إن معالجة أية أزمة تبدأ بمعرفة أسبابها لإيجاد الحلول المناسبة لها ، فما بالك إذا كنا أمام مشكلة كبرى كمشكلة المواصلات التي ظلت تتسع دائرتها يوما بعد يوم ، وزاد من حدتها موقف ( شروني ) .. فأزمة المواصلات ما زال باب الحديث حولها مفتوحا، هاتفت (الرأي العام ) دكتور (أمين النعمة ) رئيس هيئة مواصلات ولاية الخرطوم لتوضيح بعض النقاط وسألناه اولاً:. *مصاعب جمة تواجه المواطنين بسبب تحويل بعض خطوط المواصلات الى موقف (شروني) وتزداد الشكاوى يوميا .. ما تعليقكم ..؟ هذا أمر متوقع منذ البداية .. فأي تغير مفاجئ تقابله مشاكل وإحتجاجات من المواطنين ، ولكني اؤكد أن الموقف الجديد (شروني ) ساعد كثيرا في إنسياب حركة المرور، وقلل حجم الزحمة من مواقف وسط الخرطوم (الاستاد وكركر ) ، وهذا الامر أضحى ظاهرا للعيان، وأرى ان شكاوي المواطنين منطقية جدا. *هل تتفق معي أن الركض خلف البحث عن حلول لازمة المواصلات خلق أزمات أخرى ، فمازالت المواقف خالية من المركبات ؟ هذا صحيح .. ولكن السبب الرئيسي من وراء الازمة هو القطاع الخاص ، اي اصحاب الحافلات، فهم يحتجبون عن العمل في ساعات الذروة الصباحية والمسائية، ودعيني اقول أن معالجتها مرهونة بمزاج القطاع الخاص، الذي ظل يتمادى في تفاقمها نسبة لتخوفهم من مشاكل كثيرة ومعوقات تخل بمصالحهم ، ولا يمكننا محاسبتهم ، وباعتبارهم ملاك الحافلات من حقهم البقاء داخل منازلهم والإمتناع عن العمل، في ظل قلة في مواعين العمل يقابلها إرتفاع في الطلب وضعف في المردود المالي ، بالتالي يأتي معهم العمل بالخسارة . *أشرت الى مشاكل تواجه اصحاب الحافلات ما هي ؟ اولها الزحمة داخل المواقف، ثم ضعف التعريفة ، زائد الرسوم التي تفرضها المحلية وهذه مجازة من المجلس التشريعى وتقدر بحوالي 2 جنيه اضافة لرسوم غير مجازه تفرضها النقابه على المواقف .. هذه الاسباب وغيرها ساهمت في الازمة مما يجعل سائقي الحافلات يهربون من المواقف لتفادي تلك المشاكل وتفادي الطلاب، لذلك يعملون حسب مزاجهم فبعضهم يقف في الشوارع الطرفية وبعض المحطات الخارجية والمواطن ينتظرهم في الموقف ، كل ذلك لتفادي رسوم المحلية والنقابة والطلاب كما ذكرت سابقا ، فاصحاب الحافلات ينظرون لمصالحهم، كما هناك عدد من الحافلات تعمل في الصباح فقط وهؤلاء يؤدون (فرده ) واحدة ثم يخزنون عرباتهم نسبة لقلة الطلب بعد العاشرة صباحا بالتالي يمكنني القول بانهم يعملون حسب احتياجهم المالي وهذا ما يؤدي لوجود ندرتها اوقات الذروة . *انتم كجهة مختصة ومسؤولة بشكل مباشر عن المواصلات أليس بمقدوركم حسم المسألة ؟ اصحاب الحافلات ك(الحوار القلب شيخوا ) ، النقابه المسؤولة عنهم وليس لديها كنترول عليهم، فالتحكم في القطاع الخاص امر مستحيل ولا توجد ضوابط تحكم عمله . *كم عدد المركبات العاملة بالمواقف الثلاثة ؟ عددها كبير جدا.. تبلغ حوالي 18 ألف مركبة والعامل منها في الخطوط حوالي 9 آلاف مركبة بكل انواعها (حافله ? هايس ? بص ) . *البص الدائري احد الوسائل التي تساعد في حركة المواطنين من المواقف الى وسط الخرطوم والعكس لكنه مختفٍ عن الانظار ؟ هذا صحيح .. فالعدد الموجود قد لا يستوعب حركة المواطنين وتعود الندرة فيه بسبب بعض الأعطال من وقت لآخر، ونسعى لزيادة عدد البصات الدائرية الى 30 بصا، ودعيني اقول هناك متابعة لصيقة لطريقة عمل البصات داخل وسط الخرطوم بواسطة مناديب يراقبون الشوارع التي تشهد ازدحاما *ألا توجد امكانية لضبط النقل بولاية الخرطوم ؟ ضبط النقل يحتاج لعمل ضخم فاصحاب المركبات متفلتين ونحن بحاجه الى إمكانيات كبيره حتى نحكمهم ، كما اننا لا نستطيع ضبط غير المرخصين منهم فهؤلاء يسرقون الخطوط هروبا من المخالفات وهذا دور المرور . *هل ستظل الهيئة مكتوفة الأيدي تشاهد فقط معاناة المواطنين وهم يتعذبون ؟ بالطبع لا : فالحلول تأتي تباعا .. والآن نحاول رفع كفاءة العمل فهناك حافلات جديده (ميني بص ) نعمل على تمليكها لمن يرغبون مقابل اقساط شهرية والان بإنتظار دفعات قادمة على مرحلتين (50 ? و60 ) من مصر وجياد تملك باقساط مريحة ، وكونت لجان للقيام بعملية التمليك ، كما هناك مشروع الترام ومشاريع لاستجلاب بصات لكن تنفيذ العمل حولها سياخذ زمن الى إن يتم تنفيذ ذلك هل سيظل الحال كما هو ؟ حقيقة المشكلة برمتها تتمثل في تعرفة المواصلات.. فهناك خلل كبير في وضع التعريفة يجب تصحيحه، فهناك خطوط قصيرة تعرفتها كبيرة وهناك خطوط طويلة تعرفها ضعيفة جدا وهذا ملاحظ في مواصلات سوبا والسروراب، فهناك سكان طالبوا بزيادة تعرفة المواصلات من اجل توفير النقل، عبر طلبات رسمية من اللجان الشعبية ببعض المناطق وبالفعل توفرت لهم وسائل المواصلات بشكل كبير، لذلك تعمل الهيئة على مراجعة كامله للتعريفة المواصلات بصورة علمية تقاس المسافات بالكيلو والفرد وعلى ضوئها تحسب التكلفة واتمنى ان تدعم الدولة ذلك حتى يصب في مصلحة المواطن واصحاب المركبات بدلا من عمل الزيادة بشكل خاص، وهناك مقترح لتقسيم المدينة لقطاعات جغرافية وقطاعات (زوم )، لتحديد التعريفة حسب المناطق والمسافات واعتقد ان هذه الطريقة ستعالج الازمة .