واحدة من النبوءات المبثوثة في شأن حكم النوير للجنوب، انه يأتي على رأس حكم دولة الجنوب رجل مفلج، يجاهد البعض لرسم صورة رياك مشار ابن القبيلة والرجل الثاني منزوع الصلاحيات في حكومة الجنوب مع متبعثراث من القصص الموروثة تلك، ومطابقتها على شخصية د. رياك مشار.الذي اعلن عن عزمه الترشح لرئاسة دولة جنوب السودان في انتخابات العام(2015). فيما بذل د.رياك مشار أحد وجوه أبناء القبيلة النافذة جهدا مقدرا لإعادة عصا مملوكة ل(وون دينق) أهم أصحاب النبوءات لقبيلة النوير ،أعادها من المتحف البريطاني ، الى جوبا وسط احتفال مهيب ،دلل على أهمية الايمان بالمعتقدات القبلية القديمة ، وسط المثقفين وأهل السياسة .وحسبما جاء في أدبياته نبوءات صاحب العصا الذي توفي باكرا ابان الحكم الثنائي كما جاء في سيرته الذاتية ، فان المدى الزمني الفاصل ما بين حياته وما بعد تاريخ الوفاة ، تحققت جملة ما قال . وبحساب الواقع السياسي ان المختار د.رياك مشار كما تسميه النبوءة ، والرجل الثاني في الدولة ، يعمل على الاستعداد للترشح والمنافسة على رئاسة جمهورية جنوب السودان في انتخابات العام(2015)موجها نقدا لأداء حكومة الحركة الشعبية ،خلال العامين الأولين من إعلان الانفصال. طموحات مشار ليست خافية على العين ، فقد كره البقاء على مقعد الرجل الثاني دائما، معتمدا على تصريف الأقدار لمستقبلة ، لذا انفصل عن الحركة الشعبية وعن زعيمها قرنق مكونا حلف (الناصر) مع د. لام اكول وكاربينو كوانين الذي أغتيل لاحقا ، ووقعوا على اتفاقية الخرطوم للسلام(1997) مع المؤتمر الوطني .وظل بالخرطوم على رأس مكتب تنسيق الجنوب .الى ان عاد مكرها الى حضن الحركة الشعبية والى د. جون قرنق بين عسى ولعل، واستمر هكذا من قيادات الصف الثاني ، وبعد مقتل جون قرنق ، لم تأت السلطة له مجررة أذيالها وذهبت الى الفريق سلفاكير ميارديت حسب منفستو الحركة. مسار التقاليد وبحكم ان دولة جنوب السودان الناشئة تأسست على مجتمع قبلي تقليدي ، فان القبيلة لها دور بارز في ترجيح ميزان السياسة ، ولم يتمكن مشار المتحدر من ثاني أكبر قيبلة(النوير) لتوظيف ذلك لصالح أوراقه ، لجهة ان رجل النوير القوي تمثل في شخص الفريق الراحل فاولينو ماتيب صاحب أكبر جيش قبلي ،حال دون سيطرة الحركة الشعبية على مناطق غرب النوير ايام موالاة فاولينو للخرطوم، وهناك الرجل الثاني العميد تعبان دينق نسيب مشار (خال زوجة مشار انجلينا ) وظهرت عدم مقدرة مشار في دعمها ابان الانتخابات الماضية اذ نافست على انتخابات حاكم ولاية الوحدة وفاز العميد تعبان دينق الرجل الذي رغب الفريق سلفاكير في فوزه بشدة. وخرجت انجلينا زوجة الرجل الثاني خاسرة ولم تربح شيئا بعدها، فهل ذهاب تعبان ، بقرار من سلفا يوفر بعضا من فرص الدعم القبلي لمشار مع الأخذ بعين الاعتبار ان رحيل ماتيب لم يمنحه أى قوة اضافية . وكان نائب رئيس دولة جنوب السودان؛ د. رياك مشار رسمياً نيته الترشح للرئاسة في الانتخابات المقررة في العام 2015م، منافساً قوياً للرئيس الحالي سلفا كير ميارديت، محذراً من أن الفساد والعنصرية تهددان الدولة الوليدة بالانهيار. وقال مشار في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية، بمناسة الذكرى الثانية لاستقلال جنوب السودان، إن هناك تحدياتٍ صعبةً تواجه الدولة الجديدة في ذكراها الثانية، وتهدِّد بإسقاط البلاد مع الدول الفاشلة. وأقرّ مشار باستشراء الفساد، وارتفاع العنصرية القبلية، وتضاؤل الاقتصاد مع انعدام الأمن، والعلاقات الدولية الضعيفة كلها عناصر تضع الجنوب في تحديات جمَّة. وأضاف مشار أن الجنوب بإمكانه أن يصبح نمراً أفريقياً، مثل النمور الآسيوية، مثل سنغافورة، لكنه ألقى باللوم على مؤسسات الحركة الشعبية الحزب الحاكم، التي وصفها بالضعيفة داعياً للإصلاح. وأكد مشار أنه ينوي الترشح لرئاسة الحركة الشعبية الحزب الحاكم، وأنه سيقود ما تبقى من المرحلة الانتقالية حتى العام 2015م، ليخوض الترشح لرئاسة الجمهورية، لمعالجة التحديات بنجاح وتلبية توقعات الناس.