أكد د. التجاني سيسي رئيس السلطة الإقليمية لدارفور، أن أولويات المرحلة المقبلة تشمل البدء الفوري في الترتيبات الأمنية والتنفيذ الفوري لمشاريع الإعمار والتنمية في الإقليم وعقد مؤتمرات حول السلم الاجتماعي. وقال سيسي في حوار نشرته صحيفة (الشرق) القطرية أمس، إنه تم تشكيل لجنة عليا لهذا الغرض، وتقرر أن تكون هناك خمسة مؤتمرات ولائية تبدأ بالخرطوم، ومؤتمر كبير سيتم تنظيمه في يناير المقبل، بهدف وضع آليات تمكن من مخاطبة جذور المشكلات والصراعات القبلية الدارفورية. وأوضح أنّ اللجنة الفنية والسلطة الإقليمية في دارفور استكملتا المصفوفة الخاصة بالمشاريع التنموية قصيرة المدى وعددها نحو (1027) مشروعاً منوعاً تغطي مجالات البنيات التحتية والصحية والتعليمية وخدمات المياه والكهرباء وغيرها ضمن إستراتيجية التنمية الدارفورية وقيمتها نحو (800) مليون جنيه، بجانب مشروعات أخرى سيتم تمويلها من المانحين قيمتها نحو (88) مليون دولار. ورأى سيسي أنّ التحدي الأكبر الذي يواجه الإقليم هو الصراعات القبلية، وصور بؤراً منها خاصة في شمال دارفور ووسطه وبصورة أكبر في جنوب دارفور وشرقها، وأعرب عن أمله في استمرار الجهود الولائية والسلطة الإقليمية لاحتواء هذه الصراعات. وقال إنّ الاجتماع الأول لمجلس إدارة إعادة الإعمار والتنمية في دارفور الذي ينعقد اليوم سينظر في عضوية الصندوق ومجلس الإدارة، وأوضح أنّ مهمة الصندوق الأساسية استقطاب الالتزامات والتعهدات من المانحين الدوليين، وأشار إلى أن هناك دولاً بدأت الإيفاء بالتزاماتها في صدارتها قطر والمملكة المتحدة والإتحاد الأوروبي، وسيتم تدشين أول مشروع للإتحاد الأوروبي نهاية الشهر الحالي. وقال إنّ التعهدات التي التزم بها المانحون خلال مؤتمر الدوحة تقدر بنحو (3.8) مليارات دولار ستدار عبر الصندوق، وأعرب عن أمله في عقد مؤتمر ثانٍ للمانحين كما اتفق عليه في المؤتمر الأول بالدوحة. واعتبر سيسي أن النقلة كانت بحق كبيرة ومهمة رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الوطن، وتوقع أن يتم رصد نحو ملياري دولار في السنة المالية الجديدة لإنفاقها على المشاريع التنموية. وقال إن العلاقات القطرية السودانية إستراتيجية مرتكزة على المصالح المشتركة، وهناك قواسم كبيرة تربط البلدين.