اثار اختيار د. مامون حميدة وزيرا للصحة بولاية الخرطوم جدلا واسعا بحكم امتلاكه وادارته لمؤسسات استثمارية طبية خاصة, خشية ان يوجه السياسة الصحية بالولاية وفق مصالحه الشخصية , قبل ان تتكالب على الرجل جملة من المشاكل على رأسها قضية (الزيتونة) الشهيرة التي عضدت رؤية مخالفيه بفشل الرجل في ادارة ملف معقد كالصحة في ولاية يقطنها نحو (8) ملايين مواطن وتتوافد ملايين اخرى من الولايات من طالبي العلاج في ولاية الخرطوم . وطالب معارضوه باقالته او اجباره على الاستقالة الا انه لم يتلفت لتلك الاصوات, بل كثف جهوده في تطوير الصحة بالولاية فبالرغم من الوضع الصحي في الولاية والبائن على العيان الا ان البروفسير مامون حميدة يحسب له الكثير جدا من الانجازات والقرارات التي جاءت في المقام الاول لمصلحة المواطن في الخرطوم , وابرز الخطوات الايجابية التي نفذها حميدة بنقل الخدمة الطبية الى الاطراف والزام الاختصاصيين بالعمل في المؤسسات الطبية الطرفية . د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم في اجتماع مجلس الوزراء الذي التأم امس بمقر الولاية لمناقشة الخارطة الصحية بالولاية دافع عن وزيره، واشاد بجهوده وان لم يتجاوز بعض الهنات التي تصاحب قطاع الصحة بولايته , وشدد على ضرورة اكمال الخطة التي قدمت للعام 2013م وقال ان الميزانية المخصصة يتوافر منها الان نحو (150.000) مليون جنيه جاهزة للصرف في بنودها وطالب وزير المالية بالاسراع في تعيين ال(1000) وظيفة المخصصة للكوادر الطبية من بين (5000) وظيفة طرحتها الولاية لاستيعاب الخريجين قبل نهاية هذا العام . وطالب الخضر الصحفيين بتوخي الدقة في تناول القضايا الصحية واقر بوجود اخطاء قد لا يكون للوزير يد فيها ، وقال ( لماذا يهاجم الصحفيون الوزير ويتركون من ارتكب الخطأ), وطالب الوالي باستكمال كل المراكز الصحية بنهاية يونيو الجاري واكمال نقص الكوادر الصحية (المساعدة ) . من جانبه قدم د. مامون حميدة وزير الصحة ولاية الخرطوم تقريرا عن الاوضاع في المرافق الصحية والمنشآت والكوادر للعام 2013م, في اجتماع مجلس الوزراء بولاية الخرطوم امس، واقر مامون بوجود نقص في الكوادر المساعدة , وكشف عن اسباب نقل قسم المخ والاعصاب من الشعب الى ابراهيم مالك واكد نجاح الخطوة بنسبة (100%)، وقال مامون ان السودان تجاوز الحد الادنى للمعايير العالمية بنجاح في توفير الخدمات الصحية لمواطن الولاية. واشتمل التقريرالذي قدمه البروفسير مامون حميدة وزير الصحة ولاية الخرطوم على الخارطة الصحية من حيث الوحدات الصحية العاملة بالولاية والتغطية بالخدمات حسب التعداد السكاني ووفقاً لمعايير المخطط الهيكلي وهيئة الصحة العالمية، موضحاً أن الخدمة تقدم خلال( 48 )مستشفى و(179) شفخانة وهناك (6) مستشفيات جديدة بدأ العمل فيها بالاضافة الى( 6 )أقسام جديدة للطوارئ والحوادث لتصبح جملة أقسام الحوادث( 28) قسماً ، كما قدم الوزير تقريراً عن المستشفيات التي تم افتتاحها مؤخراً حيث زاد التردد على مستشفى حاج الصافي من (800) الى (3063) واجريت فيه ( 478 )عملية جراحية وبلغت نسبة انشغال الأسرة( 30% )، كما أجرى الوزير مقارنة لقسم المخ والأعصاب بعد انتقاله لمستشفى ابراهيم مالك مقارنة مع وضعه السابق حينما كان بمستشفى الشعب حيث كان عدد الاختصاصيين بالشعب (6) وابراهيم مالك (4) غير أن الأسرة المتوافرة في ابراهيم مالك (80) سريرا والشعب (20) سريرا وكانت تجرى في الشعب عملية واحدة في اليوم وزادت الى (4) في ابراهيم مالك وكان المرضى ينتظرون في الشعب لاجراء العمليات بين (6 9) أشهر وانخفض بين شهر الى( 3 )أشهر معلناً ان الخطة هي ان أي مريض قررت له عملية إزالة ورم لن تطول مدة انتظاره على ال (3 )أسابيع . واشار التقرير الى توزيع الخدمات الصحية بالولاية عبر المراكز الصحية حيث بلغ عدد المراكز (184) مركزا صحيا حكوميا وخاصا ومنظمات فيما تم افتتاح (33) مركزا جديدا و(48) قيد الافتتاح قد يكتمل في نهاية يونيو, فيما هناك (47) مركزا مرجعيا و(137) مركزا تتوزع في المحليات, تأتي محلية الخرطوم على رأس القائمة حيث يبلغ عدد المراكز المرجعية بها (15) مركزا مرجعيا و(10) مراكز و(10) حزم ومحلية جبل اولياء (8)مراكز مرجعية و(18) مراكزا و (10) حزم وامدرمان (5) مرجعية و(15) ? (10) حزم, وكرري (4) مراكز مرجعية و(10) ?(16)حزم وامبدة (4)مرجعية و (10) ?(23) حزم - وبحري (8) مراكز مرجعية و(25) مراكز(10) حزم وشرق النيل (3) مراكز مرجعية و (10) ? (30) حزم . وكشف التقرير عدد المؤسسات العلاجية الخاصة ويبلغ (2.226) من بينها (58) مستشفى و(42) مركزا متخصصا و(9) مراكز صحية خاصة و(11) عيادات اشعة (226) معمل تحاليل طبية و(226) معملا الى جانب (190)مركزا للاسنان, و(246) عيادة للاختصاصيين و(93) للعموميين و(34) مجمع عيادات . ووجه مجلس وزراء حكومة ولاية الخرطوم برئاسة د.عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم وزارة الصحة بتوفير (100) سرير للعناية المكثفة تضاف ل(300) سرير المتوافر لاستكمال الاحتياج الكلي للولاية من أسرة العناية المكثفة، كما طالب المجلس وزارة الصحة عقب مناقشته للخارطة الصحية بالولاية التي قدمها البروفسير مأمون حميدة وزير الصحة بالولاية بضرورة مراعاة علاج مرضى الولايات والأجانب عند التخطيط للاحتياجات الطبية المطلوبة، كما وجه المجلس بسد النقص في الاسعافات ومتابعة وجود الاختصاصيين التابعين للتأمين الصحي بالاستمرار في المؤسسات العلاجية المختلفة، كما طالب المجلس بوضع برنامج خاص لتغطية الامتدادات الجديدة خاصة مدينة الفتح بمحلية كرري، واعتبر المجلس العام 2013م عاماً لاستكمال الخارطة الصحية للمراكز الصحية بكل انحاء الولاية ووجه في هذا الصدد الوزارة برفع قائمة فورية بالمراكز الصحية المطلوبة لاستكمال هذه الخارطة من موازنة العام الجاري . واكد د.حميدة نجاح تجربة نقل قسم المخ والاعصاب من مستشفى الشعب الى مستشفى ابراهيم مالك، وقال ان اسرة العناية المكثفة بالشعب كانت سريرين فقط فيما تتوافر الان (8) اسرة بالعناية المكثفة بابراهيم مالك , بينما يتوافر (80) سريرا بابراهيم مالك مقابل (20) سريرا في الشعب ويبلغ متوسط العمليات (73) عملية من شهر الى (3) اشهر في ابراهيم مالك مقابل (23) عملية من (6 الى 9) اشهر في الشعب. وقال حميدة ان توفير هذه المعينات في ابراهيم مالك اختصر الكثير من الزمن للمرضى الذين كانوا ينتظرون شهورا لاجراء العمليات .