المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    عقار يشدّد على ضرورة تفعيل الأطر التشريعية ومكافحة الفساد والتحلي بالمسؤولية لتطوير جهاز الدولة الإداري    رئيس مجلس السيادة الانتقالي يصدر قراراً بتكليف السفير دفع الله الحاج علي وزيراً لشؤون مجلس الوزراء ومكلفاً بتسيير مهام رئيس الوزراء.    القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    شاهد بالفيديو.. في لقطة فريدة من نوعها.. فتاة سودانية تهدي صديقها طقم "جلابية" و"ساعة" ماركة ومبلغ 20 ألف جنيه مصري بعد مروره بأزمة نفسية نتيجة انفصاله عن حبيبته وساخرون: (دي مراحل الشلب الأولى)    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    شاهد بالفيديو.. فتاة سودانية تكشف استعانة المودل المثيرة للجدل هديل إسماعيل بخبير تجميل من أجل إجراء "تركيب" في مناطق مثيرة من جسمها    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    المجد فقط لشهداء ديسمبر في الأعالي يا برهان    البرهان يترأس اجتماعاً مغلقاً مع قيادات إسلامية في بورتسودان لتنفيذ توجيهات السيسي    الحكومة السودانية تعلق على الاتهام الخطير    الناطق الرسمي للقوات المسلحة ..الإمارات هي من تمارس السلوك الاجرامي بتزويد مليشيا آل دقلو المتمردة والارهابية بكل أنواع العتاد من الطلقة وحتى المسيرات الاستراتيجية    الإمارات تعلن إحباط محاولة "تمرير أسلحة إلى الجيش السوداني"    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    . دبابيس ودالشريف    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إتحاد المناقل يكون لجان لاستضافة مجموعة الجزيرة والنيلين للدوري التأهيلي    الهلال يستعيد نغمة الانتصارات بفوز كبير على الحرس الوطني    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    الأهلي السعودي يهزم الهلال بثلاثية ويتأهل إلى نهائي النخبة الآسيوي    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    ابن خلدون تكلم في أن الحرب تفسد أخلاق الناس    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات حارتنا
نشر في الرأي العام يوم 24 - 08 - 2013

هذه حكايات تنفتح على كل الوطن، ربما تأتي من الماضي، أو ربما الآن. ولكنها في كل الأحوال هي رؤيا للمستقبل. يسردها ضمير غائب ولكنه حاضر يشهد على كل الأزمنة.. وهي في نفس الوقت تصوير للخاص والعام معاً.. هي خيال خلاق، يجمع بين المحلي والكوني وينبض براهنية عصرنا الحديث. إذاً هي قراءة للحياة، في نقطة التماس بين القومي والكوني.. لذا تصلح لأن تكون مفتاحاً لتفسير الراهن!
«المحرر»
اللوحة ..الشكل والمعنى
الفنان التشكيلي الراحل الدكتور أحمد عبد العال ناضل نضالاً مريراً لأن يحول اللوحة إلى موضوع وإلى معنى.. ولكنه كان ينجز لوحته فيجدها موضوعاً منجزاً بالكامل ولكن على حساب الشكل.. وكذلك كان عندما ينجز اللوحة الشكل ولهذا كتب كتاباً ادبياً عن هذه المعضلة اسماه( أمشاج).. ولعله يريد للمعنى المفقود ان يظهر هنا ليغطي استحالة ظهور المعنى عبر سطح اللوحة.. وعندما اعياه البحث المضني لجأ للرسم.. لرسم الاشكال الطبيعية «طبيعة صامتة» .. ولكنه وجد نفسه مرة أخرى أمام الشكل وجهاً لوجه.. وهكذا هو البحث عن الشكل والمضمون.. يدور دائماً فيما يشبه الحلقة المفرغة!!
حالة تمرد
عندما تتمرد الكتابة على النمط السائد والمستقر فهي قد تأتي بأعمال باهرة، حتى وان كانت مثل هذه الحالات قليلة ونادرة في الأدب الانساني عامة.. وهناك حالات تثبت ان حالة التمرد الجادة التي تعرفت على خريطة طريق الكتابة الجديدة المكتشفة.. قد سعت على احلال الكتابة البديل.. وهذا ما فعله الروائي الفرنسي البيركامو بروايته الغريب.. حيث حطم الشكل الروائي القديم وجاء بشكل جديد هو ضد الكتابة وهو ما عرف في النقد فيما بعد بالكتابة البيضاء.. فكانت رواية الغريب فتحاً في عالم الرواية العالمية وقتذاك..
وهنا في عالمنا العربي.. كتب علاء الأسواني «عمارة يعقوبيان» رواية جديدة على انقاض رواية محفوظ واحسان والسباعي.. وفي السودان كتب الطيب عبد السلام «انطفاء الظل» التي هي كتابة تنتمي إلى هذا النوع من الكتابة المكتشفة «الكتابة البيضاء» .
الرواية القصيدة
الرواية الجديدة استفادت من قصيدة النثر كشكل تعبيري سردي.. حيث اللغة المكثفة وحيث التركيز على الثيمة الأساسية للحدث.. وعلى الاستعانة بالصورة السينمائية الخاطفة والمتحركة!!.. وفي الرواية القصيدة تأتي كل العناصر الروائية كالشخصية والمكان والزمان والاشياء المحيطة والمتناثرة هنا وهناك.. الوعي واللا وعي كأنهار باطنية تملأ مساحة الرواية كلها.. وهكذا تتكون الرواية القصيدة وتملأ الآفاق.. صوراً متحركة من لا مكان وإلى لا مكان.. وكلها تتشكل في لغة جديدة تنمو كخضرة الحقول «على حد قول بورخيس».. هي رواية الجمال الأخاذ الذي يأخذك على حين غرة.. هي كتابة بلا وصفة بلاغية جاهزة.. هي فقط تكتشف نفسها.. لأنها تكتب نفسها بتلقائية شعرية كما لو كانت تنمو لوحدها وبلا مؤلف وكاتب..
الروايات السودانية التي صدرت مؤخراً
الروايات السودانية التي صدرت مؤخراً تصيبك بالإحباط لعاديتها واستقرار موضوعاتها واشكالها الجمالية، هذا ان هي لم تفزعك بضحالة تجربتها الوجودية والابداعية.. وانك لتكاد تجزم ان الروائي هنا اختار الشكل الروائي للتعبير لأنه هو الاسهل والممكن بالنسبة لقدرته الابداعية...
رغم ان الرواية الحقيقية تتطلب أضعاف أضعاف ما يمكن تحقيقه داخل النص الروائي.. ولكن هناك نصوصاً على قلتها استطاعت ان تتجاوز هذا الوضع الروائي المتردي.. وأنا استغرب لماذا لا يكتب النقاد الجادون حول هذه الروايات الرديئة حقاً؟؟..للصويم رواية جميلة تحت الطبع بعنوان «شبح فرنساوي»..
عموماً الروايات التي صدرت مؤخراً.. يمكن اعتبارها حالات اجتماعية هي ذاتها.. في حد ذاتها..
مهارب المبدعين
مم يهرب المبدعون؟.. هل هم يهربون من الماضي كما فعل المتنبي؟ أم هم يهربون من الحاضر إلى الماضي، كما فعل الروائي الفرنسي مارسيل بروست في روايته البحث عن الزمن الضائع؟ من المؤكد ان المبدعين يهربون من رؤية صورهم الذاتية.. فهم يكررون تجاربهم ليكملوا نواقصهم كما فعل الدونجوان.. حينما ذهب يبحث عن حبه الأول في كل مكان وفي كل زمان وعبر المرأة..
وكل هذا تلخصه مقولة الشاعر الفرنسي لامارتين حينما قال «نحن مجعولون لما لا نراه مرتين» وهي ذات الفكرة التي كتبها القاص الارمني وليم سارويان.. في مجموعته القصصية «مثل السكين مثل الدرة مثل السيف، مثل لا شئ مطلقا. »...
سينما الطيب مهدي
الطيب مهدي يعرض في حفل خاص فيلمه الجديد.. الذي سنعرضه في الملف الثقافي.. والطيب له أفلام عديدة نالت جوائز عالمية في دمشق وبرلين.. وهو صاحب رؤية سينمائية جديدة.. حيث استطاع من خلال الكاميرا ان يسرد سرداً درامياً تماماً كما يفعل الفيلم الروائي الدرامي.. رغم ان الفيلم هنا يتبع إلى السينما الوثائقية التي تسجل الواقعة والحدث.. ولكن الطيب مهدي يرمز الواقعة أو الحدث ومن ثم يحرك صورا في شكل سرد درامي روائي وهذه هي الإضافة الحقيقية لسينما الطيب مهدي التي تعوض الفيلم الوثائقي عن برودة سرديته إلى سردية مليئة بالدرامية الحكائية رغم غياب الحكاية السردية الفيلمية..
العمر الافتراضي للكاتب السوداني
العمر الافتراضي للكاتب السوداني قصير جداً بالنسبة لأعمار الكتاب في العالم!!.. ربما يرجع ذلك لان الكتابة في السودان ليست مهنة.. فهي هواية ترتبط بشباب الكاتب حيث تخلو هذه المرحلة العمرية من الالتزامات الاجتماعية والاقتصادية.. ولكن عندما يتقدم العمر بالكاتب وتتعقد التزاماته الاجتماعية والاقتصادية، فإنه يتخلى عن هذه الهواية وينشغل بأكل العيش.. ومن ثم فهو يعتزل الكتابة في وقت مبكر.. وفي هذا الصدد نلاحظ ان التأريخ الحديث للكاتب السوداني يؤكد ان الحال هو كما كان ولم يتغير شئ في الوضعية التي تتحكم في العمر الافتراضي للكاتب.. وربما يتغير وضع الكاتب بوصفه منتجاً للمادة الثقافية والابداعية بعد تحولات جذرية في بنية المجتمع ذاتها حينما يتحول إلى مستهلك للثقافة بشكل أعمق وذلك عندما تكون السلعة الثقافية ضرورة وجودية يومية.. وهذا يفسر لنا اعتزال الكاتب السوداني المبكر للانتاج !!
كلمات
- من السهل ان تخدع الآخرين ولكن من الصعب ان تخدع نفسك..
- أجمل الكتابات لم تكتب بعد..
- الغرور الجميل هو نوع من احترام الذات..
- التواضع هو نوع من الغرور الجميل..
- خير ان تجامل الناس من ان تقهرهم، حتى وان كانوا يستحقون ما يستحقون..
- ان صفعت احداً ظلماً سيرد الصفعة صفعتين..
- خير لك ان تفكك لعبتك لتعرف أسرارها حتى وأن لم تستطع اعادة تركيبها فذلك أفضل من ان تلعب بلغز لا تعرف عنه شيئاً..
فينوس القرن العشرين
الممثلة البريطانية المولد أفاجاردنر، والتي هي من أجمل ابداعات هوليوود الاربعينات.. كانت الصحافة الامريكية تطلق عليها لقب «ڤينوس العصر» وقد نصبت لها هوليوود تمثالاً من المرمر على غرار تمثال ڤينوس الاغريقية التي ترمز إلى الجمال الكوني الأغريقي.. والآن وأنت تنظر لافاجاردنر كفكرة وكرمز تجد ان هذا الرمز قد تغير شكلاً ومحتوى بمقاربته للرموز التي أتت بعدها.. مارلين مونرو.. انجلينا جولي.. وأصبحت كل فترة تصنع رمزها المعبر عنها وهي رموز تصنعها الثقافة العامة وتراكمات الاحداث والتأريخ التي تسعى لتثبيت الفكرة.. إلا أن الفكرة تتغير باستمرار لتغيير الأزمنة التي تصنع في كل مرة مثالها الخاص المعبر عنها.. ولهذا فإن هذه الصور الجميلة التي تعبر عن الجمال الانثوي هي أطر عامة تعبر عن فكرة الجمال الإنساني والجمال الطبيعي.. وعن كل مستويات تجليات الجميل في الثقافة وفي الحياة الانسانية..
حوار التيارات
لكي ينمو الابداع لا بد من أقامة حوار جاد بين مختلف التيارات الابداعية.. والحفاظ على هذه التيارات من التلاشي والاندثار والأفول.. لان سيادة تيار واحد يعني سيادة مناخ لا يساعد على نمو التنوع والتعدد داخل الإطار الجمالي والفكري القومي الشئ الذي يعني موات الابداع تماماً.. و حتى لو اردنا لهذا التيار الواحد ان يسود فهو لا يستطيع البقاء في هذا الفضاء المعزول الذي يخلو من حيوية الحراك والحوار والجدل.. وهي كلها مقومات الابداع ..
وليم سارويان
القاص الارمني وليم سارويان يعتبر أهم كتاب القصة القصيرة في العالم وما يميز سارويان إلى جانب اختياره لموضوعاته تلك الزاوية التي ينظر بها إلى هذه الموضوعات..
وهي زاوية نظر جديدة تكتشف اشكال الاشياء وأوضاعها ثم يعيد سارويان ترتيب هذه الأشياء، فيعيد اكتشاف الصور الجديدة للعالم.. ومن أجمل اعمال مجموعته (كالوردة كالسكين كالسيف ومثل لا شئ في العالم )..
وبطل المجموعة صبي على أعتاب الرجولة.. ليس هو طفل برئ تماماً.. ولا رجل خاطئ تماماً أيضاً.. انها المسافة بين البراءة والنضوج حيث تكون الاشياء مصورة ومرصودة تحت اضاءة شبه معتمدة وليست معتمة تماماً.. وهي الحالة الوحيدة الممكنة التي يمكن للانسان ان يصنع فيها سلاماً بينه وبين العالم الجديد الذي يظهر امامه لأول مرة.. وبذا يصبح سارويان وهو مكتشف هذا العالم البكر والأصيل..
التناص
هل هناك نص يمكن ان يكون مكتفياً بذاته في حالتي الكتابة والتلقي؟
أي أن لا تكون للنص علاقة بالنصوص المكتوبة قبله! حيث يبدأ الكاتب كتابة نصه دونما أي تأثيرات بالنصوص السابقة والقديمة.. وان يقرأ القارئ هذا النص دون ذات التأثيرات؟.. ان حالة كهذه كتابة وتلقي تكاد تكون معدومة تماماً! وكل نص جديد هو كتابة جديدة أكثر ابداعاً لنص قديم سبق ان كتب.. ولهذا فالتناص غالباً يكون في الموضوعات ،وكما قال الجاحظ «الموضوعات ملقاة على قارعة الطريق» ولكن الجديد هو شكل كتابة هذه الموضوعات.. وحتى هذه الاشكال تتحول إلى افكار وإلى موضوعات و بدورها تصبح موضوعاً للتناص..
ولهذا لا جديد تحت الشمس الابداعي سوى زاوية النظر التي ينظر كل منا من خلالها للعالم.. ولهذا يقال ان الابداع هو اكتشاف صورة العالم!!
ثقافة التنمية وثقافة الاستهلاك
هناك نوعان من الثقافة يتداولان الأمور في عصرنا هذا .. وهما هنا يتحددان بالقطاع الاجتماعي الذي يتلقى هذه الثقافة.. فالثقافة التنموية تتوجه إلى قطاع عريض من المجتمع بهدف تزويده بالمعلومات الضرورية التي ترفع من مستوى قدراته الإنتاجية، وذلك بوصف هذا القطاع كقوة من قوى المجتمع الفاعلة في الحراك الاقتصادي.. أما الثقافة الاستهلاكية فهي تتوجه للقطاع الذي يتطلب الترفيه والتسلية.. وهي تستهلك المنتوج الثقافي لهذا الغرض.. فالنوع الأول هو ضرورة اجتماعية تقوم بها مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة.. اما النوع الثاني فتنتجه مؤسسات المجتمع المدني، التي تسعى للربحية وترويج السلع الثقافية ذات الابداع الجمالي العالي الصنع..
الذاكرة الشمالية .. والجنوب
الذاكرة الشمالية لم تنس الجنوب الشقيق.. ورغم الانفصال لا تشعر هذه الذاكرة بالندم على الماضي.. لان ضميرها لم يرتكب اخطاء مقصودة.. وهي أخطاء جلها من صنع قوى أرادت هذا الانفصال.. والذاكرة الشمالية هي ذاكرة الشقيق الأكبر سناً فهو على الدوام شديد العطف على أخيه الأصغر وهو في كل الظروف والأوقات يجد له الاعذار والمبررات.. وكذلك يفعل الاشقاء في الجنوب .. فهناك العشرة والعيش والملح.. ولهذا تجد ان الجنوب ما زال موجوداً في الذاكرة الشمالية كما ان ذاكرة الجنوب تمتلئ بأيامها الحميمة تلك في الشمال..
مرجعية النص
إلى مركز منطقي يمكن ان نرجع إليه صوابية النص؟ هل نرجع الصوابية التي هي حقيقة النص لتطابق النص مع الواقع الخارجي الذي صدر عنه النص؟ أم ينبغي اسناد هذه الصوابية إلى مقصد الكاتب «ذاتية الكاتب».. أم نتجه إلى مقاصد قارئ النص؟.. ولكن النص هو مجموعة عناصر هي الواقع وذاتية الكاتب وذاتية القارئ والواقع المحيط بكل هذه العناصر إلى جانب المناخ الثقافي الذي يكون معتقدات النص (الكاتب والقارئ )إلى جانب المناخ الثقافي الذي يكون المزاج المبدع للنص والمزاج الذي يتم فيه التلقي.. فكل هذه العوامل تمثل مرجعية النص..
ما يحدث في مصر الآن ؟
اختلف المحللون السياسيون فيما يحدث في مصر الآن!.. وأعيد الجدل بين الفكرة الديمقراطية والفكرة الدوغمائية!.. أيهما الآن يمثل ضرورة ان تترك مصر نفسها لتيار الاقلية الذي قد يطرح النزاع القوي ويمزق نسيج التماسك؟ أم ان تجنح (لحلول الضرورة) ان تضرب بيد من حديد حتى تمنع انحلال الدولة التي تعتبر من أهم دول المنطقة، لأنها تقود نحو مشارف حضارية انسانية عامة تخص كل الناس في العالم المعاصر..
ما يحدث في مصر الآن يحتاج لتأمل عميق دونما تحيزات مسبقة.. ودونما انتماءات سياسية ضيقة!.. أنه امتحان فكري سياسي حضاري في المكان الأول..
فنانو القمة
ً كيف يمكن ان نميز بين المواهب الكبيرة وتلك الفقيرة؟.. ما هو المقياس الذي نقيس به الاعمال الابداعية المنتجة داخل نطاق الإطار القومي المحلي؟ هل تجدي المقارنة والمقاربة بين النصوص التي تكتب داخل الأدب القومي؟.. أم ماذا؟.. ان مقياس الجودة الابداعية ليس محلياً قط.. هناك ذائقة اقليمية.. هذا ممكن.. ولكنها وحدها لا تكفي.. لان الكون الابداعي هو بالضرورة انساني كوني عالمي.. لذا فالمعيار هنا هو هذه الكونية وما وضعته وتواضعت عليه من قواعد جمالية ومن مفاهيم نقدية ذات أبعاد فلسفية في الفكر والجمال.. ولهذا كان اختيار مائة رواية عالمية منذ ان عرفت البشرية الكتابة لتمثيل هذا المعيار الذي يهدي البشرية للسير في طريق الكتابة الجيدة والمتجاوزة ولتخطي المستقر والثابت و متابعة خط الزوال وانتقال الجمال الروائي من الخط المداري إلى موقع آخر أكثر تقدماً.. لذا فالابداع لا يقاس بالمقاربات المحلية.. ولكنه يقاس بالمعيار الكوني والعالمي..
الكتابة الجديدة.. الرواية والقصة
ليست هنالك كتابة جديدة واحدة في العالم المعاصر الآن.. فهناك تيارات ومدارس واتجاهات كل يكتب ضد الكلاسيكية في اتجاهات جديدة عديدة ومختلفة.. والسمة الوحيدة المشتركة بين كل هذه التيارات هي انها ضد الكتابة القديمة.. وذلك بسبب ان تلك الكتابة القديمة هي تعبير عن واقع قد اعتراه التغيير والتبدل وفق حركة الحياة والتأريخ..
ومن بين هذه الاتجاهات الجمالية.. ظهرت مدرسة الشيئية.. هذا الاتجاه الذي جاء مع كتاب الموجة الفرنسية الجديدة في الأدب الروائي والقصصي.. وقد نظر لهذا الاتجاه الكتاب الجدد من أمثال ألن رووب جرييه وناتالي ساروت وسان سيمون.. والشيئية تتجاهل كلما هو انساني وتغيب البطل عن القصة او الرواية فهذا نص بلا بطل.. نص يصف الاشياء ويصورها بكثافة داخل النص ومن النماذج الناصعة لهذا الاتجاه قصة ألن رووب جرييه المعنونة ب(الأمواج ).
عاطفة اجبار التكرار
مدرسة فرويد في علم النفس تخطتها المدارس الجديدة.. ولكن هذه المدرسة الكلاسيكية ما زالت تثري الادب والابحاث النقدية بالكثير.. وعلى الخصوص تلك الفكرة المسماة «عاطفة اجبار التكرار» ففي بعض الروايات الادبية نجد ان ابطال هذه الروايات يكررون اخطاءهم بشكل مستمر ولا شعوري كما لو أنها تندفع من منطقة اللا وعي..
والسؤال يأتي : لماذا يكرر الناس اخطاءهم لماذا يعيدون أحياء تجاربهم المؤلمة؟
وتكون إجابة فرويد ذلك لأنهم يريدون ان يقللوا من صدمة الشعور بالألم الأولى.. وهذا التكرار يجعل ذلك الألم المخزون أقل حدة.. وهكذا يكررون التجربة حتى يشفون انفسهم.. ولهذا فإن المحب المهزوم يعيد ذات التجربة ليشفى كلية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.