يبرز دور الفرد في الحياة عندما يكون سليم العقل ، صحيح الجسم ، بحيث يتوافر لديه الاستقرار الصحي والنفسي والاجتماعي .. وإذا لم يعان من الأمراض سوف يصبح شخصا منتجا وفاعلا في المجتمع ،و ذلك لا يتأتى إلا بالإهتمام الدائم بسلامة الفكر على المستوى العقلي وسلامة الغذاء الذي يتناوله الفرد على المستوى البدني . المطاعم والكافتريات ..اضحت من أهم جوانب الحياة العصرية ومن المعلوم أن العلاقة بين المواطن وتلك المحلات الخدمية علاقة تبادلية (الحاجة للطعام مقابل المال ) ، ولكن تشوب هذه العلاقة جوانب خلل وتقصير، فالزبون يدفع مالاً مقابل الحصول على وجبة صحية ومفيدة ، إلا انه يحصل على وجبة ملوثة تماما بكل المعايير.. بالامس شهدت احدى الكافتريات الواقعة قرب موقف الاستاد حالة تسمم لشاب في الثلاثين من عمره ، اثر تناوله سندوتش فاسد (شاورما ) فبعد مضي نصف ساعة من تناول الوجبة ، واثناء جلوسه مع اصدقائه داخل الكافتريا يتبادلون الحديث انتابته تقلصات بالبطن تبعتها حالة إستفراغ وإرتفاع في درجة حرارة الجسم ، احد مرافقيه افاد (حضرة المسؤول ) بانها حالة تسمم نتيجة تناوله ساندوتش . هذا المشهد إستوقفني ، فالشاورما في حد ذاتها وجبة لذيذة جدا ، لكنها عقدة غذائية ممنوع الاقتراب منها خاصة في الكافتريات وسط المواقف لسوء عرضها ، فبعض المطاعم والكافتريات التي تقدم (الشاورما) تقوم بإعدادها في أماكن مكشوفة وغالبا تكون غير مطهية جيدا ، واللحوم اكثر المنتجات الغذائية عرضة لتراكم أعداد كبيرة من الميكروبات والبكتيريا وهذا يؤدي إلى حالات تسمم خطيرة تصل إلى آلام معوية و إسهال وغثيان وقيء وحمى. ومن خلال متابعتنا ومعايشتنا للحياة اليومية يشتكى العديد من مرتادي المطاعم من عدم مراعاة ادنى شروط النظافة ، والصحة العامة ، حيث ان المأكولات كلها تعد بطريقة سيئة ومضرة للصحة كاستخدام زيت القلي مرارا ومكررا في التحمير ، أو إعداد الطعام على أواني وأدوات طبخ ملوثة ، وبعض منها غير صالحة للطبخ وتحتوي مواد مؤكسدة ، وانتقالا الى امر آخر .. تتم عملية الطبخ واعداد الطعام في المطاعم والكافتريات في اماكن غير نظيفة مما يساهم في جلب الصراصير والفئران والذباب وغيرها من الحشرات واحتمال سقوطها في اواني الطبخ امر وارد وقد حدث وان فوجيء العديد من الزبائن بوجود حشرة داخل الوجبة التي يتناولونها ، مما يعرض حياتهم لمخاطر صحية تهدد سلامتهم بدلا من تعزيزها، . أما إذا جئنا إلى جانب آخر وهو النظافة الشخصية للعاملين فتجد البعض لا يبدون أي اهتمام للمظهر العام ولا بنظافة ملبسهم واجسادهم ،فالملابس المتسخة لدرجة سواد اللون شعارهم الموحد ، ولا يستخدم كثيرا من العاملين في المطاعم القفازات أثناء إعداد الطعام أو حتى غسل اليدين أثناء تقديمه والكمامات تفاديا للعطس الذي يصيب رذاذه السندوتشات وغيره من الاطعمة .. والحق يقال : بيئة المطاعم والكافتريات عندنا متردية وهي سبب مباشر لتفشي الامراض التي يعاني منها ويحملها الكثيرون دون علم ، وتنتشر هذه الامراض في فصل الصيف الذي تكثر فيه حالات التسمم بسبب الاطعمة. كل هذه الملاحظات تبرز جانبا مهملا من قبل بعض أصحاب المطاعم والمقاهي، وهذا ما أدى إلى حصول حالات من التسمم الغذائي وتذمر الزبائن من عدم إلتزامهم بإعداد وجبات غذائية نظيفة وصحية مقابل المال الذي يدفعونه ، فهناك عدم توعية للاعتناء بالنظافة العامة واستخدام الطرق الصحية في تنظيف وتطهير الاواني والطواجن التي تتم عملية الطهي بها ، المطاعم والكافتريات وسط الاسواق وخاصة التي تقع قرب مواقف المواصلات تفتقر للضوابط الصحية ، ونظافة العاملين بها الشخصية ومدى التزامهم بزي يميزهم كطهاة وسيرفس ، ونلفت إلى ان جميع العاملين بالكافتريات يتجهون الى اعداد الطعام بعد خروجهم من الحمامات مباشرة دون غسل اياديهم. ،هذا شكل المطاعم والكافتريات التي تأكلون منها . نناشد الوحدات الصحية بالمحليات ووزارة الصحة بمراقبة مدى التزام اصحاب تلك المؤسسات بالشروط الصحية ، والقيام بحملات تفتيشية وفرض عقوبات رادعة. .فلكل مؤسسة خدمية من تلك المؤسسات مكان مخصص لتخزين مقومات العمل، هذه المخازن هل حدث وأن تم تفتيشها ؟ فهي مخازن استراتيجية لتكاثر ونماء الحشرات ، ندعو الى تعزيز دور الوحدات الصحية بالمحليات في مراقبة وتفتيش المطاعم والمحلات التجارية ومتابعة مدى تطبيق هذه المؤسسات الخدمية لمعايير الصحة العامة وسلامة الأغذية وتعزيز الجانب التوعوي وغرس المفاهيم الصحية للعاملين بمختلف القطاعات الخدمية وتبصيرهم بأهمية توافر النظافة في تقديم الخدمات والتنظيم الجيد في عرض المنتجات التي تقدم للمستهلك ، لينعم المواطن بالصحة والعافية.