شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تخطف الأضواء بإطلالة مميزة مع والدتها    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    "مصر وسوريا".. إدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر بينها دول عربية    رئيس مجلس السيادة يلتقي السفير الفلسطيني بمناسبة إنتهاء فترة عمله بالسودان    توجيه عاجل لرئيس الوزراء السوداني    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    وصول 335 من المبعدين لدنقلا جراء أحداث منطقة المثلث الحدودية    ترامب يبلغ نتنياهو باحتمال انضمام أمريكا إلى العملية العسكرية ضد إيران    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    كيف أدخلت إسرائيل المسيرات إلى قلب إيران؟    المريخ يعسكر ببورتسودان    جريمة بشعة لسودانيين بإفريقيا الوسطى    عمر العمر يكتب: بوصلة رئيس الوزراء السوداني    خلال ساعات.. مهمة منتظرة لمدرب المريخ    مدرب المريخ يصل الي القاهرة    الجهاز الفني للمريخ يضع برنامجا خاصا للنخبة    تنفيذ حكم إعدام في السعودية يثير جدلاً واسعًا    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    ميسي: توقعات كأس العالم للأندية مختلفة مع ميامي    مصر توضّح حقيقة حدوث تغير في الخلفية الإشعاعية داخل أراضيها    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    معركة جديدة بين ليفربول وبايرن بسبب صلاح    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    رئيس مجلس الوزراء يؤكد أهمية الكهرباء في نهضة وإعادة اعمار البلاد    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    فجرًا.. السلطات في السودان تلقيّ القبض على34 متّهمًا بينهم نظاميين    شاهد بالفيديو.. الفنانة إنصاف مدني تثير ضجة غير مسبوقة: (ميادة قمر الدين تملك جنبات وصلب وشطرنج دايرة ليها راجل بس) والجمهور: (شكلك كترتي من الشربوت)    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    تفاصيل اللحظات الأخيرة لأستاذ جامعي سعودي قتله عامل توصيل مصري    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    مسؤول سوداني يطلق دعوة للتجار بشأن الأضحية    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    علامات خفية لنقص المغنيسيوم.. لا تتجاهلها    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حكايات حارتنا
نشر في الرأي العام يوم 24 - 08 - 2013

هذه حكايات تنفتح على كل الوطن، ربما تأتي من الماضي، أو ربما الآن. ولكنها في كل الأحوال هي رؤيا للمستقبل. يسردها ضمير غائب ولكنه حاضر يشهد على كل الأزمنة.. وهي في نفس الوقت تصوير للخاص والعام معاً.. هي خيال خلاق، يجمع بين المحلي والكوني وينبض براهنية عصرنا الحديث. إذاً هي قراءة للحياة، في نقطة التماس بين القومي والكوني.. لذا تصلح لأن تكون مفتاحاً لتفسير الراهن!
«المحرر»
اللوحة ..الشكل والمعنى
الفنان التشكيلي الراحل الدكتور أحمد عبد العال ناضل نضالاً مريراً لأن يحول اللوحة إلى موضوع وإلى معنى.. ولكنه كان ينجز لوحته فيجدها موضوعاً منجزاً بالكامل ولكن على حساب الشكل.. وكذلك كان عندما ينجز اللوحة الشكل ولهذا كتب كتاباً ادبياً عن هذه المعضلة اسماه( أمشاج).. ولعله يريد للمعنى المفقود ان يظهر هنا ليغطي استحالة ظهور المعنى عبر سطح اللوحة.. وعندما اعياه البحث المضني لجأ للرسم.. لرسم الاشكال الطبيعية «طبيعة صامتة» .. ولكنه وجد نفسه مرة أخرى أمام الشكل وجهاً لوجه.. وهكذا هو البحث عن الشكل والمضمون.. يدور دائماً فيما يشبه الحلقة المفرغة!!
حالة تمرد
عندما تتمرد الكتابة على النمط السائد والمستقر فهي قد تأتي بأعمال باهرة، حتى وان كانت مثل هذه الحالات قليلة ونادرة في الأدب الانساني عامة.. وهناك حالات تثبت ان حالة التمرد الجادة التي تعرفت على خريطة طريق الكتابة الجديدة المكتشفة.. قد سعت على احلال الكتابة البديل.. وهذا ما فعله الروائي الفرنسي البيركامو بروايته الغريب.. حيث حطم الشكل الروائي القديم وجاء بشكل جديد هو ضد الكتابة وهو ما عرف في النقد فيما بعد بالكتابة البيضاء.. فكانت رواية الغريب فتحاً في عالم الرواية العالمية وقتذاك..
وهنا في عالمنا العربي.. كتب علاء الأسواني «عمارة يعقوبيان» رواية جديدة على انقاض رواية محفوظ واحسان والسباعي.. وفي السودان كتب الطيب عبد السلام «انطفاء الظل» التي هي كتابة تنتمي إلى هذا النوع من الكتابة المكتشفة «الكتابة البيضاء» .
الرواية القصيدة
الرواية الجديدة استفادت من قصيدة النثر كشكل تعبيري سردي.. حيث اللغة المكثفة وحيث التركيز على الثيمة الأساسية للحدث.. وعلى الاستعانة بالصورة السينمائية الخاطفة والمتحركة!!.. وفي الرواية القصيدة تأتي كل العناصر الروائية كالشخصية والمكان والزمان والاشياء المحيطة والمتناثرة هنا وهناك.. الوعي واللا وعي كأنهار باطنية تملأ مساحة الرواية كلها.. وهكذا تتكون الرواية القصيدة وتملأ الآفاق.. صوراً متحركة من لا مكان وإلى لا مكان.. وكلها تتشكل في لغة جديدة تنمو كخضرة الحقول «على حد قول بورخيس».. هي رواية الجمال الأخاذ الذي يأخذك على حين غرة.. هي كتابة بلا وصفة بلاغية جاهزة.. هي فقط تكتشف نفسها.. لأنها تكتب نفسها بتلقائية شعرية كما لو كانت تنمو لوحدها وبلا مؤلف وكاتب..
الروايات السودانية التي صدرت مؤخراً
الروايات السودانية التي صدرت مؤخراً تصيبك بالإحباط لعاديتها واستقرار موضوعاتها واشكالها الجمالية، هذا ان هي لم تفزعك بضحالة تجربتها الوجودية والابداعية.. وانك لتكاد تجزم ان الروائي هنا اختار الشكل الروائي للتعبير لأنه هو الاسهل والممكن بالنسبة لقدرته الابداعية...
رغم ان الرواية الحقيقية تتطلب أضعاف أضعاف ما يمكن تحقيقه داخل النص الروائي.. ولكن هناك نصوصاً على قلتها استطاعت ان تتجاوز هذا الوضع الروائي المتردي.. وأنا استغرب لماذا لا يكتب النقاد الجادون حول هذه الروايات الرديئة حقاً؟؟..للصويم رواية جميلة تحت الطبع بعنوان «شبح فرنساوي»..
عموماً الروايات التي صدرت مؤخراً.. يمكن اعتبارها حالات اجتماعية هي ذاتها.. في حد ذاتها..
مهارب المبدعين
مم يهرب المبدعون؟.. هل هم يهربون من الماضي كما فعل المتنبي؟ أم هم يهربون من الحاضر إلى الماضي، كما فعل الروائي الفرنسي مارسيل بروست في روايته البحث عن الزمن الضائع؟ من المؤكد ان المبدعين يهربون من رؤية صورهم الذاتية.. فهم يكررون تجاربهم ليكملوا نواقصهم كما فعل الدونجوان.. حينما ذهب يبحث عن حبه الأول في كل مكان وفي كل زمان وعبر المرأة..
وكل هذا تلخصه مقولة الشاعر الفرنسي لامارتين حينما قال «نحن مجعولون لما لا نراه مرتين» وهي ذات الفكرة التي كتبها القاص الارمني وليم سارويان.. في مجموعته القصصية «مثل السكين مثل الدرة مثل السيف، مثل لا شئ مطلقا. »...
سينما الطيب مهدي
الطيب مهدي يعرض في حفل خاص فيلمه الجديد.. الذي سنعرضه في الملف الثقافي.. والطيب له أفلام عديدة نالت جوائز عالمية في دمشق وبرلين.. وهو صاحب رؤية سينمائية جديدة.. حيث استطاع من خلال الكاميرا ان يسرد سرداً درامياً تماماً كما يفعل الفيلم الروائي الدرامي.. رغم ان الفيلم هنا يتبع إلى السينما الوثائقية التي تسجل الواقعة والحدث.. ولكن الطيب مهدي يرمز الواقعة أو الحدث ومن ثم يحرك صورا في شكل سرد درامي روائي وهذه هي الإضافة الحقيقية لسينما الطيب مهدي التي تعوض الفيلم الوثائقي عن برودة سرديته إلى سردية مليئة بالدرامية الحكائية رغم غياب الحكاية السردية الفيلمية..
العمر الافتراضي للكاتب السوداني
العمر الافتراضي للكاتب السوداني قصير جداً بالنسبة لأعمار الكتاب في العالم!!.. ربما يرجع ذلك لان الكتابة في السودان ليست مهنة.. فهي هواية ترتبط بشباب الكاتب حيث تخلو هذه المرحلة العمرية من الالتزامات الاجتماعية والاقتصادية.. ولكن عندما يتقدم العمر بالكاتب وتتعقد التزاماته الاجتماعية والاقتصادية، فإنه يتخلى عن هذه الهواية وينشغل بأكل العيش.. ومن ثم فهو يعتزل الكتابة في وقت مبكر.. وفي هذا الصدد نلاحظ ان التأريخ الحديث للكاتب السوداني يؤكد ان الحال هو كما كان ولم يتغير شئ في الوضعية التي تتحكم في العمر الافتراضي للكاتب.. وربما يتغير وضع الكاتب بوصفه منتجاً للمادة الثقافية والابداعية بعد تحولات جذرية في بنية المجتمع ذاتها حينما يتحول إلى مستهلك للثقافة بشكل أعمق وذلك عندما تكون السلعة الثقافية ضرورة وجودية يومية.. وهذا يفسر لنا اعتزال الكاتب السوداني المبكر للانتاج !!
كلمات
- من السهل ان تخدع الآخرين ولكن من الصعب ان تخدع نفسك..
- أجمل الكتابات لم تكتب بعد..
- الغرور الجميل هو نوع من احترام الذات..
- التواضع هو نوع من الغرور الجميل..
- خير ان تجامل الناس من ان تقهرهم، حتى وان كانوا يستحقون ما يستحقون..
- ان صفعت احداً ظلماً سيرد الصفعة صفعتين..
- خير لك ان تفكك لعبتك لتعرف أسرارها حتى وأن لم تستطع اعادة تركيبها فذلك أفضل من ان تلعب بلغز لا تعرف عنه شيئاً..
فينوس القرن العشرين
الممثلة البريطانية المولد أفاجاردنر، والتي هي من أجمل ابداعات هوليوود الاربعينات.. كانت الصحافة الامريكية تطلق عليها لقب «ڤينوس العصر» وقد نصبت لها هوليوود تمثالاً من المرمر على غرار تمثال ڤينوس الاغريقية التي ترمز إلى الجمال الكوني الأغريقي.. والآن وأنت تنظر لافاجاردنر كفكرة وكرمز تجد ان هذا الرمز قد تغير شكلاً ومحتوى بمقاربته للرموز التي أتت بعدها.. مارلين مونرو.. انجلينا جولي.. وأصبحت كل فترة تصنع رمزها المعبر عنها وهي رموز تصنعها الثقافة العامة وتراكمات الاحداث والتأريخ التي تسعى لتثبيت الفكرة.. إلا أن الفكرة تتغير باستمرار لتغيير الأزمنة التي تصنع في كل مرة مثالها الخاص المعبر عنها.. ولهذا فإن هذه الصور الجميلة التي تعبر عن الجمال الانثوي هي أطر عامة تعبر عن فكرة الجمال الإنساني والجمال الطبيعي.. وعن كل مستويات تجليات الجميل في الثقافة وفي الحياة الانسانية..
حوار التيارات
لكي ينمو الابداع لا بد من أقامة حوار جاد بين مختلف التيارات الابداعية.. والحفاظ على هذه التيارات من التلاشي والاندثار والأفول.. لان سيادة تيار واحد يعني سيادة مناخ لا يساعد على نمو التنوع والتعدد داخل الإطار الجمالي والفكري القومي الشئ الذي يعني موات الابداع تماماً.. و حتى لو اردنا لهذا التيار الواحد ان يسود فهو لا يستطيع البقاء في هذا الفضاء المعزول الذي يخلو من حيوية الحراك والحوار والجدل.. وهي كلها مقومات الابداع ..
وليم سارويان
القاص الارمني وليم سارويان يعتبر أهم كتاب القصة القصيرة في العالم وما يميز سارويان إلى جانب اختياره لموضوعاته تلك الزاوية التي ينظر بها إلى هذه الموضوعات..
وهي زاوية نظر جديدة تكتشف اشكال الاشياء وأوضاعها ثم يعيد سارويان ترتيب هذه الأشياء، فيعيد اكتشاف الصور الجديدة للعالم.. ومن أجمل اعمال مجموعته (كالوردة كالسكين كالسيف ومثل لا شئ في العالم )..
وبطل المجموعة صبي على أعتاب الرجولة.. ليس هو طفل برئ تماماً.. ولا رجل خاطئ تماماً أيضاً.. انها المسافة بين البراءة والنضوج حيث تكون الاشياء مصورة ومرصودة تحت اضاءة شبه معتمدة وليست معتمة تماماً.. وهي الحالة الوحيدة الممكنة التي يمكن للانسان ان يصنع فيها سلاماً بينه وبين العالم الجديد الذي يظهر امامه لأول مرة.. وبذا يصبح سارويان وهو مكتشف هذا العالم البكر والأصيل..
التناص
هل هناك نص يمكن ان يكون مكتفياً بذاته في حالتي الكتابة والتلقي؟
أي أن لا تكون للنص علاقة بالنصوص المكتوبة قبله! حيث يبدأ الكاتب كتابة نصه دونما أي تأثيرات بالنصوص السابقة والقديمة.. وان يقرأ القارئ هذا النص دون ذات التأثيرات؟.. ان حالة كهذه كتابة وتلقي تكاد تكون معدومة تماماً! وكل نص جديد هو كتابة جديدة أكثر ابداعاً لنص قديم سبق ان كتب.. ولهذا فالتناص غالباً يكون في الموضوعات ،وكما قال الجاحظ «الموضوعات ملقاة على قارعة الطريق» ولكن الجديد هو شكل كتابة هذه الموضوعات.. وحتى هذه الاشكال تتحول إلى افكار وإلى موضوعات و بدورها تصبح موضوعاً للتناص..
ولهذا لا جديد تحت الشمس الابداعي سوى زاوية النظر التي ينظر كل منا من خلالها للعالم.. ولهذا يقال ان الابداع هو اكتشاف صورة العالم!!
ثقافة التنمية وثقافة الاستهلاك
هناك نوعان من الثقافة يتداولان الأمور في عصرنا هذا .. وهما هنا يتحددان بالقطاع الاجتماعي الذي يتلقى هذه الثقافة.. فالثقافة التنموية تتوجه إلى قطاع عريض من المجتمع بهدف تزويده بالمعلومات الضرورية التي ترفع من مستوى قدراته الإنتاجية، وذلك بوصف هذا القطاع كقوة من قوى المجتمع الفاعلة في الحراك الاقتصادي.. أما الثقافة الاستهلاكية فهي تتوجه للقطاع الذي يتطلب الترفيه والتسلية.. وهي تستهلك المنتوج الثقافي لهذا الغرض.. فالنوع الأول هو ضرورة اجتماعية تقوم بها مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة.. اما النوع الثاني فتنتجه مؤسسات المجتمع المدني، التي تسعى للربحية وترويج السلع الثقافية ذات الابداع الجمالي العالي الصنع..
الذاكرة الشمالية .. والجنوب
الذاكرة الشمالية لم تنس الجنوب الشقيق.. ورغم الانفصال لا تشعر هذه الذاكرة بالندم على الماضي.. لان ضميرها لم يرتكب اخطاء مقصودة.. وهي أخطاء جلها من صنع قوى أرادت هذا الانفصال.. والذاكرة الشمالية هي ذاكرة الشقيق الأكبر سناً فهو على الدوام شديد العطف على أخيه الأصغر وهو في كل الظروف والأوقات يجد له الاعذار والمبررات.. وكذلك يفعل الاشقاء في الجنوب .. فهناك العشرة والعيش والملح.. ولهذا تجد ان الجنوب ما زال موجوداً في الذاكرة الشمالية كما ان ذاكرة الجنوب تمتلئ بأيامها الحميمة تلك في الشمال..
مرجعية النص
إلى مركز منطقي يمكن ان نرجع إليه صوابية النص؟ هل نرجع الصوابية التي هي حقيقة النص لتطابق النص مع الواقع الخارجي الذي صدر عنه النص؟ أم ينبغي اسناد هذه الصوابية إلى مقصد الكاتب «ذاتية الكاتب».. أم نتجه إلى مقاصد قارئ النص؟.. ولكن النص هو مجموعة عناصر هي الواقع وذاتية الكاتب وذاتية القارئ والواقع المحيط بكل هذه العناصر إلى جانب المناخ الثقافي الذي يكون معتقدات النص (الكاتب والقارئ )إلى جانب المناخ الثقافي الذي يكون المزاج المبدع للنص والمزاج الذي يتم فيه التلقي.. فكل هذه العوامل تمثل مرجعية النص..
ما يحدث في مصر الآن ؟
اختلف المحللون السياسيون فيما يحدث في مصر الآن!.. وأعيد الجدل بين الفكرة الديمقراطية والفكرة الدوغمائية!.. أيهما الآن يمثل ضرورة ان تترك مصر نفسها لتيار الاقلية الذي قد يطرح النزاع القوي ويمزق نسيج التماسك؟ أم ان تجنح (لحلول الضرورة) ان تضرب بيد من حديد حتى تمنع انحلال الدولة التي تعتبر من أهم دول المنطقة، لأنها تقود نحو مشارف حضارية انسانية عامة تخص كل الناس في العالم المعاصر..
ما يحدث في مصر الآن يحتاج لتأمل عميق دونما تحيزات مسبقة.. ودونما انتماءات سياسية ضيقة!.. أنه امتحان فكري سياسي حضاري في المكان الأول..
فنانو القمة
ً كيف يمكن ان نميز بين المواهب الكبيرة وتلك الفقيرة؟.. ما هو المقياس الذي نقيس به الاعمال الابداعية المنتجة داخل نطاق الإطار القومي المحلي؟ هل تجدي المقارنة والمقاربة بين النصوص التي تكتب داخل الأدب القومي؟.. أم ماذا؟.. ان مقياس الجودة الابداعية ليس محلياً قط.. هناك ذائقة اقليمية.. هذا ممكن.. ولكنها وحدها لا تكفي.. لان الكون الابداعي هو بالضرورة انساني كوني عالمي.. لذا فالمعيار هنا هو هذه الكونية وما وضعته وتواضعت عليه من قواعد جمالية ومن مفاهيم نقدية ذات أبعاد فلسفية في الفكر والجمال.. ولهذا كان اختيار مائة رواية عالمية منذ ان عرفت البشرية الكتابة لتمثيل هذا المعيار الذي يهدي البشرية للسير في طريق الكتابة الجيدة والمتجاوزة ولتخطي المستقر والثابت و متابعة خط الزوال وانتقال الجمال الروائي من الخط المداري إلى موقع آخر أكثر تقدماً.. لذا فالابداع لا يقاس بالمقاربات المحلية.. ولكنه يقاس بالمعيار الكوني والعالمي..
الكتابة الجديدة.. الرواية والقصة
ليست هنالك كتابة جديدة واحدة في العالم المعاصر الآن.. فهناك تيارات ومدارس واتجاهات كل يكتب ضد الكلاسيكية في اتجاهات جديدة عديدة ومختلفة.. والسمة الوحيدة المشتركة بين كل هذه التيارات هي انها ضد الكتابة القديمة.. وذلك بسبب ان تلك الكتابة القديمة هي تعبير عن واقع قد اعتراه التغيير والتبدل وفق حركة الحياة والتأريخ..
ومن بين هذه الاتجاهات الجمالية.. ظهرت مدرسة الشيئية.. هذا الاتجاه الذي جاء مع كتاب الموجة الفرنسية الجديدة في الأدب الروائي والقصصي.. وقد نظر لهذا الاتجاه الكتاب الجدد من أمثال ألن رووب جرييه وناتالي ساروت وسان سيمون.. والشيئية تتجاهل كلما هو انساني وتغيب البطل عن القصة او الرواية فهذا نص بلا بطل.. نص يصف الاشياء ويصورها بكثافة داخل النص ومن النماذج الناصعة لهذا الاتجاه قصة ألن رووب جرييه المعنونة ب(الأمواج ).
عاطفة اجبار التكرار
مدرسة فرويد في علم النفس تخطتها المدارس الجديدة.. ولكن هذه المدرسة الكلاسيكية ما زالت تثري الادب والابحاث النقدية بالكثير.. وعلى الخصوص تلك الفكرة المسماة «عاطفة اجبار التكرار» ففي بعض الروايات الادبية نجد ان ابطال هذه الروايات يكررون اخطاءهم بشكل مستمر ولا شعوري كما لو أنها تندفع من منطقة اللا وعي..
والسؤال يأتي : لماذا يكرر الناس اخطاءهم لماذا يعيدون أحياء تجاربهم المؤلمة؟
وتكون إجابة فرويد ذلك لأنهم يريدون ان يقللوا من صدمة الشعور بالألم الأولى.. وهذا التكرار يجعل ذلك الألم المخزون أقل حدة.. وهكذا يكررون التجربة حتى يشفون انفسهم.. ولهذا فإن المحب المهزوم يعيد ذات التجربة ليشفى كلية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.