قدم الأستاذ على عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية فى لقائه أمس برؤساء التحرير وقادة الإعلام فى مختلف المواقع حديثاً شفيفاً عن دور الإعلام فى هذه المرحلة ... فى التعبئة والإستنفار ... وطالب النائب الأول بضرورة دعم القوات المسلحة ورفع معنوياتها لأنها سيف عز السودان ... وقال إن خسران معركة لا يعنى خسران المعركة الكبرى ... وكم مرة خسرت قواتنا معركة وفى النهاية كسبت كل المعارك . وعاتب الإعلام بأنه لا يهتم بما يكتب بشكل إيجابى عن السودان ، وذكر كتابات للسفير الفرنسى السابق بالخرطوم حيث أكد أنه لم ير دولة تحاك ضدها المؤامرات مثل السودان . وذكر النائب الأول حديث آخر لدبلوماسى فرنسى وقال مثل هذه الأحاديث يجب أن يعكسها إعلامنا الوطنى ... لأن من شأنها رفع الروح المعنوية . وقال إن دخول القوات الغازية منطقة أبو كرشولا لا يستهدف إسقاط الحكومة ... وإنما يستهدف الدولة السودانية . النائب الأول قدم درساً عميقاً فى مفهوم التعبئة والإستنفار ... وقال إن سفير دولة آسيوية ذكر بأنه لم ير دولة مستهدفة مثل دولة السودان ... وقال يعنى هذا مخططا أجنبيا ضد السودان يستهدف وحدته وهويته وإستقلاله ، وأن هذا المخطط أيضا يستهدف تفتيته وتقسيمه . وقال النائب الأول كان على وسائل الإعلام أن تقدم هذه الشهادات للمواطن السودانى ليستوعب الدور التآمرى الدولى الذى يستهدفه . وتحدث النائب الأول حديثاً موضوعياً وعميقاً عن دور الإعلام فى مواجهة التحديات الراهنه وكيفية دعم القوات المسلحة السودانية الباسلة . وقد ابدى الحضور العديد من الملاحظات الإيجابية وتعاهدوا على بذل المزيد من الجهد ... كما طالبوا سيادة النائب الأول بتوفير كافة المعلومات التى تساعدهم فى أداء دورهم . وقد وعد سيادته على توفير كل ما يحتاجه الإعلام من أجل أداء دوره الوطنى المطلوب . دعم القوات المسلحة بالمال والسلاح والرجال شعار المرحلة هل يمكن ان تعيد قوات الحركة الشعبية بمشاركة قوات الجبهة الثورية وقطاع الشمال وكافة الجهات المعارضة، هل يمكن أن يعيدوا تلك التجربة الفاشلة حينما غزت هذه القوات مدينة أم درمان في لحظة من الغفلة.. وبعدها تحركت قواتنا المسلحة بمختلف فصائلها ولقنت الأعداء درساً لن ينسوه أبداً. التجارب الفاشلة.. لا يمكن للقوات المتمردة والمحاربة أن تعيدها ثانية.. لأنه يكفيها ما لقيته من خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.. لقد كانت الإستعدادات لغزو أمدرمان كثيرة للغاية حيث تم حشد كثير لتلك الغزوة من أسلحة متطورة ومركبات آخر موديل في التصنيع العسكري، وقاد الغزوة قادة لهم تجربتهم في القتل والتخريب.. وإحترقت مئات السيارات الحديثة التي تعمل بمختلف أنواع الوقود.. من بنزين وجازولين وغاز... وذات محركات لا تسمع أثناء تحركها، ورغم ذلك فشلت تلك القوات في تحقيق أهدافها، بل أضافت للقوات المسلحة رصيداً كبيراً في الصمود والتصدي.. وأكدت تلك التجربة قدرة القوات المسلحة على صد أي عدوان يستهدف السودان وإنسانه مهما كان حجمه ومهما كانت آلياته.. الآن جاء في الانباء ان قوات الجبهة الثورية تحاول تكرار تلك التجربة الخائبة.. ومن مواجهة هذه الحملة الامريكية البريطانية الفرنسية الجديدة على بلادنا.. يجب ان لا تترك القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وحدها تواجه الغزاة.. يجب ان يشارك الشعب السوداني بمختلف توجهاته في صد العدوان القادم، وخاصة ان الجبهات مفتوحة ومتعددة مع كثرتها هى إرباك وتشتت جيشنا البطل ... لذلك على الدولة ان تقوم بتجييش الشعب السوداني المؤمن بوحدة ترابه ووطنه ، بل ان لا تعتمد علي جماهيرية الحزب الحاكم والإسلاميين وحدهم، بل عليها ان تتحرك نحو جماهير احزاب حكومة الوحدة الوطنية ان كانت لها جماهير تستطيع الفداء عن الوطن بدلاً عن المطالبة بالوزارات وغيرها من ثمار المشاركة. يجب على جماهير هذه الأحزاب والتي ظللت اطلق عليها أحزاب الفكة مزاحاً.. ان تهيىء الجماهير للدفاع عن الوطن وعن مواقع قياداتها في الحكومة.. وهذا أقل عمل نقدمه من أجل بقاء تلك القيادات في قيادة الدولة.. وأطلقت عليها اسم «أحزاب الفكة» لقلة جماهيرها و التي لا تملأ بعض جماهير تلك الاحزاب بصا واحدا من بصات الوالي.. على رأس هؤلاء الأصدقاء فاروق هلال الذي أطلق حزبه ساقيه للريح وهرب من الساحة السياسية ... وكذلك عمنا المناضل مختار عبيد الذي تنقل من حزب لآخر وتربطنى بالرجل علاقة ود قوية ... لكن يوم لقاء السيد رئيس الجمهورية مع القيادات السياسية نبه المنصة بأن تلتفت لأحزاب المعارضة ... ولأول مرة أعرف أن أستاذنا تحول إلى مقاعد المعارضة وقلت هنيئاً للمعارضة بالمناضل القديم . والسؤال المهم ... هل تعتقد الدولة أن الحركة الشعبية سوف تكرر التجربة الخائبة لأمدرمان أو الخرطوم ثانية ؟. وحرب العصابات أو حرب (الغوريلا) التى تتبعها الحركة الشعبية أيضاً تسمى الحرب الخاطفة وهى لا تثبت أقدام قواتها فى منطقة واحدة ... تهاجم المنطقة وتهرب منها قبل أن يصلها إمداد القوات المسلحة ، وهى حرب يصفها خبراء العسكرية أنها تتبع أسلوبا جبانا. نطالب الدولة بالمضى قدماً فى تقديم العديد من الضمانات التى تحقق الوحدة الوطنية ... وأن تعمل على توسيع المواعين السياسية بإستقطاب أكبر عدد ممكن من القوى السياسية .... ومهما كان حجمها ، وأن لا توقف المفاوضات مهما كانت نوايا أعداء الوطن ، وأن تظل ممسكة بالبندقية وبغصن الزيتون لأنها حكومة تملك إرادة سياسية ومصداقية ... وإرادة سياسية متكاملة ... وليست حركة تمرد لا تملك قيماً ولا أخلاقاً ولا مصداقية . وسيجئ اليوم الذى ستنتصر فية الإرادة السياسية والقتالية القوية ... وتنهزم فيه الإرادة المتآمرة صاحبة الأجندة الخاصة والتى لا علاقة لها بأجندة الوطن . والله الموفق وهو المستعان .