أعلن الرئيس عمر البشير أمس الأول عن بدء العمل قريبا بسد الشريك وطالب الفريق الهادي عبدالله والي نهر النيل بتسليم وزارة الموارد المائية والكهرباء موقع السد فورا .. هذه التوجيهات تعني بداية الخطوة الفعلية لتنفيذ أعمال السد، الذي واجه منذ العام 2009 اعتراضات ومواقف مناهضة لقيامه، بجانب وجود مؤيدين له. ومما لا شك فيه أن السنوات الاربع التي مضت قد هيأت أرضية صلبة مهدت لإعلان البدء في تنفيذه المتوقع ان تبدأ هيئة السدود بذلك وفق اعلان اللجنة العليا للاشراف ومتابعة مشروعه في الاسبوع الاول من الشهر المقبل بعطبرة وبدء العمل الفعلي في تشييد جسم السد مطلع نوفمبر المقبل .. و أكدت اللجنة خلال اجتماعها الذي عقده وزير التخطيط العمراني بولاية نهر النيل ووفد وحدة تنفيذ السدود و اجهزة محليتي بربر و ابو حمد ، أكدت ان البرنامج المعلن سيتم تنفيذه اعتبارا من الاسبوع المقبل ، مشيرة بإلتزامها المحافظة على حقوق المتأثرين من إعادة التوطين والتعويضات. بدأ سد الشريك كدراسة عام 1994 من حكومة »ولاية نهر النيل«، ، لإقامة السد لتوليد طاقة كهربائية قدرها 60 ميغاوات، لسد النقص في الطاقة الكهربائية في الولاية، على أن يتم تمويل المشروع من ضرائب محلية تفرض على سلعة السكر، ولكن المشروع توقف لسبب ما، طبقا لتعبير دراسة متداولة في الخرطوم حول آثار قيام سد الشريك، وتقول الدراسة إن المشروع أعد بارتفاع منخفض لا يتسبب في غرق المنطقة »من منازل ومزارع«، كما صمم المشروع، حسب الدراسة المتداولة على نطاق واسع، بشكل يحمي جروف النهر من »الهدام«، أي تآكل الجروف بسبب الفيضان الشديد للنهر بالمياه، وفي عام 2006 دفعت » وحدة تنفيذ السدود«، ، بدراسة جديدة جاءت بإنتاجية جديدة للسد قدرت ب 420 ميغاوات مع غمر كلي من محور السد صفر إلى مسافة 86 كيلومترا جنوبا، تشمل قرى ومدنا واقعة بين قرية الطرفاية شمالا، وحتى قرية واوستي جنوبي مدينتي الباوقة والعبيدية على ضفتي نهر النيل. وغمر جزئي يشمل مناطق كدباس والغبش وبربر وغمر الجزر والمزارع حتى محلية »أبو حمد«. غير أن دراسات أخرى رسمية متداولة تقول إن السد يتوقع أن ينتج طاقة كهربائية من السد تتراوح بين 300 و350 ميغاوات. وعدم وجود رقم محدد للطاقة الإنتاجية دفع بالمتأثرين الى التشكيك في أن هناك أشياء غير معلومة بشأن السد لا يعرفها السكان، حسب قول ياسين عمر حمزة رئيس اتحاد المناهضين لإنشاء السد في العام2009، الذي تحدث ل(صحيفة الشرق الأوسط) اللندنية آنذاك حول الموضوع وقال: »نحن نعاني من عدم وضوح الأمور بشأن السد«. ويرى منتقدو المشروع، أن السد لا يزيد الرقعة الزراعية بل يغمر ما هو موجود، وهو »الأخصب والأجود«، كما يقولون ، وطبقا للدراسة المتداولة، فإن المتأثرين بالسد يبلغ عددهم نحو 240 ألف نسمة في مناطق تعتبر ذات كثافة سكانية عالية في الشمال، كما يشمل السد المنطقة الممتدة من الشريك وحتى الباوقة وهي مناطق ندي الباقير الكربة والسليمانية ومبيريكة وارتولي والباوقة وفتوار والجول. وستجد ولاية نهر النيل نفسها في جدلية التنمية من أجل الإنسان ، فالرئيس البشير وجه البدء الفوري في تنفيذ سد الشريك، وتشير كل الحقائق الى ان الاعتراضات التي كانت قد واجهت قيام السد ولا يزال البعض متمسكا بها الى ما يسمونه ضبابية وعدم وضوح ووجود فجوة معلوماتية بين المواطن ووحدة تنفيذ السدود وتحديد منطقة الغمر، وقيمة التعويض إضافة للمناطق المرشحة للتهجير مع الدعوة للاستفادة من تجربة قيام سد مروي وتجاوز الإشكاليات التي صاحبت قيامه ومما لا شك فيه أن سد الشريك أصبح واقعاً ملموساً ، ووفقاً لتوجيه البشير وتأكيده انه لاستقرار الكهرباء، وقال انه سيزور نهر النيل قريبا لوضع حجر الاساس لسد الشريك.