تشهد الاسواق المحلية خلال هذه الايام تحضيرات واستعدادات مبكرة لاستقبال شهر رمضان المبارك، حيث وفرت المحال والمراكز التجارية ، المواد الغذائية الاساسية والرمضانية المختلفة من (لحوم واسماك ودواجن وارز وسكر ومكسرات رمضانية وتمر وقمر دين) بكميات كافية، وشرعت بعض الاسر في الحصول على كميات كافية من السكر حتى لا تواجهها بعض المشاكل التي تظهر في شهر من رمضان وتفاديا لإختفاء السلعة من الأسوق لذلك بدأ عدد من المواطنين الاعداد مبكرا لشهر رمضان و منذ وقت كافي في السودان على السلع الاستهلاكية وتخزينها، حيث بدأ إعداد (الحلو مر |) وفاحت رائحته العطرة في ازقة الحواري ،يصنع (الحلو مر) أو (الآبري) من الذرة، و يفضل فيها (ود عكر) و (الفتريت )، لاشتمالهما على نسبة كبيرة من السكر ، تبدأ مراحل تصنيع الحلو مر بتزريع حبوب الذرة أو(العيش) بعد تنظيفها وغسلها بالماء ويتم عرضها لاشعة الشمس لمدة خمسة ايام بعد تغطيتها بغطاء نباتي مثل صفق (العشر) او قطعة من الخشب وبعد ذلك تظهر عملية التزريع وتظهر الخيوط متشابكة تعرف ب(الزميم) حيث تعمل النساء على فك بعضها من بعض وعرضها للشمس مرة أخرى على مدى يومين حتى تجف، ومن ثم طحنها ، وعلى قدر كمية الذرة المزرعة تطحن كمية مقابلة لها من الذرة تساويها في كميتها ولكن لا تخلط معها إلا في مرحلة مقبلة، وبعد ذلك، يتم تحويل »طحين الذرة المزرعة« إلى عجينة بعد خلطها بكمية مقدرة من الماء النظيف، والتي تكون في حالة غليان على النار في مرحلة طبخ، ثم تضاف إليها في كل مرة كمية من دقيق الذرة غير المزرع ويخلط ببهارات مسحونة تجهز خصيصا لها، أهمها عرق الجنزبيل الأبيض والجنزبيل الأحمر والحلبة والكمون والقرفة، بالإضافة إلى مواد مسحونة أخرى كالكركدي مثلا، يكتسب منه الرائحة واللون والطعم والفائدة الغذائية. وبعد ذلك تتم عملية العواسة بمشاركة جميع نساء الحي . كما شرعت الاسر في توفير كميات من الكركدي « والعرديب و(القنقليز) لتقديمها في رمضان جنبا الى جنب الحلومر، إلى جانب عملية تجفيف اللحوم وتقطيعها الى شرائح والتي تسمى ب(الشرموط) الذي يتم ارسال جزء منه لابنائهم المغتربين بالإضافة للويكة المسحونة .