كشفت إشراقة سيد محمود وزيرة تنمية الموارد البشرية والعمل، عن زيادة نسبة البطالة في السودان إلى (18.8%)، (13.7%) منها ذكور، وأن عدد العاملين بلغ (9.3) ملايين في القطاعين العام والخاص، وأكد تقرير مسح سوق العمل السوداني للعام 2011م الذي أعدته الوزارة ازدياد نسبة العمل الخاص بصورة كبيرة بلغت (53%). وأقرت إشراقة بتدني حجم الأيدي العاملة في القطاع الزراعي لم تنعكس على القطاع الصناعي، واعتبرت الأمر غير جيد ويحتاج لتدخلات سياسية. ووصفت إشراقة في مؤتمر صحفي حول نتائج مسح سوق العمل ببرج الاتصالات أمس، نسبة حملة المؤهلات التقنية التي بلغت (1%) بالوضع الخطير، ودعت الدولة لتكثيف مجهوداتها والإسراع في هذا الإيقاع لتطوير وزيادة التعليم التقني والتقاني لسد فجوة سوق العمل، وأشارت إلى أن عمالة الأطفال التي بلغت (5.9%) - حسب المسح - مُقارنةً بدول العالم الأخرى غير كبيرة، لكن المطمئن أنّ نسبتها في الريف أكثر من الحضر لأنها في الأخير غالباً ما تكون من العمالة الخطرة والتي تمثل (1.8%) من نسبة عمالة الأطفال. وأضافت: لدينا في الوزارة سياسات لمكافحة عمالة الأطفال وسيتم تطبيق القانون بصرامة في القطاع الصناعي، وقالت: نحتاج إلى طواف وتفتيش دائم لعدم دقة الإحصائيات التي يدلي بها أصحاب العمل بشأنها. وأشارت إشراقة إلى أن كل التعديلات في أعداد العمالة سيتم إسقاطها، خاصةً بعد عمليات الهجرة الكبيرة التي حدثت خلال السنوات الثلاث الأخيرة بعد إجراء المسح، وأعلنت عن استضافة السودان في 21 سبتمبر المقبل ندوة منظمة العمل العربي بالخرطوم لإعلان مسح سوق العمل العربي، وقالت: هذا هو آخر مسح تمّ في الدول العربية. ودعت كل الجهات ذات الصلة من مؤسسات دولة ومجتمع مدني ومنظمات لوضع الحلول والخروج بإستراتيجية لمعالجة نقاط الضعف وزيادة نقاط القوة في هذا المسح حتى يتيح التخطيط الجيد للدولة، سيما وأنّ معالجة مشكلة البطالة تتم عبر نتائج هذا المسح، وأكدت إشراقه أنّ هذا المسح يسهم بقدر كبير في عملية التخطيط ووضع الإستراتيجيات والدراسات المتعمقة لسوق العمل وإيجاد حلول لمشكلاته. من جانبه، قال د. سلام عبد الله مدير عام إدارة التخطيط، المشرف على المسح، إنّ التقرير يعكس أوضاع التشغيل والبطالة، وأكد أهميته لجهة أن أي اختلال في الأسواق الأخرى يؤدى لاختلال في سوق العمل، ونوه لزيادة نسبة العمالة في الذكور والإناث على السواء بحسب الفئات العمرية، وأشار إلى أن (60%) مشاركون في النشاط الاقتصادي الكلي، كما أن ذروة المشاركة في سن (35) عاماً، وقال إن التحولات الاقتصادية حدت لبداية عمل جاد بوضع إستراتيجية عمالة ناشطة. من جهته، قال د. إبراهيم أحمد الخبير في مجال المسوحات بمنظمة العمل الدولية، إن المزعج معدل مشاركة كبار السن في العمل والتي تحتاج لمعالجة، وبالمقابل ازدياد البطالة وسط الشباب التي تحتاج لجهد أكبر، وأضاف: لابد من التصدي لقضايا البطالة ومعالجتها، ونوه إلى أنّ حدوث تطور هيكلي في الاقتصاد بدخول مهن أخرى استوعب عدداً كبيراً من العمالة كقطاع الإعلام والاتصالات الذي استوعب (5%) وازدهار قطاع البناء والتشييد الذي استوعب نفس النسبة، وأكد أن التطور الاقتصادي أدى لإعادة هيكلة الاقتصاد.