نشاط وحيوية تميز بهما الموظف (محمد) 45عاما في عمله بإحدى الشركات الهندسية ، لم يتغيب عن عمله ولو ساعة ولم يشك أي نوع من الأمراض ، ولكن حالة من الخمول والكسل المفاجئ تسربت الى اعضاء جسده واصبح لا يقوى على العمل او حتى الخروج من المنزل .. وصار بحاجة دائمة للنوم لساعات طوال .. بدأ يشعر بوجع قاتل في جميع عضلات جسمه ، فاضطر لاخذ اجازته السنوية حتى يبدأ رحلة العلاج ، كشفت الفحوصات التي أجراها سلامة صحته من السكر والضغط وأمراض القلب .. وافاده الاطباء انها حالة ارهاق .. لكن تفاقم الخمول والكسل واصبح النوم سمة اتصف بها ، مع مرور الوقت بدأ يصدر شخيرا عاليا اثناء النوم ولاحظت اسرته تغيرا في صوته وتورما في العيون ، عاود الطبيب مرة اخرى اتضح انه مصاب بمرض الغدة الدرقية لم تفد الادوية العلاجية التي صرفها الطبيب، فبدأ يطرق باب العشابين بالصحة ومداومة العمل . الغدة الدرقية من الأمراض المنتشرة ويشتكي من أعراضها الكثيرون فما هي وما أهميتها وأسبابها وكيفية العلاج ؟ موقعها في الجسم حسب د. (مرتضى سليمان ) إختصاصي الأورام والغدد الصماء ، تقع الغدة الدرقية في العنق تحت وخلف تفاحة آدم ، يعتمد إنتاجها من الهورمونات على ثلاثة أشياء هي المتاح من معدن اليود، وسلامة الغدة نفسها، وكمية الهورمون المحفز للغدة الدرقية الموجود في الجسم، وهذا الهورمون تفرزه الغدة النخامية الموجودة في مركز المخ ، تتمثل اهميتها في انتاج هرمون الثايروكسين وهرمون ثالث يود الثايروكسين اللذين يساعدان في زيادة تركيب البروتين في جميع أنسجة الجسم ، وينتج مرض الغدة الدرقية عن هبوطها وارتفاع او إفراط نشاطها .، وهي نوعان غدة خاملة وأخرى نشطة وكل واحدة من هذه لها أعراض تظهر على المريض . فالأولى تتميز بالبلادة والخمول وازدياد الوزن وايضا تتميز بعدم القدرة على احتمال البرد والضعف الجنسي ، وتضخم اللسان ، وتساقط الشعر وثخانة الجلد وقد ينخفض النبض والضغط . اما الثانية: فتسمى افراط الغدة الدرقية وتتميزبزيادة افراز(الثيروين) في مجرى الدم ومن أعراضها جحوظ العينين ،غزارة العرق،فتح الشهية،نقص الوزن،زيادة سرعة القلب،فرط العصبية،ارتعاشات اللسان والأصابع.. أعراض المرض واضاف: د.(مرتضى ) تتمثل الأعراض في التعب المتزايد، والنعاس وضعف العضلات والخمول والاكتئاب والصداع وانخفاض درجة حرارة الجسم وحساسية غير طبيعية لبرودة الجو وانخفاض الرغبة الجنسية وصعوبة في تقليل الوزن وجفاف الجلد مع آلام بالدورة الشهرية للنساء، وبطء الاستجابة وتورم الغدة الدرقية وفقد الشهية، وانخفاض معدل ضربات القلب، ونزول إفرازات لبنية من الثديين وتقلصات وجفاف وتقشر الجلد، وظهور اللون الأصفر البرتقالي في الجلد وبالأخص في راحتي الكفين، ونتوءات صفراء في الجفنين، وفقدان الشعر بما في ذلك الحاجبين، والامساك، والبطء في الحديث، وتدلي وتورم الجفنين وتضخم الغدة الدرقية. وأكثر الأعراض حدوثاً هي الإجهاد وعدم القدرة على تحمل البرد ، وهي تعالج بواسطة حبوب واحيانا اجراء عمليات جراحية. العلاج بالطب البديل مع تزايد الامراض التي تصيب الانسان انتشرت محلات علاج الامراض بالطب البديل والاعشاب وكل العشابين يؤكدون قدرتهم على علاج الغدة الدرقية في هذا الجانب اوضح: د. (عبد الرحمن العشا حمد النيل ) مدير ادارة البحوث بوزارة الصحة ولاية الخرطوم ، العلاج بالنباتات الطبية موجود على نطاق العالم ، وفي افريقيا يعالج به حوالي (80%) من المرضى، والسودان له تاريخ حافل في جانب العلاج التقليدي ، ظلت الممارسة للعلاج بالنباتات منذ آلاف السنين ومؤخرا تطورت نظم العلاج الطبي بجميع فروعه فيما يسمى بالطب الحديث او الغربي ، لكن ظل العلاج التقليدي موجود وهناك تنافر بين الطب الحديث والتقليدي ، بحيث ظل الطب الحديث ينظر للطب التقليدي نظرة ريبة وشك في أحسن الأحوال رغم ذلك استمر الطب التقليدي خاصة الطب بالنباتات يتوسع ويزداد في السنين الاخيرة لاسباب كثيرة ، واذا تحدثنا عن العلاج بالنباتات الطبية نجد اغلب المعالجين يستخدمون نباتات غير معروفة وغير مأمونة العواقب وهي تفتقر للسلامة ولا يعرف لها جرعة ثابتة ولم تتم اجراء بحوث عليها . إنطلاقا من هذه المعطيات هناك تجارب لمختصين في مجال العلاج بالنباتات لفتت انتباهنا في ادارة البحوث. حيث ان النباتات المستخدمة عبارة عن مكملات غذائية يستخدمها الانسان العادي ولكنها بجرعات معينة وبرنامج محدد يمكن ان تعالج بعض الامراض المزمنة التي لا تعالج نهائيا في الطب الحديث ك(امراض الغدة ? الازمة ? الجلطة ? الصدفية ? الجهاز العصبي ) وادخلنا على تلك التجارب الناحية العلمية البحثية وهناك سجلات ومتابعة تحاليل للمرضى وبراءات اختراع بل وتجارب على الفئران بالتعاون مع المجلس القومي للبحوث، اما بالنسبة للغدة الدرقية تنتشر في كل مناطق السودان، والغدة الدرقية من الامراض المنتشرة في السودان وتصل نسبتها في بعض المناطق الى 70% وارجع إنتشارها لعوامل كثيرة اولها نقص اليود اضافة لعوامل اخرى مثل المناعة الذاتية في مرض الاشموتسي وقريفز وهي الحالات التي تكون فيها الغدة نشطة وهناك عوامل نفسية تظهر مع تكاثر حالات الغدة الدرقية والآن يتحدث الاطباء عن 14 عاملا منها عوامل وراثية وجينية وهذه مرتبطة بالناحية المناعية وعوامل غذائية اخرى مثل استخدام الصويا والدخن والتعرض للاشعاع خاصة في منطقة الرقبة والعنق والضغوط النفسية وهي تؤثر في الانجاب عندما تزداد هرموناتها وهي تصيب النساء اكثر من الرجال وهي تؤثر على النظر والعيون والقلب اذا كانت نشطة، وعندما تكون منخفضة تزيد الوزن والخمول وتغير ملمس الجلد وشكله نتيجة ترسبات لبعض المواد. العلاج واسترسل د. (عبد الرحمن ) الجراحة للغدة الدرقية تعتبر حلا ومشكلة لانها تظهر مجددا بعد الجراحة واثبتت البحوث عدم وجود علاج فعال لها سواء أكانت خاملة او نشطة متكيسة او متضخمة ، والعلاج الغذائي فعال بنسبة 100% ودعا في ختام حديثة الجهات المختصة بدعم برنامج معالجة ومكافحة الغدة. طرق وأساليب العلاج بالأعشاب من جانبه اكد د. صلاح محجوب خبير الأعشاب ومدير عام ( مجموعة صلاح الدين للطب الاصيل والاعشاب )، وجود علاج لقصور الغدة الدرقية من الأعشاب والمكملات الغذائية والزيوت الطبية يتمثل في ( العسل والغرفة والجنزبيل والتفاح الى جانب عصير الجرجير ) التي اثبتت فعاليتها للعديد من المرضى ، وافاد أن امراض الغدد حاليا تشهد انتشاراً ملحوظا عزاها لإهمال المرض وضعف التوعية الصحية .