ظهرت أولى الاشارات حول المخاطر التي تعصف بمصر تحت حكم الاخوان المسلمين من طرف أحد ابرز منظري التيار الاسلامي المصريين الذي قال ان الرئيس محمد مرسي “يحتاج الى الحكمة والشجاعة” لإدارة البلاد. وتعاني مصر من أزمة سياسية واقتصادية خانقة منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك قبل سنتين، لكن الدستور الجديد المثير للجدل واسلوب تعامل مرسي مع المطالب الاجتماعية ادى الى تكريس الازمة بدلا من السعي الى معالجتها. وقال فهمي هويدي في مقال له بصحيفة الشروق المصرية نشرته الثلاثاء “إن هناك أكثر من سبب أسهم في إحداث الانقسام وتعميقه في مصر، في نصوص الدستور وقانون الانتخابات مثلا، ولذلك فإنه سيكون من الحكمة والشجاعة أيضا أن يعلن الرئيس عن التزامه بالاستجابة لتحفظات المعارضة بخصوصها”. وأضاف هويدي ان الرئيس يحتاج الى القيام بذلك “حتى إذا لم يكن مقتنعا بأهمية أو جدية تلك الأسباب، لكي يزيل أسباب الانقسام ويستعيد الثقة المفقودة”. وتابع قائلا “الحوار لا مفر منه ولا بديل عنه فى نهاية المطاف، إلا أن نجاحه مرهون بضمانات الجدية التي تتوافر له، وتلك ينبغى أن تكون جزءا من حزمة إجراءات إعادة الثقة المفقودة بين الطرفين (المعارضة والسلطة). التي على الرئيس أن يقدمها من جانبه مهتديا في ذلك بأمرين أساسيين هما: تحقيق وحدة الجماعة الوطنية، والالتزام بأهداف الثورة”. ومما يظهر تعاظم المخاطر التي تواجه اكبر بلد عربي من حيث عدد السكان التحذير الذي أطلقه وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي ان الفوضى في الشوارع والجمود السياسي يمكن ان يؤديا الى “انهيار الدولة”. وعن ذلك قال هويدي “ستكون شجاعة (من الرئيس) إذا بادر بالإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية مع الانتخابات النيابية التى يفترض أن تتم بعد ثلاثة أشهر. وليته أيضا يدعو إلى فتح ملفات السياسة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والتعليم والعشوائيات وغيرها من هموم المصريين”. وفي حديث أجراه مع قناة الميادين التلفزيونية، قال هويدي ان مرسي “لم يعلن ما هو برنامجه الاقتصادي والاجتماعي. وللأسف الشديد هذا مما ينبغي ان يؤخذ عليه. ولم نرى تصورا لبرنامج يحقق اهداف الثورة وطموحاتها”. ولم تحصل مصر بعد على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار تحتاح اليه بشدة من صندوق النقد الدولي لأن اتفاق القرض سيتضمن تخفيضات للدعم الذي يلتهم ربع الموازنة الأمر الذي يؤدي الى ارتفاع جديد في أسعار الأغذية والوقود. من جهة اخرى، خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني درجة مصر على المدى الطويل من “بي+” الى “بي” مع افاق سلبية، مستندة في قرارها الى حالة عدم الاستقرار السياسي وضعف الاقتصاد وتراجع احتياط العملات الاجنبية. وقال مراقبون ان الرئاسة المصرية مترددة في هذا عقد هذا الاتفاق لأنه سيزيد من سخط المصريين على حكم الإخوان وسوف يؤثر بشدة على حظزظهم بالفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة. واضاف هويدي في حديثه مع “الميادين” قائلا “ليس امامنا الا ان نتعلم من التجربة والخطأ ونحاول ان نبني مؤسسات الدولة التي ترفع من قوائم هذا المجتمع”. وأثارت الاضطرابات قلق العواصمالغربية حيث يخشى المسؤولون هناك من توجهات النظام الجديد في مصر وهي لاعب اقليمي قوي يرتبط بمعاهدة سلام مع اسرائيل. وابلغت الولاياتالمتحدة التي تمنح مصر 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية سنويا المسؤولين المصريين بوضوح ان العنف غير مقبول. ولا تزال تظهر محاولات من اطراف في المعارضة المصرية لتهدئة الوضع والخروج من الأزمة. وكان مرسي قرر الاحد فرض حالة الطوارئ وحظر تجول ليلي لمدة ثلاث ساعات في محافظات القناة الثلاث، بورسعيد والسويس والاسماعيلية الا ان اهالي هذه المحافظات اخترقوا هذا الحظر خلال اليومين الماضيين بتنظيم مسيرات ليلية ومباريات كرة قدم. وحين سألته محاورته على قناة الميادين هل يعتبر مرسي رئيسا قويا لمصر، اجابها هويدي “لا، ليس اقوى رئيس في مصر”، بعد ان قال ان هذا “سؤال محرج”.