اعلن د. عبد الحليم إسماعيل المتعافي وزير الزراعة والري ، التزام الدولة بانفاذ الوثيقة التي وقع عليه السودان وانضمامه رسميا لمجموعة الدول الموقعة على وثيقة البرنامج الشامل للتنمية الزراعية بافريقيا والتي من شأنها تحقيق الامن الغذائي وزيادة الانتاجية وتوفير الدعم للزراعة. وبشر المتعافي المزارعين في المؤتمر الصحفي أمس بفندق كورنثيا عقب توقيعه على الوثيقة إنابة عن الحكومة بشراء جوال القمح هذا العام ب (300) جنيه بدلا عن (250) جنيها والقطن الاكالا ب (600) بدلا من (550) جنيها وقطن بركات (650) جنيها بدلا من (600) جنيه . وعزا المتعافي تأخر انضمام السودان للوثيقة (منضم رقم 12 من جملة 19 دولة) الى التشاور مع الشركاء في السوق المشتركة لجنوب وشرق افريقيا (الكوميسا) والجهات ذات الصلة وقال ان التوقيع على الوثيقة يعني تحسين الانتاجية و توفير الغذاء و توفير أسواق للمنتجات وخلق تنمية اقتصادية مستدامة وشدد المتعافي على أن ضمان تنفيذ الوثيقة يتمثل في توفير التمويل للزراعة لتجاوز الظروف الاقتصادية الراهنة. وإمتدح سنديسو نقوينيا الامين العام ل (الكوميسا)، إنضمام السودان وقال إنه بما يملكه من إرادة سياسية قوية تُشكل ذلك ضمانا للوثيقة، ودعا الى ضرورة إسهام قطاع الثروة الحيوانية في الوثيقة كونه يعطيها دفعة قوية ،بجانب معالجة الهياكل الاساسية التي تساعد على مكافحة الجوع. و أعلن مستر إقوبيا ممثل منظمة الزراعة والاغذية العالمية (الفاو) بالخرطوم، دعمهم للسودان إسوة بالدول الافريقية التي انضمت للوثيقة واستفادت من (3.5) مليارات دولار منذ العام 2010. وبارك كل من الاتحاد الافريقي ، الشراكة الجديدة من اجل التنمية (النيباد) ، المجلس الوطني ، إتحادات (المزارعين ، الرعاة , أصحاب العمل) ، ومجموعة منظمات المجتمع المدني لدى حضورهم حفل التوقيع باركوا انضمام السودان للوثيقة. الى ذلك بحث د. عبد الحليم إسماعيل المتعافي وزير الزراعة والري مع رئيس الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي بمكتبه بالخرطوم أمس بحضور الأستاذ حسين ياسين حمد والي ولاية النيل الأزرق، سبل التعاون بين الهيئة وولاية النيل الأزرق والخطط المستقبلية للهيئة لتطوير أداء الشركة العربية السودانية للزراعة بالنيل الازرق (أقدي) وذلك بدراسة إدخال الري التكميلي بالمشروع، وتعتبر شركة أقدي بداية تطبيق الهيئة العربية لتقانة نظام الزراعة بدون حرث، ونظم الزراعة بالحد الأدنى من الحرث في السودان عام 2000 والتي تمثل مفاهيم زراعية جديدة تعتمد على تطبيق الحزم التقنية المتكاملة،و توسع بعدها تطبيق النظام في عام 2003 مُنطلقاً من السودان حيث تحققت نتائج رائدة بموقع أقدي بولاية النيل الأزرق، ثم انتشر إلى باقي ولايات السودان والدول العربية: اليمن وسوريا والمغرب وتونس والأردن. وفي السياق اقر د.فتح الرحمن احمد محمد مدير القطاع المطري وشئون الولايات بوزارة الزراعة بان معدل الامطار دون المعدل الطبيعي مما تسبب في انخفاض المساحات الزراعية، وكشف لدى مخاطبته منتدى دال البيئي حول التوقعات الموسمية للامطار للعام 2013م ان الاربعين سنة القادمة ستشهد تغيرات مناخية كبيرة، مبينا الى ان الحل الوحيد يتمثل في الرجوع الى الموارد الطبيعية، مشيرا الى ان خطة وزارته للموسم اوصت بتكوين غرفة عمليات على مستوى الولايات خاصة دارفور وكردفان لادارة ازمة الجفاف وربطها بالمركز وحصر المساحات ذات الامطار العالية وتزويدها بمدخلات الزراعية وبرامج نقل التقانة اضافة الى رفع الانتاجية رأسيا والتركيز على الاصناف الخفيفة مثل الذرة والدخن بجانب تقليص مساحات الفول السوداني والسمسم وزهرة الشمس، مؤكدا تأثيره على خام الزيوت في العام القادم. وطالب فتح الرحمن بالتركيز على زراعة الذرة وايقاف تصديره واستيراد ما يقارب 2 مليون طن قمح وتوجيه البنك الزراعي بزيادة المخزون الاستراتيجي بجانب تغيير سياسة المخزون الى ثلاث سنوات اضافة الى التحضير الجيد للموسم الشتوي مبكرا ، مشدد على استزراع بدائل للانتاج الحيواني وحصاد اعلاف من مخلفات المحاصيل لسد الفجوة العلفية المتوقعة وفتح صادر الماشية. وفي ذات المنحى كشف الدكتور عبدالله خيار مدير عام هيئة الارصاد الجوية عن هطول امطار بنهاية هذا الاسبوع بولاية الخرطوم ، والاسبوع القادم في الاقليم الشرقي حتى ساحل البحر الاحمر وتأثيرها على الولاية الشمالية ، وتوقع ان يشهد الاقليمان المداريان الاول والثاني امطارا في حدود المعدلات فيما سيشهد الاقليم الثالث امطارا في حدود المعدل الى اعلى منه قليلا والاقليم الرابع امطارا في حدود المعدل الى اقل منه، مشيرا الى تحسن معدل الامطار بولاية القضارف، واوضح انه خلال الفترة القادمة ستعكف الهيئة على قياس معدلات امطار شهر اكتوبر لاهميتها في زراعة المحاصيل النقدية خاصة القمح والذرة، موضحا ان البلاد تعاني من ضعف الثقافة الارصادية معولا على وسائط الاعلام في توعية المواطنين وتوصيل المعلومات للمزارعين. واوصى المشاركين في المنتدى باستخدام التقنيات الحديثة في نقل المعلومات بشكل دوري واكدوا ان عدم هطول الامطار خلال شهر يونيو تسبب في انتشار القوارض (الفأر) .