رفعت الجمعية السودانية لحماية المستهلك عصا (المقاطعة) من جديد للسلع الإستهلاكية بإعادة حملة (الغالي متروك) حتى تكبت عبرها الإرتفاع الكبير للأسعار الذى تزداد حدته مع شهر رمضان ، واستنكرت الجمعية فى رفض أصحاب مصانع (منتجات الالبان) لتخفيض اسعارها ورد المصنع على الجمعية بكل (صلف وعنجهية) بان فترة رمضان موسم للربح ولا يمكن ان يخفضوا اسعار المنتجات وبالمقابل قدم صاحب سلسلة سوبرماركت بالعمارات يمتلك (48) موقعاً بمحلية الخرطوم كتيبا به (144) منتجا سيتم تخفيضها عبر المجموعة ضمن عرض شهر رمضان تحت شعار(توفير .. وأكتر بكتير) يسرى تخفيضها من (25) من الشهر الجارى والى (30) من الشهر المقبل، وتشمل تخفيضات على سعر باكتة الدقيق من ( 36 الى 30) جنيها والسكر من ( 60 الى 57) جنيها ومنتجات الألبان على الرغم من رفض شركتى السكر ومنتجات الالبان لتخفيض منتجاتهم. ونادت الجمعية اصحاب الضمائر (الحية) بان يتضامنوا مع المستهلك، كما نادت عدد من مصانع اللحوم والألبان لتخيفض اسعار منتجاتها خلال شهر رمضان الكريم، واكدت انه فى حال عدم خضوع هذه المصانع للتخفيض ستعلن الجمعية مقاطعة منتجات هذه المصانع. وهددت الجمعية السودانية لحماية المستهلك بتنظيم حملة جديدة لمقاطعة اللحوم والألبان ومنتجاتها خلال شهر رمضان في حال استمرار ظاهرة ارتفاع الأسعار في الشهر الكريم. فيما حذر المشاركون فى ملتقى جمعية حماية المستهلك ( غذاؤنا في رمضان ) من أن يتسبب استمرار ارتفاع الأسعار بالنسبة للسلع والمواد الغذائية خلال شهر رمضان في انعكاسات سالبة على السلوك الغذائي للمستهلك خلال الشهر الكريم، وقالوا إن ارتفاع أسعار الفواكه سيؤدي إلى لجوء المواطن إلى بدائل أقل تكلفة وأقل قيمة غذائية مما ينعكس على صحة المستهلك الصائم ، واستنكروا استغلال بعض التجار زيادة الطلب على بعض السلع في رمضان وادخال سلع مغشوشة أو مخزنة، وتوزيعها على بعض الجهات دون مراعاة لحقوق المواطن الدستورية في الحصول على سلعة آمنة. وألمح د. نصر الدين شلقامي رئيس جمعية حماية المستهلك إلى وجود مراكز قوى داخل وزارة الزراعة ترفض تفعيل رزنامة إستيراد السلع الإستهلاكية من أجل مصالحها الشخصية، وطالب وزارة الزراعة بتفعيل استيراد السلع التي يزيد الطلب عليها في رمضان والتي يحدث فيها ندرة مثل ( الطماطم والبرتقال والليمون) بتفعيلها لاستيراد الفاكهة خلال الشهر الكريم لخلق وفرة تقابل زيادة الطلب المتوقعة وتحول دون ارتفاع أسعارها . وأعلن شلقامي عن التوصل إلى اتفاق مع وزارة المالية وشئون المستهلك بولاية الخرطوم لطرح دليل إرشادي يضم (100) سلعة فى البقالات الكبيرة بالولاية تبيع بأسعار مخفضة، وقال إن الجمعية ستعمل على تركيز سعر الفراخ عند (18) جنيها للكيلو و(27) جنيها لكيلو العجالي، مبينا بان هناك مراكز للبيع المخفض توفر كيلو اللحمة العجالي بمبلغ (27) جنيها وكيلو الدجاج بمبلغ (18) جنيها، واشار الى ان هناك مجموعة من الشباب لحماية المستهلك ستتابع تلك المراكز لتضمن إستمرار ثبات الاسعار حتى لا يتكرر ما حدث العام الماضي ، وسيكون هناك رصد للاسواق لاجراء تقارير اسبوعية. وفي ذات السياق طالب د. محمد عبد الماجد ممثل اتحاد أصحاب العمل بضرورة تفعيل الرقابة على الأسواق للحد من الظاهرة ارتفاع أسعار السلع في رمضان ارجع إلى الزيادة السريعة في الطلب بفعل (الهجمة) التي تصيب المستهلك مع دخول شهر رمضان، مؤكداً أن آلية السوق تحتم ارتفاع الأسعار في ظل عدم قدرة العرض على مجاراة الطلب، مشيراً الى انه تم الاتفاق مع وزارة الصناعة على اقامة معرض ( صنع في السودان) بمعرض الخرطوم الدولي يبدأ قبل رمضان باسبوع ، يتم فيه توفير السلع بسعر المصنع، لافتاً الى انه اذا تم سحب ضريبة القيمة المضافة وهي تبلغ (17%) سيصب ذلك في مصلحة المستهلك. وفى السياق دعا د.ياسر ميرغني الامين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك الى مقاطعة الالبان واللحوم ومشتقاتهما حال لم يلتزم اصحاب المصانع بتثبيت الاسعار، واضاف: لا يعقل ان ينتج مصنع البان نصف لتر من اللبن بمبلغ (6) جنيهات، بينما ينتج مصنع آخر لترا كاملا بمبلغ (7) جنيهات، واشار الى أن هناك مراكز قوة داخل الوزارات ترفض ذلك وتساند المنتجين النافذين، وارجع ميرغنى ارتفاع اسعار اللحوم لضعف الرقابة وزاد: (القائمون على أمرها لايريدون تخفيضها للمستهلك بل يريدون ان يكسبوا دولاراتها التى لا يتم توريدها للبنك المركزى)، مؤكداً بان منتجات الالبان سريعة التلف والتخثر فالمقاطعة هى انجح سلاح ،داعياً ان تتم مقاطعة هذه المنتجات لمدة (72) ساعة على الاقل، واضاف: الجمعية ليست لديها مانع فى تطبيق شعار جمعية حماية المستهلك السعودية(خلوها تعفن) إذا استمر اصحاب المصانع فى الصلف، وقال ميرغنى ان المقاطعة مقصود بها اصحاب الضمائر والذى بغير ضمير غير معنى بالحملة فالحملة تأكيد السيادة للمستهلك، واردف: (لو وقف واحجم المستهلكين جميعهم وقفة واحدة ستنخفض كل اسعار السلع). من جهتها انتقدت حنان الأمين مدثر رئيس جمعية المبادرة البيئية للتنمية المستدامة غياب الدور الرقابي للمحليات واقتصارها على تحصيل الجبايات فقط بتضافر الجهود لتوفير السلع للمستهلك خلال الشهر الكريم.