نسيبة عبد الرحمن وسارة كمال ، تخرجتا من تقنية معلومات ، وفندقة وسياحة إلا ان المشروعات الخاصة التي تداعب الأحلام كانت هي الأقرب من فرص التوظيف بالشهادات. (بنات الخالات ) ركنتا للخيال خصوصا وانهما استدعتا مواهب قديمة لاتتعلق بالدراسة وانما بمهارات فنية فردية تتعلق بالجمال فجاءت فكرة عمل (مشغل) صغير لانزال بعض التصميمات ووضع لمسات جمالية ، مع مرور الوقت وبعد فترة بناء الثقة مع الزبائن كبر المشغل وأصبحت له معارض مصاحبة . اختارتا له اسم (سلسبيل)، ولم ينته المشهد عند هذا ، حيث امتدت فكرة الثوب السوداني وتجميله الى لوازمه وكل الطقوس المصاحبة ، ففي معرض سلسبيل استدعاء للتراث السوداني حيث يتوسط (الزير) جنبا بارزا من المكان كدلالة تأصيلية عليه كمكون من مكونات المجتمع السوداني ، هذا الى جانب (البرش الاحمر) الذي يستخدم كمرقد في حالات النفاس والختان والجرتق ، حيث شكل هو و(القرمصيص) والطبق ديكورا سودانيا جاذبا ، مضافا اليه العطور السودانية المعتقة المتراصة على الأرفف إضافة الى الثياب المختلفة الخامات والتصاميم وبعض الأحذية والاكسسوارات المصاحبة .. سارة كمال قطعت سيل التأمل وأشارت الى أن ثمة جانبا يتعلق بالرجل يتمثل في تطريز الشالات والعمائم ،وقالت انها وابنة خالتها طرقتا هذا المجال من باب الهواية حيث بدأتا بعمل البوهية والقليتر ، اما الشد والتطريز فهو عمل الباكستان ، واضافت سارة : بعد ذلك رأينا ان نقدم الثوب السوداني في بيئته خاصة وان الثوب من الاشياء التي لايمكن ان تتركها المرأة السودانية مهما ارتفع سعره ، وحول أسعاره قالت : نحن نقدر ظروف السيدات لذلك نقدم نفس التصميم مع اختلاف الخامة ، واختلاف سلسيبل عن السوق لخصته سارة: نحن لا نكرر تصميماتنا فاكثر تصميم نقدم منه خمسة ثياب وهذا هو سبب الاقبال علينا، هذا الى جانب اننا نميل الى التصميمات البسيطة المستحواة مما حولنا (حتى من الملايات؟) نضيف عليها بعض التعديلات وفي ذلك نراعي كل الظروف، واكثر مايتعبنا في التعامل مع النساء انهن دائما يطلبن المزيد (دا بسيط زيدهو شوية )، قالت ضاحكة : وجدنا انفسنا في هذا العمل ومريح لنا بعد ذلك شهاداتنا مافتشناها . الى جانب الثوب تهتم سارة ونسيبة باللوحات والتصميم والنقوش على الكبابي التي تقدم في شكل آخر .