم روابة و(2) ألف في أم روابة، وأضاف بأن ما تبقى في مناطق أخرى سرور والحجيرات. وأكد المفوض أن الأوضاع الإنسانية تحت السيطرة تماماً، لكنها تحتاج إلى المزيد من الخدمات مثل العلاج والكساء واحتياجات النساء والأطفال، وذكر أنهم حريصون على تقديم المساعدات على أعلى درجة من السرعة، وقال إن عدداً كبيراً من المواطنين خرجوا بدون ملابس جراء الهجوم على المناطق المتأثرة. وكشف المفوض أنّ ولاية جنوب دارفور لديها احتياجات عاجلة ويُقدّر عدد المحتاجين الى مساعدات عاجلة ب (7750) شخصاً في (كتيلا)، وقال: لذلك نحن مُحتاجون إلى متخصصين في جميع المجالات الصحة والتغذية ويكون هنالك ربط بينهم، وأشار إلى أن الحركات المسلحة تريد خلق شئ من المفوض وسط المواطنين حتى يلجأوا إلى المعسكرات لإدارة عمل غير إنساني يخدم الدول المعادية للسودان. واعتبر المفوض أن النزاعات التي تحدث الآن في أنحاء متفرقة من السودان تؤكد عدم تقدم المفاوضات بين الحكومة والمتمردين . أبيي وعلى صعيد الوضع الأنساني في منطقة أبيي، خاصةً بعد الحادث الأخير، أكد عادل أحمد مدير الإعلام بمفوضية العون الإنساني، أن الوضع الإنساني بالمنطقة مستقر، ولا توجد اية حالات نزوح أو لجوء من قبل الطرفين في (الدولتين)، وقال ل (الرأي العام) نحن في الطرف الذي يلينا لم تصل إلينا شكوى من المواطنين تشير لوجود تدهور في الحالة الإنسانية، لذا يجب على وسائل الإعلام أن تتحرّى دقة المعلومات لحساسية الموضوع حتى لا تنتشر الشائعات التي تثير هلع المواطنين، وأبان أن الوضع الحالي لا يُشير إلى حدوث أزمة في المنطقة، وقال عادل: حتى الآن لا توجد لدينا إحصائيات تفيد بوجود نازحين أو لاجئين من قبل الطرفين.