تصريحات (موسمية الجريان) ظلت تتحفنا بها وزارة التربية والتعليم بالخرطوم في كل عام، من شاكلة (لا رسوم على تلاميذ وطلاب المدارس)! والحقيقة يا عزيزتي الوزارة أن هنالك مدارس تطلب (رسوماً ونص وخمسة)، وان عدداً مقدراً من التلاميذ مطرودون الآن من رحمة التعليم، وان المبلغ المطلوب وصل العام الماضي إلى (400) جنيه، وان المدارس ومجالسها تمزق قرار الدولة بمجانية التعليم جهاراً نهاراً! ظللنا نقرأ مع بداية كل عام تصريحات تحذر المدارس من مطاردة التلاميذ بسبب الرسوم ومع مرور الوقت نفاجأ بأبنائنا خارج الأسوار لأن ظروف المدارس معلومة والحال يغني عن السؤال. أمس الأول اقترح مجلس تشريعي الخرطوم وبأمانة يشكر عليها تأجيل العام الدراسي الذى سيبدأ غداً الأحد.. هذا جزءٌ من الحال المائل في مدارس الخرطوم وليس همشكوريب أو الغزالة جاوزت. وبعيداً عن الغش الذي لازم تصنيع إجلاس المعلمين والذي أشار إليه د. المعتصم عبد الرحيم وزير التربية والتعليم بالخرطوم أمام المجلس، فإنّ الحال في المدارس يدفع المعلمين دفعاً إلى اللجوء لجيوب أولياء أمور التلاميذ. المعتصم قال إنّ شركات لم يسمها صنعت إجلاسا للمعلمين غير مطابق للمواصفات.. ماذا عن إجلاس التلاميذ يا دكتور..؟ الوزير ذكر أن الشركات ارتكبت مخالفات جنائية وصنعت بضائع مغشوشة استبدلت مواصفتها من (مواسير) إلى (صاج)! ما أكثر المواصفات التي أصبحت (مواسير) يا عزيزي الوزير، الاكتشاف جاء متأخراً قبل يومين من حلول العام الدراسي، إلى جانب وجود تقصير واضح في متابعة التصنيع، فمن غير المعقول أن تفاجأ الوزارة بالإجلاس وهو يتحوّل من (مواسير) إلى (صفيح). من الأصوب أن تمضي ولاية الخرطوم في الاستماع إلى نصيحة نواب المجلس التشريعي وهم يوصون بتأجيل افتتاح المدارس والسبب كما أكدوا ولم أقل أنا (عدم اكتمال الاستعدادات الكلية خاصةً البنيات التحتية لعدد من المدارس التي ما زالت تحت التشييد أو تلك التي تحتاج إلى صيانة وتأهيل). ظروف المدارس تتواطأ مع إدارات المدارس لتمزيق قرار مجانية التعليم، ستفتح المدارس بهذا الظروف وتظل جيوب أولياء الأمور مفتوحة، العام الماضي حذرت الوزارة من تحصيل رسوم لكنها استثنت الإسهامات التي تجمع عبر المجالس التربوية، ومنحتها ضوءاً أخضر للعبث بجيوب أولياء أمور المحاصرين أصلاً بأعباء معيشية يعلمها الجميع. قصة (مواسير) المعتصم عبد الرحيم كفيلةٌ بتأجيل العام الدراسي أو في الحد الأدنى لفت الأنظار الى أن هنالك نقائص لم تكتمل ومن الأوفق الانتباه إليها وإنجازها بالقدر الذي يمنحنا عاماً دراسياً مستقراً، كثيرة هي المواصفات التي تحوّلت من (مواسير) إلى (صاج)، فتح المدارس على طريقة (اخنق فطس) لن يجدي في ظل ما تفضل به نواب المجلس التشريعي وما نعلمه نحن والمعتصم عبد الرحيم ود. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم.