محلية ( أم رمتا ) - بكسر الراء- ولاية النيل الابيض , تقع غرب النيل الأبيض , ولا تبعد سوى حوالي (30) كيلو متر جنوب غرب ولاية الخرطوم , تضم عدداً من القرى. اشتكا سكانها من التهميش التام والكامل لقراهم خاصة قرية (قوز البيض ) التي قامت (حضرة المسؤول ) بزيارة لها الجمعة الماضية الموافق 10/ 5/2013 م ووقفت ميدانيا على حقيقة شكوى مواطنيها .. سكان القرى تحدثوا ل(حضرة المسؤول) عن حجم المعاناة التي يعانون منها وأنهم في حالة من التهميش لفترة طويلة من الزمن كل الولاة الذين تعاقبوا على حكم الولاية وعدوهم بحل مشاكل الصحة والتعليم والمياه والكهرباء ، ولكن يبقى السؤال هل نسونا او تناسوا؟ هذه المناطق لا يوجد فيها شيء إلا انسانها الطيب المغلوب على امره، هذه المناطق ترقد على ضفاف النيل الابيض لم يضف اليها المحسنات وكريمات التجميل ، ولا تزال على سجيتها وطبيعتها ، التي خلقها ربها يوم بسط الارض ورفع الجبال، واذا حدقت النظر في هذه المناطق تجزم أنك تعيش في محمية طبيعية لم تمتد لها يد الانسان منذ مئات السنين ، شكرا للمسؤولين في ولاية النيل الابيض محلية (ام رمتا)على حفاظهم على تلك المناطق كما خلقها الله كأنها امانة يجب يسلمها كل مسؤول للمسؤول الذي يليه كما هي لا تزيد ولا تنقص ،المناطق غارقة في ظلام حالك اذا اخرجت يدك لا تكاد تراها نتيجة الظلام الدامس الذي يعاني منه سكان تلك المناطق. لان تلك القرى خارج نطاق خدمة الكهرباء ولا يمكن الوصول اليها حاليا ، وايضا خالية من مولدات الكهرباء الحكومية ولا مشروع طاقة شمسية هذا من ناحية الكهرباء ، اما من الناحية الصحية لا يوجد مستشفى ولا مركز صحي ولا حتى (شفخانة ) ، حيث تتم عملية الاسعافات الى المستشفيات القريبة عن طريق عربة الكارو ، لمسافات طويلة حتى يتم انقاذه من الموت ، وبعض النساء الحوامل يتوفين نتيجة النزيف الحاد ولا يوجد اسعاف لانقاذهن وفي منتصف الطريق تفارق الام الحياة تاركة خلفها الحسرة والندم لأسرتها ، وايضا يعاني سكان هذه المنطقة من البعوض ، ويموتون بأعداد كبيرة نتيجة لسعات العقارب والثعابين ، حيث توجد في تلك المناطق ثعابين وعقارب قاتلة و الشخص الذي يراد اسعافه تستغرق عملية اسعافه بالعربة ساعات طويلة قبل ان يصل الى اقرب مشفى ، نتيجة لوعورة الطريق والرمال التي لا تستطيع سياراتهم السير فيها بصورة منتظمة لكثرة الوحل مما يؤدي الى فقد الشخص لحياته لعدم السرعة في الانقاذ ، ولا يدري اهل تلك المناطق ماذا يفعلون بعد ان وصل صوتهم حتى الى المسؤولين في الولاية ، اما المشاريع الزراعية معطلة تماما لعدم وجود مياه و الترع على قلتها فارغة تماما من المياه ، وتعتبر تلك الاراضي صالحة للزراعة ،و تتوفر فيها الايدي العاملة خصوصا وانها ترقد على الضفة الغربية للنيل الذي لم يستفد منه في زراعة تلك الاراضي الخصبة ، المعاناة الكبرى تتمثل في عملية شرب الانسان ، حيث يعاني سكان هذه القرى من العطش في فصل الصيف بعد انحسار النيل الابيض ، وينطبق عليهم قول الشاعر ( عطشان والبحر جنبك ) ، حيث يقومون بجلب المياه بالحمير من مسافات طويلة جدا تقدر بحوالي (10) كليو مترات ، وبعضهم حفر الآبار بطريقة بدائية جدا ، وهي مياه ملوثة ولونها متغير وطعمها غير مستساق ، كما يروي لنا سكان تلك القرى ، توجد بعض التناكر الكبيرة تقوم بعملية جلب المياه للمواطنين حيث يباع (التانكر ) الواحد ب(400) جنيه ،بعد عملية جلب المياه من الآبار ، التي تسمى ب(العد) حيث يقوم الشخص بانزال الحبل ويقوم برفع المياه تفاديا لاتساخ المياه بصورة عالية من الدقة والحذر حتى لا يضطر الى الذهاب الى حفرة اخرى ، هذه المأساة تكاد تكون بكل قرى محلية ام رمتة الا من رحم الله ، ابتداء من منطقة (ابو حليف )على طول الخط الغربي للنيل الابيض الى الدويم ، (حضرة المسؤول) تناشد المسؤولين في الولاية والمحلية للوقوف على معاناة تلك القرى والعمل على وضع الحلول المناسبة لها .