الجيش المصري يستعجل الحلول ويخرج مصر من مأزق وأزمة سياسية حادة بعد قراره بعزل الرئيس المنتخب ديمقراطياً الدكتور محمد مرسى وتعليق الدستور وتكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة شئون البلاد مؤقتاً للخروج من الأزمة بعد البيان الذى أصدره وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى إنحيازاً لقوى المعارضة والجماهير المصرية التى احتشدت بميدان التحرير ،مطالبة بإقالة الرئيس مرسى لينقلب الأمر رأساً على عقب وتدخل مصر فى دوامة أشد تعقيداً بعد أن تحولت ميادين اعتصام المعارضة التى انتصرت بإنحياز القوات المسلحة والشرطة مكاناً جديداً وتجمعات مليونية للإخوان المسلمين الرافضين لقرارات الفريق السيسى والمطالبين بعودة الرئيس المعزول إلى سدة الحكم، مما أدى إلى عودة المعارضين مرة أخرى إلى ميدان التحرير بعد أن إنفضوا منه بالأمس حماية لمكاسبهم التى تحققت بعد عزل الرئيس مرسي ليصبح المشهد السياسي المصري في غاية الخطورة والإحتقان قد ينبىء بصدام محتمل ما بين المعارضين والمؤيدين حول شرعية الرئيس محمد مرسي من عدمها ،بعد قرارات الفريق السيسي والتى وصفها المراقبون للأزمة بالمتسرعة وغير المتأنية فى القراءة الدقيقة للتداعيات التى يمكن أن تجهض ما توصل إليه من إرضاء لقوى المعارضة دون أدنى حساب للطرف الآخر، ودون معالجة موضوعية للأزمة ترضى كل الأطراف، بعيداً عن تلك الفتنة والإنقسام الذى أصبح واقعاً خطيراً لا تخطئه عين بعد أن تخندقت كل مجموعة مناوئة للأخرى فى ميادين مصر وفى كل المحافظات . المشهد الحالى يؤكد بأن عودة الرئيس محمد مرسى لقصر الرئاسة مرة أخرى أمراً مستحيلاً ، كما أن إقصاءه قد أصبح قراراً مرفوضاً من المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمون وأتباعه وغيرهم من المصريين الذين اتوا بمحمد مرسي رئيساً فى أول انتخابات بعد الثورة التى أطاحت بحكم الرئيس محمد حسنى مبارك، مما يتطلب من الحادبين على إستقرار مصر ومكاسب الثورة الإسراع فى البحث عن طريق ثالث لمعالجة الأزمة يفضى إلى حلول ومعالجات ترضى كل الأطراف وتحفظ البلاد من مخاطر الإنقسام الذى تريده إسرائيل، إصفافاً لمصر رأس الرمح والقوة للأمة العربية وبالتالى لا أرى غير عودة الرئيس محمد مرسي فى مجلس رئاسي مؤقت للدولة المصرية يتم تكوينه من خمسة أشخاص يمثلون الأقباط والمسلمين والقوى السياسية الفاعلة من الشباب وبرئاسة محمد مرسي لتكون مهام ذلك المجلس السيادي محصورة في الإعداد الجيد لانتخابات مبكرة وإدارة شئون البلاد عبر مجلس للوزراء من (التكنقراط) وذوي الخبرة والتجربة الإدارية والفنية التى تستطيع أن تخرج بمصر من تلك الأزمات نحو آفاق الإستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى وصولاً إلى حكومة رئاسية منتخبة، ومن غير ذلك سوف تدخل البلاد فى صراعات يكون الخاسر فيها الشعب المصرى وكل الأمة العربية. فالحلول الوسطية هى التى توحد الكلمة وتحفظ أرض الكنانة من كل سوء ونحن دائماً مع الشعب الشقيق دعماً لمكتسباته الوطنية.