ظاهرة أصبحت ملازمة لشهر رمضان أثارت استياء المواطنين، وهي متعلقة بتحويل بعض الناس مساجد الله إلى مراقد للنوم لا يستيقظون منه إلا مع أذان الصلاة، حيث يغط بعض قاصدي المساجد في نوم عميق خاصة في الفترة الممتدة من الظهيرة إلى غاية العصر، تجد البعض يأتي بالمخدة من منزله متوجهاً صوب المسجد بقصد النوم و قضاء نهار رمضان وعندما تنظر اليه وهو في الشارع العام تتأكد انه ذاهب الى النوم في المسجد وليس من أجل الصلاة وقراءة القرآن حيث تكون درجة الحرارة مرتفعة ولا يجد هؤلاء أفضل من المساجد، ولكن ليس للذكر أو العبادة في هذا الشهر الفضيل وإنما للراحة والاستسلام للنوم العميق، خاصة وأنها تتوافر بها المكيفات الهوائية التي تضمن الاسترخاء لهذه الفئة، وقد انتقد المصلون هذه الظواهر السلبية المتكررة مع كل رمضان مطالبين الأئمة ولجان المساجد بوضع حد لهذه الظاهرة ورد الاعتبار لبيوت الله من أجل أن يتفرغ المسلم للعبادة والذكر. ولكن ارتفاع درجات الحرارة العالية في السودان ادى بالصائمين الى الهرب الى اقرب مسجد لحماية انفسهم من الحرارة بالإضافة لأخذ قسط من الراحة والاستجمام بالتكييف الموجود في المساجد لتخفيف ساعات الصيام الطويلة والمرهقة بالصائمين، ويعتبرونها فرصة للركون إلى الراحة متناسين ان بيوت الله ليست للنوم وانما للعبادة، ولكن يجب على الصائمين ان يأخذوا راحتهم بعيدا عن المساجد في أي مكان هادئ غير المسجد ، لحماية انفسهم من لفحات الشمس، سواء بالحدائق العمومية أو الساحات وحتى على جوانب الطرقات ، لكن الكثيرين من الصائمين اهتدوا إلى مكان آخر يعتبرونه أكثر راحة لأخذ قيلولتهم المسائية وهو المسجد. ويؤكد بعض الأئمة أنّ المساجد خصّصت للعبادة وليس للنوم، موضحين أنّ المصلي من حقّه أن يغفو قليلا لكن ليس بمعنى النوم العميق الذي يصدر فيه الصائم اصوات الشخير و الكلام بدون وعي،و خروج الريح وهذا لا يجوز وتعتبر من الامور غير المحبذة في المسجد ، وهي من المظاهر التي تسيئ لبيوت الله، موضّحين أنّ من حق كل مواطن الدخول إلى المسجد متى شاء وأخذ قسط من الراحة بعد أداء الفرائض الخمس ، خصوصا بالنسبة لكبار السن والمرضى، لكن دون الإفراط في النوم أو القيام بسلوك منافٍ لحرمة بيوت الله. بينما يرى بعض الشيوخ ان النوم في المسجد لا حرج فيه ولا بأس به، هي بيوت الله أقيمت للعبادة والنوم لا ينافي ذلك، فقد يكون النوم عبادةً إذا أريد به التقوي على طاعة الله، واكدوا ان الصحابة ناموا في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم- وكان ابن عمر ينام في المسجد بعض الأحيان فالحاصل أنه لا حرج في ذلك.