أجرت وكالة أنباء الشعر العربي حواراً مع الشاعرة السودانية منى الحاج والتي اكدت من خلاله على أهمية مسابقة أمير الشعراء التي أصبحت تستقطب المواهب الشعرية من مختلف الدول العربية، مشيرةً في هذا الصدد إلى سعادتها بوصولها إلى مرحلة مهمة من مراحل هذه المسابقة العربية وتحدثت في الحوار عن تجربتها الإبداعية وعلاقتها بعالم البرمجيات وتصميم المواقع. وقالت انه لم يدر في خلدها ذات يوم أن تكون شاعرة، (منذ نعومة لغتي أحب الشعر، واقرأه، واغرق في الجميل منه بلا هوادة. ووجدتني أكتبه بنهمٍ، دون خوض في علومه العروضية، والفلسفية. فلا أزال أنظر إلى الشعر على أنه وجبة قلب، وترنيمة روح، تتلقاها المشاعر، فتسطرها كلمات خضراء حيناً، وحمراء حيناً آخر، وملوّنة أحايين أخرى. أنا لا أخطط لكتابة الشعر، ولا أستدعي القصيدة، ولا ألحّ في طلبها، لكنني أترقب أزيزها، أو حفيفها، أو مصافحتها، فافتح صفحتي، وأدرجها بأناة ومحبة وحنان. لكن هذا لا يمنع من العمل على هندسة بناء القصيدة، وتخيّر ألفاظها، وتزيين أغراضها من خلال الشكل والمضمون) وعن علاقة الشعر بالهندسة التي درستها قالت ان الشعر فن إنساني جميل، فهو هندسة المشاعر والأحاسيس واللغة، ووضعها في إطارها اللائق، بينما الهندسة فنٌ آخر، لا يختلف عن الشعر إن تعاملنا معه بمنطق الأرواح، فجميع الآثار والإنجازات الهندسية التي نراها في كل يوم منذ آلاف السنين ماثلةٌ أمامنا، تنبعث منها أرواح من أبدعوها ذات يوم، فالشعر والهندسة وجهان مختلفان لمضمونٍ واحدٍ إن تعاملنا معهما بروح الإنسان. - وكشفت منى حسن الحاج المتسابقة في أمير الشعراء عن مجموعتها الشعرية التي ستصدر قريباً والتي قالت انها تتضمن مجمل وأجمل ما قطفه قلمي من جنائن الحرف منذ أيام الصبا، إضافةً لما كتبته في العامين الماضيين، كما أبدت سعادتها في أن تم اختيارها من بين آلاف الشعراء، وأن تكون لها فرصة في لقاء عدد كبير من الشعراء من مختلف البلدان والإطلاع على تجاربهم الشعرية ومعرفتهم وخوض هذه التجربة الرائعة وقالت: المسابقة في رأيي تخدم الشعر العربي والشعراء، حيث انها إحياء للاهتمام بالشعر العربي واللغة العربية، وفرصة جميلة لإظهار مواهب الشعراء وتمكينهم من الإطلاع على تجارب بعضهم البعض، والاحتكاك بها عن قرب مما يخدم المشهد الشعري في الوطن العربي اهتماماتي كثيرة، منها ما يتعلّق بالشعر من قراءة وكتابة وحضور الفعاليات الشعرية والأدبية، ومنها ما له علاقة بعالم البرمجيات وتصميم المواقع وغيره من الهوايات تعتبر الشاعرة منى حسن نفسها شاعرة قضية، فالشعر ليس عالماً منفصلاً عمّا يدور في حياة الشاعر أو في حياة البشر من حوله، أو ما يحيط به من أحداث. يرصد الشعر لحظات الفرح، لحظات الانفعال والحزن، وكل ما يستحضر اللحظة الشعرية في عالمه، ومن هذا المنطلق فإنّه حين تكون للأمة قضايا يلتزم الشعر تجاه قضايا الأمة بالتعبير عنها بصورتها الأوضح والأرقى. هذا بالإضافة إلى كون القضية الفلسطينية هي موروثنا، وقضيتنا المركزية كعرب ومسلمين التي حمل همها الآباء والأجداد، وحملناه من بعدهم.