رحلتى من دار الرأى العام شرقى شارع على عبداللطيف بعد ظهيرة يوم الاربعاء الماضى الى موقف شرونى بشارع 39 الخرطوم 2 استغرقت حوالى 40 دقيقة تخللتها استراحة قصيرة عند دوار كبرى الحرية لالتقاط الانفاس والحرارة تجاوزت درجتها 40درجة. تزاحم على تلك الساحة مئات المواطنين بدا عليهم غضب .. صامت احيانا وجاهر احيانا اخرى ..وسمعت بعضهم يستفسرون من شرطة المرور بصات الولاية التى قيل انها خصصت لرحلات دائرية لربط المواقف الثلاثة ..كركر والاستاد وشرونى . ولكن بدا لى ان ناس الحركة ذاتهم ( زهجانين وقرفانين ) ليتصبب العرق فى اجسامهم ولا حيلة لهم ازاء هذا الوضع المأساوى الذى أقحم فيه المواطنون بلا ذنب جنوه . بعد ذلك التوقف القصير وجدت نفسى وسط احدى المجموعات عرفت انهم متوجهون (كدارى ) الى موقف شرونى مخترقين مكاتب ومرافق السكة حديد. وبينما كنا نسير فى اتجاه هذا الموقف الكارثى على بعد 2 كيلومتر شاهدنا مأساة اخرى ألمت ببلادنا ...الخراب الذى اصاب السكة حديد ..جملونات وورش ومكاتب الادارات والتشغيل حالتها تدعوا للأسى ..قضبان السكة حديد علاها الصدأ وبعضها مفتولة واخرى مدفونة وملتوية بمرور سنوات من الاهمال . حاليا عدد قليل جدا من القطارات تستخدم الخط الواصل بين المحطة الرئيسية فى الخرطوم وباقى الخطوط وليس بينها قطار ركاب واحد ..وهذه قصة اخرى . عندما اقتربنا من موقف شرونى بعد مسيرة نحو عشرين دقيقة استغربت لوجود الركشات فى هذه المنطقة ..فقد كانت الركشات محظورة العمل فى الخرطوم down-town ولعل سلطات الولاية ادركت ذلك متأخرا جدا ..ان إنشاءها لموقف شرونى تخللته أخطاء فادحة ..فحاولت معالجة السلبيات بالسماح للركشات بالعمل بين اسفل كبرى الحرية وموقف شرونى فتوسعت طاقة تشغيلها لتشمل منطقة الخرطومجنوب . لكن الركشات التى تجاوز عددها العشرات الاسبوع الماضى لها سلبيات هى الأخرى فهى تلوث البيئة وهى المشكلة التى طالما حذر منها السكان المقيمون حول المنطقة . ودخلت ساحة شرونى لاول مرة منذ تشغيل هذا الموقف .لاول وهلة يظهر الموقف مخططا ومنظما جدا الا ان اقبال الحافلات و(الهايسات)على شرونى على الأقل حتى يوم الاربعاء بدا لى ضعيفا مقارنة بموقف كركر والاستاد والسبب البديهى المعروف لدى المواطنين ..وتجاهلته سلطات الولاية يعود الى بعد الموقف الجديد من قلب الخرطوم ..حيث الوجهة الغالبة لمعظم مستقلى المواصلات .فيضطر الكثير منهم التنقل من شرونى اما ببصات الولاية التى تعمل على كيف سائقيها وفى حالات نادرة سيارات اجرة او الركشات اومشيا على الأقدام لقطع مسافات قد تتجاوز فى بعض الأوقات اربعة كيلو مترات. نصبت لافتات فى موقف شرونى ترشد الركاب الى أرصفة الحافلة المتوجهة كل الى منطقتهم . واخيرا فى نهاية هذه اللافتات وجدتها رصيف البرارى وكانت حافلة برى (نص)شبه فارغة من الركاب تنفست الصعداء وجلست فى مقعد مريح انتظارا لبقية الركاب . باختصار استغرقت رحلتى من دارالرأى العام الى منزلى بامتداد ناصر حوالى ساعتين.