أعلن الرئيس عمر البشير، أن قرار تأجيل انعقاد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني، الذي كان مقرراً في نوفمبر من العام الحالي لم يتم اتخاذه للتجديد لشخصه فترة أخرى. وعزا البشير، خلال مخاطبته فاتحة أعمال اجتماع مجلس الشورى القومي في دورة انعقاده السابعة أمس، أسباب تأجيل انعقاد المؤتمر العام لسعي الحزب لأن يوافي انعقاد المؤتمر العام، الدورة الانتخابية للاستفادة من تجربة الانتخابات العامة الأخيرة في العام 2010م التي سبقها انعقاد المؤتمر العام للوطني. المؤتمر العام حاسم وأوضح البشير أنّ من يحدد رئيس الحزب مرشحاً للانتخابات الرئاسية القادمة ومرشحيه لغيرها من المواقع، هو المؤتمر العام للحزب، الذي سيختار مجلس الشورى للدورة المقبلة. وقال إن السلطة في هذا الأمر، مقصورة على المؤتمر العام أو مجلس الشورى الذي سينبثق عنه لتحديد مرشحي الحزب لمختلف المناصب. مراجعة النظام وأعلن البشير أنّ الحزب الآن بصدد إجراء مراجعة كاملة للنظام الأساسي من أجل أن يكون أكثر فاعليةً ونشاطاً لتحمّل المهام الموكلة إليه، باعتباره الحزب الحاكم والرائد. وقال إن هذا يحتم أن تكون هناك مراجعة للمسيرة، والعمل على التطوير. وأشار إلى أنه سيتم تشكيل لجان للنظر في النظام الأساسي للوطني وهياكله وواجباته. وأبان أنّ ما يتم التوافق عليه من رؤية سيتم عرضها على مجلس الشورى في جلسة استثنائية. الوطني مفتوح ودعا البشير كل قواعد وقيادات الحزب، ممن لهم آراء في طريقة إدارة الحزب والدولة بالعمل على رفعها للنظر فيها حتى يكتسب العمل طابع المؤسسية. وقال إن المؤتمر الوطني مفتوح ليست لديه عصبية لرأي أو قرار اتخذ، وقال: لا نريد عملاً في المساجد أو الصوالين، وأكد أن الرأي الملزم للجميع هو رأي الشورى، وأنّ الوطني ليس حزباً فيدرالياً، بل حزب مركزي سياساته وتوجهاته تُدار من المركز، تلتزم بها قياداته بالولايات. إسقاط الحكومة وسخر البشير من حديث المعارضة لتغيير النظام في (100) يوم، ودعاها بأن تستعد للانتخابات المقبلة، وأضاف: (إذا كانت المعارضة تأمل في أن يخرج المواطنون في مظاهرات وتنحاز القوات المسلحة إلى المظاهرات لإسقاط المؤتمر الوطني، أقول إن الوطني ليس مثل الإتحاد الاشتراكي وليس هو الإتحاد الاشتراكي وليس بحزب حكومة، وإنما حزب حاكم). وأشار إلى أنّ الأيام أثبتت بأنّ القواعد الحية والنشطة في الشعب السوداني هي قواعد المؤتمر الوطني في قطاعاته المختلفة، وقال إنهم لا يعملون لكسب الانتخابات فقط وإنما لبناء دولة، وشدد على أنّ كل النشاط في الدولة يجب أن يقوده الحزب بما فيه النشاط الرياضي والثقافي رداً على اعتراض أبو علي المجذوب رئيس مجلس الشورى بشأن تقديم الأغاني في وسائل الإعلام، وقال: (ساعة لربك وساعة لقلبك ولو كل زول ظل ماسك سبحتو ومصحفو وقاعدين في المساجد بحصل ملل)، وأضاف: الفنانون ولاعبو الكرة والهيئات والتنظيمات جميعهم مؤتمر وطني. دعم الدولة ورفع الرواتب ودعا البشير إلى عدم الإنجرار وراء الحديث عن هيكلة الدولة لتقليل الإنفاق، وأوضح أن أكبر إنفاق للدولة على دعم المحروقات والدقيق والقمح والكهرباء، وقال إنّ إجمالي الدعم (14) تريليونا، وأشار إلى أن ميزانية الدولة (25) ملياراً فقط نصفها يذهب لدعم السلع، وقال إن أكثر المستفيدين من الدعم غير المباشر هم أصحاب القدرات والإمكانيات الذين يصرفون ويستهلكون أكثر، وأضاف: (أي زول راكب عربية خاصة، الحكومة تدفع له راتب، وأن الدعم الذي يأخذه في البنزين أكثر من راتب الوكيل، وأن أي منزل كبير يأخذ دعم كهرباء أكثر من الصغير)، وشدد على ضرورة توجيهها في شكل خدمات للشعب كافة. وكشف عن دراسات لكيفية رفع الرواتب. لا لفقه السترة ووجه البشير بإحالة أي متجاوز للمال العام إلى القانون، وقال: لن نتستر على أحد، وأكد عدم الإطلاع على تقرير المراجع العام إلاّ من وسائل الإعلام عقب تقريره للبرلمان، وأشار إلى أن أغلبية التجاوزات في اللوائح والنظم المالية، وعزا الأمر لضعف الجانب الحسابي والمالي الموجود في الدولة بسبب الهجرة الضخمة للكوادر إلى الخارج وإلى ممارسات بعض المسؤولين الذين يقولون: (ما دام القروش ما دخلتها في جيبي ما مشكلة). إلا جنوب السودان ووصف البشير علاقات السودان مع دول الجوار بالممتازة سوى دولة جنوب السودان، وقال: وقفنا معهم ودعمناهم ولكن كان ردهم مزيداً من التآمر ما عدّه من طباع اللئام، وجدّد الاتهام للجنوب بتقديم الدعم للحركات المسلحة، ووصف الجبهة الثورية وحركة العدل والمساواة بالمرتزقة والخونة، وقال إنّ الجهة التي تمولهم وتدعمهم ليست جهة وطنية وإنما معادية. وأكد التزام السودان باتفاقية التعاون المشترك مع دولة الجنوب، وأشار إلى أنّ الخرطوم أبلغت المتمردين على جوبا بتوقيع الاتفاق، وقال: منعناهم من القيام بأي نشاط معادٍ لجنوب السودان، وأوضح أنهم أبلغوا حكومة الجنوب بسحب معارضتهم وتجريدها من السلاح، وأضاف أن متمردي الجنوب ذهبوا ودخلوا حدود دولتهم، وأقر بدعم السودان لمتمردي الجنوب بالسلاح، واستدرك: (نحنا كنا بنعمل زي ماهم بعملوا ولكن نحنا لمن وقعنا الاتفاقيات التزمنا وهم ما التزموا). وأكد أن السودان لديه معلومات عن كل طلقة وكل برميل بترول يقدم للحركات من الجنوب، واتهم الجنوب بسعيه لتنفيذ بند البترول فقط من اتفاقية التعاون، وأكد وجود مصلحة كبيرة للسودان من اتفاقية البترول لجهة أن السودان يأخذ منهم (3) مليارات غير رسوم العبور والمنشآت وخلافه، وأضاف أن الجنوب يقسم عائداته من النفط إلى النصف لصالحه والنصف الآخر للمتمردين، وأكد أن الخرطوم لن تقدم تنازلات، وقال إنه في حال عدم التزام الجنوب بالمصفوفة بنسبة (100%) لن يعبر برميل نفط واحد إلى بورتسودان. سد النهضة ووصف البشير موقف الحكومة المصرية من بناء سد الألفية بالحساسية الشديدة للمصريين، وقال إن لهم حساسية من أي مشروع على النيل، واعتبر نصيب السودان المتبقي من مياه النيل الذي يقدر بنحو (6) مليارات متر مكعب سلفية عند المصريين بنص اتفاقية مياه النيل، وقال: (لدينا دَين ثقيل عليهم)، وقلل من مخاوف انهيار السد. وأكد البشير أنّ سد النهضة الأثيوبي سيخلف إيجابيات وسلبيات لدولتي السودان ومصر، وقال إنّ أثيوبيا أبدت استعداداً كاملاً للتشاور مع السودان ومصر في قيام السد للنظر في السلبيات لأجل التقليل منها. ودعا البشير لتشكيل لجنة من السودان ومصر وأثيوبيا لطرح القضايا والتساؤلات والمخاوف للوصول إلى مخرج، وشدد على ضرورة الوقوف على تصاميم سد النهضة لجهة أن المياه التي يعمل على تخزينها تبلغ (160) مليار متر مكعب. الصراعات القبلية وعبر البشير عن انزعاجهم الكبير تجاه المشاكل القبلية بالبلاد، وأكد أنها من أكبر القضايا الشاغلة، وأشار إلى أنها ليست بعيدة عن التآمر الآخر، وكشف عن وجود أيادٍ وعناصر داخل القبائل تعمل على إشعال النار، ووصف أسباب الصراع القبلي ب (التافهة والبطالة)، وصف البشير الصراعات القبلية بالمهدد للدولة، وقال إنّ الصراعات القبلية تأكل الدولة من الداخل وتعمل على وضع حواجز ضخمة في النسيج الاجتماعي بين القبائل، وحمل عضوية الحزب مسؤولية إنهائها. واتهم البشير، عناصر وأيادٍ داخل القبائل بتأجيج النزاعات لتفتيت الشعب السوداني وتفريقه ليقاتل بعضه. وشدد على مسؤولية عضوية المؤتمر الوطني من الصراعات القبلية، وأقر بأن الأجهزة الحكومية لا تستطيع وحدها حل الصراعات لجهة أنها تحدث في مكان لا يوجد به جيش ولا شرطة. ودعا أعضاء المؤتمر الوطني والأعراف القبلية للعمل بجهد على إيقاف الصراعات القبلية. السودان والغرب وأكد الرئيس البشير أنّ علاقة السودان بالدول الغربية ما زالت (محلك سر)، وقال إنّ الغرب يأتي كل يوم بجديد، واتهمه بإيقاد قضية دارفور، وأوضح أنّ الغرب يضغط السودان من أجل السماح للمنظمات الأجنبية للدخول في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأكد عدم السماح لأية منظمة أجنبية الدخول للولايتين إلاّ عبر دعم يسلم للحكومة. تحديات البقاء وتعرض البشير الى التحديات الكبيرة التي تواجه السودان، وقال إن التآمر سيظل مع قوى الشر، وأشار إلى أنّ التحالف الأمريكي الصهيوني لديه قناعة بأنه مسيطرٌ على دول العالم ومواردها وسياساتها ولا يقبل الخارجين عن النظام، وقال: (نحن خارجين عن النظام وسوف نظل خارجين عنه)، وأضاف: لو كان التغيير بيد أمريكا ما كان حسني مبارك أو شاه إيران أو موبوتو سقطوا، وزاد: (هم الأن رحلوا ونحن قاعدين رغم أنفهم). حامل المشعل من جانبه، أكد أبو علي المجذوب رئيس مجلس الشورى بالمؤتمر الوطني، عدم قبولهم ورضائهم بغير الرئيس عمر البشير رئيساً وحاملاً للمشعل، ودعا البشير بأن يظل حاملاً للمشعل. وانتقد المجذوب المهرجانات الثقافية والأغاني في أجهزة الإعلام، وقال: (مافي داعي للرقص واللعب)، ودعا لضرورة ذهاب الأموال لدعم القوات المسلحة، وطالب الدولة بتكريس الدعم لها والاستمرار في الاستنفار لمواجهة التحديات، وأعلن المجذوب تأييد المجلس لقرارات الرئيس البشير الأخيرة بشأن التعامل مع الجنوب، وطالب الجنوب بأن يكون على قدر المسؤولية. تمديد الدورة وأجاز مجلس شورى المؤتمر الوطني في ختام أعماله أمس، تعديلات النظام الأساسي قضى بموجبه تمديد الدورة التنظيمية إلى خمس سنوات بدلاً عن أربع، كما أجاز لائحة التكوين لاختيار الأجهزة من الأساس إلى المؤتمر العام، إضافةً لإجازة مقترح الكلية القومية على أساس المؤتمر القومي. وقال د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب في مؤتمر صحفي مساء أمس، إنّ الشورى ركز خلال مداولاته على قضية الصراعات القبلية، وأكد ووأكدكد أن الحزب قريباً سيولي القضية اهتماماً، وأشار إلى عزم المكتب القيادي تشكيل لجنة خاصة لحشد الخبرات وتقديم المقترحات لحل المشكلة.