في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 20/8/ 2013م صدر كشف تنقلات لمديري الأراضي في ولاية النيل الأبيض، وشمل الكشف مدير أراضي ربك محمد العدناني الذي انتقل لكوستي، وعباس فتح الرحمن مدير أراضي كوستي الذي كان يتوقع ان ينفذ قرار النقل للقطينة يوم الأحد الموافق 25/8/2013م، في حين كان مدير أراضي القطينة صديق يوسف يهيء نفسه لتسلم مهامه في نفس اليوم مديرا لأراضي ربك، ويأتي قرار التنقلات في وقت كشفت فيه (الرأي العام) بالمستندات عن مخالفات وتجاوزات كثيرة في أراضي شبهة، وكانت (حضرة المسؤول) ، حين صدور كشف التنقلات، تباشر مهام البحث والتقصي لجمع مزيد من المعلومات والمستندات حول ملفات الأراضي في الدويم حيث (الفضيحة المدوية) التي هزت أركان حكومة الولاية (الصحيفة تملك نسخة من تقرير لجنة التحقيق في أراضي الدويم سينشر لاحقاً ضمن سلسلة تحقيقات ملف أراضي الولاية)، كما سبق للصحيفة أن فتحت ملف مناطق (المندرة) ومدينة المحجوب بالقطينة وما يدور في أراضي الجبلين، إضافة لملفات أخرى في الكوة وكوستي وعلى وجه الخصوص في بعض المربعات، وتزامن كشف التنقلات مع استمرار عمل لجنة المراجعة الداخلية في أراضي ربك حيث كشفت اللجنة ان مدير أراضي ربك أهدر على حكومة الولاية مليونا و(160) ألف جنيه جراء بيع الأراضي بغير قيمتها الحقيقية في مربع (76) عسلاية النموذجية إضافة لمخالفات لا حصر لها في ملف التعويضات حيث منح اشخاصا لا علاقة لهم بالتعويضات أراضي سكنية بأسعار التعويض الزهيدة، وكان مدير أراضي ربك محمد العدناني نشر في (البورد) الذي تعلق فيه قرارات الإدارة قرارا يلزم كل من المواطنين الذين اشتروا أراضي بغير سعرها استرداد المبالغ المطلوبة منهم وذلك استنادا لخطاب مقرر لجنة المراجعة الداخلية الصادر في 16/7/2013م بالنمرة : ل ر م/20/س/1 ، وفي حال عدم تنفيذ مدير اراضي ربك لتوصيات لجنة المراجعة الداخلية باسترداد الأموال المهدرة فانه سيواجه إجراءات صارمة تنتظره بها المراجعة قد تصل لتقديمه للمحاكمة والفصل من الخدمة (سبق فصل مدير أراضي ربك من الخدمة قبل اكثر من عام)، والسؤال هنا: لماذا صدر كشف التنقلات في هذا التوقيت بالذات وما الهدف من وراءه؟، ولكن إليكم المفاجئة المذهلة: في اليوم التالي لصدور كشف التنقلات، وعقب نشر (الرأي العام) لتحقيقها المعنون (أراضي ربك.. تفاصيل ما حدث) في عدد الأربعاء رقم (5686) بتاريخ 21/8/2013م، صدر قرار آخر بإلغاء كشف التنقلات، وتزامن صدور قرار الإلغاء مع اجتماع بين الوالي يوسف الشنبلي ووزير التخطيط العمراني محمد أحمد بابكر شنيبو في نفس يوم نشر التحقيق، و(حضرة المسؤول) التي ظلت تتابع قضية اراضي ربك حتى أوصلتها لهذه المرحلة تؤكد انها ستمضي قدما للتأكيد على الأدوار الخطيرة التي يمكن ان تلعبها الصحافة في كشف (المستور) إعلاء لقيم المحاسبة والمساءلة وتقويم أداء حكومة الولاية، وتشيد (حضرة المسؤول) بمواقف الوالي يوسف الشنبلي المشهودة من ملف أراضي الولاية وتشجيعه للصحافة للعب دورها عبر رصد ما ينشر بدقة و(عمق).