لم تسترد كوستي عافيتها إلا عقب انتخابات 2010م، وحتى مارس 2012م حدث في المدينة التي عانت الاهمال الحكومي المتعمد والتهميش التنموي الممنهج طفرة نوعية في مجالات الخدمات، فمن جهة كسبت السلطات المحلية ثقة السكان فكانت النتيجة تعاون مثمر بين الجهدين الشعبي والرسمي، ومن جهة اخرى تمكنت السلطات المحلية من احداث اختراقات مهمة في اعادة تأهيل مشروع النظافة الذي آل لعدة شركات ففشلت في ادارته، كما صحب ذلك اعادة صياغة المدينة من حيث مشروعات التجميل والانارة وبلمسات بسيطة شارك فيها اعيان المدينة وشبابها، ولكن، ومنذ مارس 2012م، وذلك عند اعفاء المعتمد وتعيين آخر لم يمض في موقعه سوى اشهر معدودات، بدأ كل شيء جميل يذبل وعزف اعيان المدينة وشبابها عن المشاركة من جديد، وعند تعيين المعتمد المكلف علي آدم عليان قبل عشرة اشهر، بدأت اشجار النخيل التي زرعت في شارع الاندلس تقاوم الموت أو تموت واقفة، كما اظلمت الشوارع التي كانت منارة ليلا، وعدا اشجار الزينة والزهور التي تقع في واجهة منزل المعتمد، فان بقية امتداد الحديقة الصغيرة الممتدة حتى مبنى مفوضية الاستثمار ذبل ومات بفعل العطش، بل ان أحد اعيان كوستي صار يسخر احد التناكر التابعة لمصنعه في نقل الماء لسقاية ما تبقى من اشجار النخيل في شارع الاندلس، وامام هذه الحقائق المرة يسيل سيل الاسئلة حول ما اذا كانت هنالك جهات نافذة في حكومة الولاية تتعمد ان تعود كوستي الى عهود الاهمال الحكومي والتهميش التنموي؟، هل ترمي هذه الجهات لاعادة انتاج صراع الريف والمدينة عبر اعادة محلية قلي لكوستي التي ينتمي اليها قادة (الكباتن)؟، هل يوافق المركز على المخطط الجديد ام انه يتلقى تقارير مزورة عن الاوضاع في كوستي؟، هل هنالك جهات عملت على اصدار قرار باعفاء معتمد كوستي السابق معتمد ربك حاليا.