بدأ وزير الخارجية الأميركية جون كيري أمس الجمعة جولة تقوده إلى سبع دول في كل من الشرق الأوسط والخليج والهند وجنوب شرق آسيا، حيث سيبحث عددا من المسائل المهمة التي تواجه إدارة الرئيس باراك أوباما، من ذلك الأزمة السورية والمحادثات مع حركة طالبان الأفغانية سعيا للتوصل إلى حل سياسي للحرب في أفغانستان. وستكون الدوحة المحطة الأولى للمسؤول الأميركي، إذ سيشارك في اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا السبت، قبل أن يبدأ محادثات تخص حركة طالبان الأفغانية التي افتتحت مكتبا لها بقطر. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين باسكي إن «أصدقاء سوريا» سيناقشون كيفية تنسيق المساعدات العسكرية، لدعم القوات المعارضة التي تحاول الإطاحة بالنظام السوري و»تغير التوازن» على أرض الواقع. ويهدف هذا الاجتماع أيضا إلى اكتساب المزيد من الزخم لبدء محادثات السلام في جنيف لأنهاء الأزمة السورية. وكان أوباما قد أعلن في وقت سابق، أن واشنطن ترغب في إرسال أسلحة وذخائر للمعارضة السورية، التي تقاتل ضد قوات مجهزة وتحمل عتادا عسكريا متقدما، وذلك عقب تكبّد قوات المعارضة خسائر، وإثر صدور تقارير للاستخبارات الأميركية تعتبر أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيمياوية، وهو ما اعتبرته واشنطن «خطا أحمر». وكان كيري قد أطلع الخميس أعضاء الكونغرس على ما أدت إليه الحرب في سوريا المتواصلة منذ أكثر من سنتين، حيث أشار إلى أن الحرب أودت بحياة نحو 93 ألف شخص. وقال نائب مستشار أوباما للأمن القومي بن رودس، إنه لا تزال هناك حاجة لإيجاد إطار للحوار ما دام هناك صراع متواصل، لافتا إلى أن جنيف هي الإطار الوحيد الذي يوجد في الوقت الحالي لحل سياسي بين الأطراف المعارضة والحكومية في سوريا. وأكد أن بلاده تحاول إيجاد وسيلة لإقناع الروس للعب دور بناء في الأزمة السورية، وذلك في إشارة إلى دعم روسيا المستمر لحكومة بشار الأسد. وتأتي زيارة كيري قبل محادثات مرتقبة للولايات المتحدة مع حركة طالبان الأفغانية، التي افتتحت مكتبا سياسيا في العاصمة القطرية. وعبرت كابل الأربعاء عن استيائها الشديد إثر الإعلان عن قرب إجراء مفاوضات مباشرة بين الأميركيين وحركة طالبان عبر تعليق مفاوضاتها بشأن اتفاق أمني ثنائي مع واشنطن وتهديدها بمقاطعة أي محادثات مع «المتمردين» الأفغانيين في مكتبهم الجديد بالدوحة. وأكد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أن أفغانستان لن تشارك في محادثات السلام المزمعة بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان قبل السماح للأفغانيين بإدارة المفاوضات، فيما نفت واشنطن تحديد موعد لمحادثات بينها وبين طالبان. وقال كرزاي في بيان «ما دامت عملية السلام ليست بقيادة أفغانية فإن مجلس السلام الأعلى لن يشارك في المحادثات في قطر»، في إشارة إلى كيان أنشئ عام 2010 للسعي إلى تحقيق السلام عن طريق التفاوض مع طالبان.