السيد المحترم هو اسم الشهرة للرحالة البريطاني تشارلز واترتون من عائلة إنجليزية شهيرة وردت أسماء أجداده في مسرحية وليم شكسبير المسماة ( ريتشارد الثاني) ،لكن اللورد الشاب آثر حياة الترحال والإبحار ،عاش في القرن التاسع عشر وقضى جل حياته في عوالم الأمريكيتين ،أما الأناكوندا فهي نوعٌ من الثعابين القاتلة ،إذا قُتل ذكرها فإن الأنثى تظل تتبع القاتل برائحته حتى تقتله ، ومن ثم لا تأبه لما سيحدث لها بعد أن تأتي بالثأر ،في تجواله في الغابات قتل السيد المحترم ذكر الأناكوندا ،فخشى رجاله الذين يرافقونه من الهنود الحمر من أن أنثاه حتماً ستنتقم ،وما زالوا يترقبون حذرين بعد أسابيع دون أن يخبروه ،فلما أخبروه ، وبعد أن نام رجاله ،خلع ملابسه وألقاها على أحدهم ونام عارياً ، فأفاقوا قبيل الفجر مذعورين على صيحة أحدهم ،كان الرجل الذي ألقيت عليه ملابس السيد المحترم قتيلاً بفعل أنثى الأناكوندا التي حسبته هو القاتل ،ثم لم تهرب بعد أن شفت غليلها فانتظرت مصيرها. ومصر الثورة قضت على نظام مبارك وأذهبته مثلما فعل السيد المحترم بذكر الأناكوندا ،وبعد حكم الجيش في الفترة الانتقالية عاد من يبحثون عن القاتل للانتقام من الداخل والخارج ،فكانت منازلة شفيق المنتمي إلى النظام المخلوع لمرسي في الانتخابات الرئاسية ،وجاء تفويض الجزء الغالب من الشعب _وإن كانت أغلبيته بسيطة_ للرئيس مرسي بمثابة إلقاء لثياب الذين خلعوا مبارك عليه ،فتبدأ معركة الانتقام لمقتل النظام القديم ،والعالم جله يتحول إلى أنثى أناكوندا لمواجهة مرسي ،الإعلام الرسمي الذي لا يزال مسكوناً بهذه العقلية أول من يقف ضد الرئيس ويشوه الواقع ويفتعل الوقائع بحجة واحدة هي الديمقراطية والحيادية ،وذات الحجج التي يستخدمها التلفزيون الرسمي اليوم غابت لثلاثين سنة أيام مبارك وحتى أيام الثورة قبل أن يتأكد سقوطها ،مع أن الكادر هو الكادر ،وقد كنا شهوداً على أيام حكم الجيش هناك ،وفقهاء الإعلام المصري يحدثوننا عن قيم المهنية في العمل الإعلامي وينتقدون فيها الوكالات والقنوات العالمية والأجنبية ،ذلك قبل أن تسفر الانتخابات عن فوز الأخوان المسلمين . حاشية : الغريب أن يكون المذيع المحاور طرفاً وليس محايداً في حواراته ،بل تنطلق مسيرة الإسلاميين في المنصورة فيهاجمها المناوؤن لمرسي ويقتلون شاباً إخوانياً ويصيبون العشرات بأعيرة الخرطوش والقنوات الأجنبية تنقل الصورة ،بينما ترد مراسلة التلفزيون المصري على سؤال مذيع النشرة أي الطرفين المعتدي ،فتقول لا أستطيع تحديد المعتدي لأن كل طرف يتهم الآخر ،وفي الإسكندرية يقتحمون دور الإخوان ويستعملون الأسلحة النارية ،تصورها الجزيرة وشاب يطلق الرصاص من مسدسه تجاه الإخوان في مقرهم، والتلفزيون المصري يقول إنها أحداث عنف بين معارضي ومؤيدي الرئيس ،فالداخل والخارج تحولا إلى أنثى أناكوندا تبحث عن الانتقام اليوم 30 يونيو.