فشل مجلس تشريعي ولاية القضارف في جلسته الطارئة التي امتدت لأكثر من أربع ساعات أمس وناقش فيها تداعيات ومسببات وفيات (12) حاجاً إثر التدافع على التقديم لفريضة الحج اليومين الماضيين، فشل بسبب عدم توافق الأعضاء في إصدار قرار يلزم والي القضارف بإقالة وزير الرعاية الاجتماعية والإرشاد محمد عبد الفضيل السني الذي حمّله الأعضاء في مناقشاتهم الساخنة داخل الجلسة مسؤولية الحادث وإزهاق الأرواح جراء سوء التقدير وضعف الترتيب والتنسيق. وخلصت الجلسة المطولة حسب رئيس المجلس التشريعي بالإنابة محمد عبد الله المرضي إلى قرارات طالبت الوالي بتكوين لجنة تحقيق ومحاسبة المقصرين وتوزيع فرص الحج على المحليات وإلزام حكومة الولاية بدفع الديات لذوي ضحايا الحادث، وطالب أعضاء المجلس الوزير بتقديم استقالته حفاظاً لماء وجهه، وحمّل صلاح كشه رئيس لجنة التعليم بوزارة الرعاية مسؤولية الحادث بسبب تجميعها للحجاج في موقع واحد تسبب في موت جماعي واختيارها لتوقيت غير مناسب لبدء الإجراءات في صباح باكر. ودعا العضو سمير التقي البهلول إلى عدم تعليق فشل الوزارة في شماعة القدر، وقال إنّ الأخطاء التي ارتكبتها إدارة الحج والعمرة تسببت في كارثة لم تتحرك لتلافيها إلاّ بعد وقوعها، وطالب البهلول بفتح تحقيق جنائي لمعرفة مسببات الحادث وتقديم مرتكبيه للعدالة. وفي السياق، قالت العضو آمنة عواتي: كنت أتوقع أن يتقدّم الجهاز التنفيذي باستقالته لأننا فقدنا أرواحاً جراء أخطاء واضحة وإهمال لا يحتاج لدليل، ودعت وزير الرعاية للتنحي عن المنصب بسبب فقدها السيطرة لاحتواء الحادث، وقالت: يجب أن يدفع المجلس بقرار قوي حيال محاسبة المفرطين حتى نقنع المواطن بأنّ مجلسه قادرٌ على حمايته، فيما طالب العضو مصطفى جرقو بذهاب إدارة الحج والعمرة بكاملها، وقال: كنت أتوقع استقالة الوزير عقب الحادث مباشرةً لأنه المسؤول الأول عن وفيات الحجاج. وحملت العضو إقبال الطيب الجاك مسؤولية مقتل (12) حاجاً لوالي القضارف ووزير الرعاية وإدارة الحج والعمرة، ووصف العضو محمد عبد الله الخليفة موت الحجاج بالكارثة والفاجعة الكبيرة، وطلب من وزير الرعاية والإرشاد تقديم استقالته فوراً وبكل شجاعة أُسوةً بالمسؤول المصري الذي تنحى بمجرد وفاة سبعة طلاب مصريين. وفي المقابل، أكد وزير الإرشاد سلامة الإجراءات التي اتخذتها إدارة الحج والعمرة، وأوضح أنّ الوزارة احتاطت جيداً وعملت على توفير كل سبل الراحة للمتقدمين للحج لكن القدر كان بالمرصاد، ورفض الوزير تقديم استقالته، وقال إنه يؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره لذلك لن يستقيل، واعتبر أدب الاستقالة مفهوماً غربياً لن يقتدي به لأنهم لا يؤمنون بالأقدار.