بتعيينه مدير منظمة الشهيد بولاية النيل الأبيض عبد القادر الخير نقد، معتمداً لكوستي يكون الوالي يوسف الشنبلي قد أكد تسريبات نشرتها الصحف ووضع الحصان امام عجلة التعديلات الوزارية المرتقبة التي ظلت حديث العامة طوال أشهر مضت، واستبقت العديد من الصحف الإعلان عن التعديل الوزاري بنشر تشكيلات حكومية اختلف المراقبون حولها واتفقوا وذهبت غالبية التسريبات الصحفية التي تسبق عادةً أي تعديل وزاري في الولاية الى إعفاء وزراء التخطيط العمراني والتربية والصحة ومعتمدي المحليات في كوستيوالدويم والسلام والجبلين، بجانب اجراء تنقلات بين بقية الوزراء والمعتمدين، وحتى موعد انعقاد المكتب القيادي الثلاثاء الماضي، كانت كل المؤشرات تشير الى قرب الاعلان عن التعديل الوزاري، بينما تم نشر التشكيلة الحكومية في عددٍ من مواقع الانترنت، ولكن السؤال الذي يطرحه العامة الذين يتأثرون سلباً وإيجاباً بالتعديل الوزاري هو هل سيكون هذا التعديل الأخير، وهل سيمضي قدماً في تنفيذ برنامج المؤتمر الانتخابي بعد أن انقضت 60% من الفترة الانتخابية؟، ومنذ العام 2010م وحتى تاريخه اجرى والي النيل الابيض ثلاثة تعديلات وزارية أتت بثلاث حكومات ظاهرياً مع احتفاظ الكثير من الوجوه القديمة بمواقعها مع إجراء عملية تنقلات محدودة. وفي آخر تعديل وزاري تم قبل عشرة أشهر أمهل الوالي حكومته التي ضمت بعض الوجوه الجديدة ستة اشهر للتقييم وإجراء تعديل رابع إن تطلب الامر، وعلى الرغم من ان حراكاً تنموياً انتظم الولاية خلال السنوات الثلاث الماضية، الا ان حكومة الولاية لم تغط إلا 50% من الحاجة الفعلية للمياه، كما ان العمل في الطرق توقف منذ سنوات ولم يحرك الملف إلا قليلاً قبل ان تسحب شركة مام للطرق آلياتها العاملة في كوستي وتضع شركة رواج للطرق والجسور شروطا للاستمرار في العمل في طرق ربك، وان قالت وزارة المالية في تقريرها ربع السنوي للعام 2013م ان وزارة المالية الاتحادية وافقت على دفع استحقاقات شركة مام بمبلغ (34) مليون جنيه للطرق الداخلية بمدينتي «كوستيوالدويم» دون ان تتطرق الوزارة لشركة رواج، وكانت حكومة الولاية وقعت على عقودات لإنارة (142) قرية وحياً، إلاّ أنّ الوالي اقر أخيراً بأن الكثير من الشركات المنفذة فشلت في تنفيذ بنود العقودات، وكان وزير المالية الحافظ عطا المنان اكد ابان مناقشة المجلس التشريعي تقرير الاداء ربع السنوي لوزارته ان حكومة الولاية بذلت جهوداً مقدرة ومكثفة مع المركز لتحقيق برنامجها الانتخابي، حيث مازال العمل جارياً في تمويل كهرباء الشيخ الصديق الشاتاوي وقد شارف على الانتهاء، بجانب العمل مع شركة شبارقة لانارة القرى حسب الخطة الشهرية يتم افتتاحها في اطار برنامج الكهرباء القومي لمنطقة الدويم غرب ومحلية ام رمتة، وقال ان العمل في كهرباء الكوه الملاحة نفذ بنسبة 80% بكلفة مالية بلغت (5.3) ملايين جنيه، واشار الى ان العمل جارٍ في انارة مربعات (45 ? 52 - 64) بمدينة كوستي، كما بدأ العمل في مشروع الضغط العالي كوستي النعيم بما يعادل (4080) عمودا بكلفة اجمالية تصل الى (34) مليون جنيه، الا ان التوزيع غير العادل لمشروعات التنمية وما بات يطلق عليه (التنمية المكوعة) لصالح شمال الولاية على حساب جنوبها قلل من شأن الحراك التنموي وخلق حالة من الغبن وأجج الصراع بين شمال الولاية وجنوبها رغم ان حكومة الولاية ممثلة في الوالي ظلت تنفي وجود مثل هذا الصراع، ولكن التشكيلات الحكومية الثلاث التي دفع بها الوالي للمكتب القيادي والمركز ظلت تعمل على تحقيق موازنة لم تخلُ من التوزيع الجغرافي للمناصب بين شمال وجنوب الولاية والطابع القبلي والجهوي الذي ظل يحفظ للحرس القديم والكباتن وجودهم المستمر في حكومة الولاية، رغم المسيرة الحافلة بالفشل لكليهما، وقد ظلت توقعات رجل الشارع العادي تشير مع كل تعديل وزاري الى الاطاحة بالوجوه القديمة وانهاء (لعبة الكراسي) وتجديد الدماء في حكومة الولاية، وكان المكتب القيادي للمؤتمر الوطني عقد اجتماعاً حاسماً، وكان مصدر موثوق به فضّل حجب هويته كشف عن قرب إعلان التعديلات الوزارية في النيل الأبيض، وقال إن اجتماع المكتب القيادي اجاز التعديلات التي اُجريت أخيراً على النظام الاساسي للمؤتمر الوطني الذي مدد أجل الحكومة المنتخبة في الولاية حتى اوائل العام 2015م، الى جانب اعادة البناء للمؤتمر الوطني للاستعداد للاستحقاق الانتخابي، ولفت الى انه كان هنالك اتفاق مسبق بين اعضاء المكتب القيادي على ترشيح مدير منظمة الشهيد بالولاية عبد القادر الخير نقد معتمداً لكوستي من بين خمسة مرشحين، واشار المصدر الى ان ملامح التعديل الوزاري الذي بدأت تتضح معالمه سيكون للمركز دورٌ كبيرٌ فيه هذه المرة، حيث بات من المؤكد اعفاء وزراء التخطيط العمراني والتربية ومعتمدي الدويم والسلام وكوستي والجبلين وتندلتي واجراء تنقلات وسط بقية اركان الحكومة مع منح فرص لوجوه جديدة وإن كانت معروفة على مستوى العمل السياسي. ووفقاً لآخر تصريحات للوالي بشأن التعديل الوزاري قال الشنبلي في اجتماع المكتب القيادي إنه لابد من حدوث تنقلات وتغييرات، وأكد الشنبلي انه سيكون له القول الفصل بشأن تعيين المعتمدين لأنهم غير دستوريين، وأعلن بموجب ذلك عن تعيين مدير منظمة الشهيد عبد القادر الخير نقد معتمداً لكوستي، وكان الشنبلي قال إنّ إجراء تنقلات وتغيير الوزراء سيتم بالمشورة مع المركز، يأتي هذا في وقت تسربت فيه معلومات لم ينفها الوالي أو يؤكدها تفيد بأن المركز حدد سلفاً ملامح الوزارات بان طلب من الوالي اعفاء وزير التخطيط العمراني فوراً وتعيين وزراء بعينهم في التخطيط والمالية وإصدار قرار بتعيين نائب الوالي بعد أن بقي نائب الوالي مكلفاً طوال السنوات الثلاث الماضية، وأيّاً كان شكل التعديل الوزاري الذي اتضحت 80% من معالمه حتى الآن، فهل سيكون التعديل الأخير والى أي مدىً سيكون دعماً أو خصماً على تنفيذ برنامج المؤتمر الوطني الانتخابي وتحقيق التنمية المتوازنة؟.