موجه الغلاء ظلت مستمرة منذ سبتمبر من العام 2007 وحتى الآن، فى ظل المعالجات الخجولة لأسباب هذا الغلاء على المستويين العالمي والمحلي، حيث تكمن اسباب ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية او الاساسية فى ضعف وتدني الانتاج وتغيرات المناخ وتأثيراتها على الانتاج وموجة الجفاف التى ضربت الدول المنتجة للغذاء خاصة القمح، الى جانب الحرائق التى ضربت روسيا اكبر منتج للقمح الى جانب ارتفاع اسعار الدولار وتواصل ارتفاع اسعار الطاقة او النفط عالمياً، تلك هي الاسباب العالمية لارتفاع اسعار الغذاء او السلع ، ولكن تضاف اليها اسباب محلية تكمن فى ارتفاع اسعار الدولار وتدني انتاج السلع الزراعية والصناعية وتزايد الاستهلاك وتنامي الطلب وزيادة تهريب السلع الى دول الجوار وجشع التجار وضعف الرقابة بالاسواق بحجة تحرير الاقتصاد . ودفعت وتيرة ارتفاع الاسعاروالغلاء الحكومة على مستوى المركز والولايات لايجاد آليات لمحاربة الغلاء وتخفيض الاسعار من بينها دعم السلع الاساسية كالقمح والادوية واحلال وارادت بعض السلع كالزيوت والسكر، كما ركزت الموازنة على تثبيت الاسعار فى مستويات محددة بتوفير النقد الاجنبي لاستيراد السلع الضرورية، والالتزام بدعم المحروقات وزيادة الدعم للشرائح الضعيفة والفقيرة، اما على مستوى ولاية الخرطوم تم انشاء محفظة لقوت العاملين بشراكة بين حكومة الولايات واتحاد العمال والبنوك لتوفير السلع الاساسية للعاملين بالتقسيط ، وانشاء مراكز البيع المخفض بالاحياء والاسواق العامة لبيع السلع باسعار مخفضة للمواطنين وانشاء الاسواق الخيرية، واحياء الجمعيات التعاونية بمواقع العمل والاحياء وتشجيع التعاون المنتج . ومن بين آليات محاربة الغلاء تنظيم معرض صنع فى السودان فى دورته الثالثة بارض المعارض ببري قبل رمضان باسبوع وتواصل خلال رمضان من أجل بيع السلع للمواطنين بسعر المصنع فى محاولة لخفض الاسعار وتعزيز الثقة فى الانتاج الوطنى،حيث شهد المعرض اقبالا كبيرا من المواطنين نتيجة لفرق الاسعار بين المعرض والاسواق، وفى اعتقادي ان كل تلك الآليات حققت اغراضها من تخفيف الغلاء ، ولكنها لم تشكل الحل النهائي اوالجذري لمشكلة الغلاء، ولذلك لابد من البحث بجدية عن اسباب الغلاء ومعالجتها بوضوح بدلا من دفن الرؤوس فى الرمال، واعتقد ان الحلول واضحة وفى مقدمتها زيادة الانتاج لتغطية الطلب المتزايد على الغذاء فلا يعقل ان نتحدث عن السودان سلة غذاء العالم او تأمين الغذاء العربي ، بينما تتصدر السلع الغذائية قائمة فاتورة وارداتنا بنسب كبيرة ومخيفة وفى مقدمتها القمح والدقيق والزيوت والسكر وبقية المواد الغذاء، علينا تحقيق مقولة ب(الانتاج لن نحتاج، ومن يملك قوته يملك قراره) وتحويل الشعارات الى واقع يمشي بين الناس.