كأسان من الشاي، شربتهما بشيء من التلذذ في انتظار فرصتي للحوار معه بعد ان استطالت بسبب زائريه الكثر الذين كان يستقبلهم بحرارة يضيق بها مكتبه على اتساعه فتنسرب الكلمات لتلامس الآذان خارجه، الأمين العام لحركة تحرير السودان ووزير الدولة بديوان الحكم الاتحادي مصطفى محمد أحمد تيراب، إجاباته كانت حاضرة على كل الأسئلة المفاجئة والمستفزة أحياناً بصورة فيها الكثير من الشفافية وربما الصراحة الجارحة.. التقته «الرأي العام» لتحاوره، فقام بتفريق رشاشه المحشو غضباً في وجه الكلمات، وفي وجه مني أركو مناوي، ولم يسلم حتى هو نفسه من الانتقاد الحاد الذي وجهه في أكثر من اتجاه.. فإلى مضابط الحوار: -------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------- ? عندما جئت الى مكتبك لتحديد موعد الحوار قيل لي إن حالتك الصحية ليست جيدة وقتها.. تبدو جيداً اليوم، ولكن حدثنا عن الحالة الصحية لأبوجا بعد أن وصفت في السابق بأنها تتراوح بين الغيبوبة والموت؟ - لا استطيع أن أقول إنها في غيبوبة، لأن كل ناس أبوجا موجودون ومتحركون بكل قوة، ولكن أقول إن هناك غياباً للتحضيرات الجيدة في المجهودات التي تُبذل، لذلك كل القادة الذين قدموا في إطار أبوجا «مني، أبوالقاسم، عبدالرحمن موسى، مادبو، وأبوريشة» لم يستطيعوا ان يجلسوا في مكان واحد لتحديد فعالية سلام دارفور بل لم يستطيعوا ان يعقدوا اجتماعاً واحداً. أو حتى أن يجرؤ أحد القيادات الخمسة الموقعة على طلب اجتماع مشترك. ? لماذا برأيك لم يجتمعوا، هل هو زهد منهم في مثل هذه الاجتماعات، أم إحباط من أن لقاءهم سيكون غير مفيد ومن أجل اللقاء فقط؟ - لا.. لأنهم انشغلوا بقضايا إنصرافية. ? في ظل الاهتمام بالقضايا الانصرافية، الى أي مدى هذه الحركات الموقعة قادرة على ممارسة دورها المنصوص عليه في أبوجا؟ - القيادات مقتدرة من الناحية العلمية ولا ينقصها شيء ولكنها اتجهت إتجاهات أخرى، فالآن عبدالرحمن موسى خارج السودان وربما لم يتلق مني يوماً واحداً، وأبوالقاسم إمام موجود في غرب دارفور والتقى بمني لقاءات عابرة وليست لقاءات من اجل مناقشة قضية سلام دارفور، وأبوريشة ومادبو بنفس الكيفية. ? لكن من الناحية النظرية على الأقل، وبحكم رئاسة مني للسلطة الانتقالية يفترض ان يكون مشرفاً على أداء أبوالقاسم إمام والي غرب دارفور الذي لم يلتقه، كيف...؟ - مني يجب ان يكون بحكم رئاسته للسلطة مشرفاً لا على أبوالقاسم وحسب، وإنما على جميع مكونات السلطة من الولاة والمفوضيات، وأنا لا اعتقد ان السلطة جلست مرة واحدة في مقر السلطة بالخرطوم. ? إذاً ليس هناك إشراف على السلطة نهائياً ؟ - مافي.. مافي إشراف ومافي تجاوب أو تجانس ذاتو سواء أكان بين الولاة ورئيس السلطة، وبين رئيس السلطة والمفوضيات. ? طيب.. ما هي التأثيرات المبنية على هذا الوضع، ألا ترى أن هذا سيترك تأثيرات سالبة؟ - بالتأكيد هناك تأثيرات سالبة. ? مثل ماذا؟ - مثل احساس أهل دارفور بأنه ليس هنالك اتفاق، وجعل شركاء الاتفاقية يحسون بأن لا اتفاقية، ويجعل حتى الدولة الموقعة على الاتفاقية تشعر بأن القوى الموقعة على الاتفاقية قوى ضعيفة وغير قادرة على التحرك لذلك الاهتمام بالحركات الموقعة قلّ. ? أين أنتم من المواطنين في دارفور وماذا استطعتم أن تقدموا لهم في الفترة الماضية؟ - للأسف لم نستطع منذ توقيع الاتفاقية ان ننزلها الى أرض الواقع، ولم نستطع ان نقدم لإنسان دارفور في إطار اتفاقية سلام دارفور شيئاً يذكر حتى الآن.. وقبل اسبوعين تقريباً بشر رئيس الحركة ناس قريضة بتوفير الخدمات الأساسية في محلية قريضة.. وقبل ذلك تحدث عن أنه ممسك بملف طريق الإنقاذ الغربي الذي أصبح يافطة وشعارات يرفعها ليصفق له الناس. ? متى يتجاوز الحديث محطة الوعود الى واقع تنموي حقيقي؟ - يقدم شنو يعني؟ رئيس السلطة ما عندو فعالية وسلطته رمزية ليست لديها قدرة فعلية لتنفيذ برامج محددة. ? إذا لم تكن هناك قدرة، فهناك أموال على الأقل يمكن ان يُنفذ بها مشاريع بدارفور؟ - لا أريد أن أقول لا توجد أموال، ولكن السلطة أصبحت فوضوية وكل واحد شغال في «زريبتو». ? بُعيد التوقيع على أبوجا ذكرتم بأن توقيعكم على الاتفاق جاء بسبب خوفكم من تشتت الحركة والآن الحركة -بعد التوقيع- اكثر تشتتاً بعد ان انتقلت صراعات الميدان السابقة للمركز؟ ? لم نكن خائفين من التشتت وإنما كنا خائفين من وضع دارفور نفسه، فقضية دارفور أصبحت في فترة من الفترات رقم «1» في العالم، ولكن إذا لم نوقع فيمكن ان تبرز قضايا أخرى ويتراجع الاهتمام بعد ذلك بقضية دارفور، ونحن رأينا أن تظل القضية حية ولكي نضمن لها الاستمرارية كان لابد من التوقيع. ? الوضع العسكري للحركة في الميدان يتحدث البعض عنه أنه بأت رمزياً وضعيفاً جداً؟ - تراجعنا الى الخلف كثيراً، والسبب الأساسي فيه رئيس الحركة لأن الكثير من القيادات، ولخلاف بينهم ومنى تخلوا عن الحركة وهم من أفضل القيادات الذين جاءوا في إطار إتفاقية السلام والآن هم ضد حركة تحرير السودان وضد الدولة، بعد ان انضم بعضهم لحركات اخرى وكون البعض الآخر حركات جديدة. ? كأنك تبريء نفسك باتهامك لرئىس الحركة، أنت الرجل الثاني في الحركة ويفترض ان تتحمل جزءاً يوازي منصبك في تراجع الحركة؟ - أنا المسؤول الثاني في الحركة نعم، لكن الخلاف الذي أدى الى خروج هؤلاء القادة كان بينهم ورئيس الحركة، ولم يكن مع أي شخص آخر. ? ما هي طبيعة تلك الخلافات؟ - الاخوة وقادة الأركان الذين تركوا الحركة كان لخلافات شخصية بينهم وبين مني حول إدارة العمل العسكري في المناطق المتواجدين فيها. ? على ضوء ما ذكرت ألا تعتقد بأن الحركة مرشحة الى مزيد من الانقسام؟ - الحركة مرشحة للكثير من الأشياء، فإذا مضى الوضع بهذا الشكل فقد يخرج الكثير من القادة عنها، ومع بقاء العلاقة بين القيادات جيدة حتى الآن فإن هناك مشكلة واحدة في طريق الحركة وتعيق مسيرها وهي الأمين العام مصطفى تيراب ورئيس الحركة مني اركو مناوي.. تيراب ومني يمثلان العائق الأول والأخير أمام الحركة. ? يتحدث البعض عن انشطار محتمل في الحركة الى فور وزغاوة، الى أي مدى نجد البُعد الاثني حاضراً في الخلافات بينك بوصفك من الفور، ومني بوصفه من الزغاوة؟ - البعد الاثني موجود بشكل ضيق في الإطار حول مني، فالفور في الحركة اذا احصيناهم لا يتجاوزون ال «05» فرداً، ولكن الناس الموجودين الى جانب مصطفى تيراب ويدعون الى التصحيح كثير منهم زغاوة ومن أناس اقرب الى مني نفسه ويفتكرون ان الموجود خلل من رئيس الحركة. فالحركة قائمة على مؤسسات حركة تحرير السودان وليست جناح مناوي كما تقولون في الصحف، منى ما عندو حاجة ولا يمكن ان تتقزم الحركة لتسمى باسم شخص فشل في إدارتها، وبالمناسبة نحن سنقاضي الصحف التي تسمي الحركة باسم مني، لأنها مسجلة باسم حركة تحرير السودان ومافي زول عمل ليها سماية حتى تسمى «جناح مني» وهذا ما دفع مني الى التعنت. ? كيف تنظر الى مستقبل الحركة في ظل المعطيات الموجودة في الساحة السياسية الآن؟ - اذا لم تستطع قيادات الحركة ان تلم نفسها وتضع حداً لمني اركو مناوي ولمصطفى تيراب بالتأكيد ستكون هناك تجزؤات كثيرة في الحركة. ? اتفاقية الترتيبات الأمنية اين موقعها من التنفيذ؟ - كان الأولى البداية بملف الترتيبات الأمنية والخطأ الذي وقعت فيه الحركات الموقعة هو إهمال جيوشها وترتيباتها حتى تنصهر في القوات النظامية، لكن حبنا ونشوتنا للسلطة ورغبتنا في ان نكون كباراً ووزراء جعلتنا نجري وراء السلطة وتركنا جيوشنا تحت الأشجار. ? حتى الآن تحت الأشجار؟ - الى اللحظة كل جيش الحركة موجود تحت الشجر إلا القلة منهم الموجودون في المدينة. ? من أين «تأكل» قواتكم الموجودة تحت الأشجار كما ذكرت، هل أصبحت كالشفتة مثلاً؟ - في إطار الاتفاقية يخرج في بعض الأحيان دعم لوجستي من القوات المسلحة للحركات الموجودة.. وأنا اعتقد أن تركنا لجيوشنا بهذه الطريقة طوال الفترة الماضية من أكبر الأخطاء، في وقت نوجد فيه نحن في مكاتبنا «وزي ما شايف نحن مكاتبنا فارهة والمكيفات موجودة في كل اتجاه، والواحد منّا أصبح إذا عايز إطلع من المكتب الى العربة بتعب بسبب الراحة الموجودين فيها».. ? لديك جرأة على النقد الذاتي فيما يبدو، ولكن هل ستكتفي فقط بنقد الأوضاع؟ - أنا انتقد ولكن لابد ان يصحب الانتقاد عمل مقرون به. ? طيب ما هو العمل الذي يمكن ان تقوم به، أنت الآن فقط تلعن في الظلام أو بالاحرى تلعن في التكييف؟ - نحن ضاغطون الآن.. وإن شاء الله في القريب العاجل تتم الخطوات الأولى لاندماج قوات الحركة في الترتيبات الأمنية. ? تراجع الحركة لم يكن عسكرياً وحسب، بل كان هناك تضاؤل سياسي كبير وصراعات مكتومة؟ - بالتأكيد الحركة حتتضائل، لأننا لم ننته من صراع تيراب ومني. ? الأوضاع بدارفور الآن يعتقد البعض أنها أسوأ مما كانت عليه قبل أبوجا هل تتفق مع من يقولون ذلك؟ - هي في بداية الأمر لم تكن متدهورة وكانت تمضي في تحسن. ? كانت... ولكن نريد معرفة ما هو كائن اليوم بدارفور هل الوضع أسوأ مما كان عليه؟ - لا نستطيع ان نقول التدهور كبير رغم محاولات البعض بعد أبوجا لخلق وضع عسكري في الميدان، لكن المواطن اليوم لا يتوقع ان تقوم معركة وإن كانت هناك صعوبة في المعيشة. ? نسب إليك حديثاً حول إشكالات في الاتفاقية بشيء من الطرافة مثل قولك إنها بلغة عربية غير مفهومة؟ - اللغة التي كتبت بها أبوجا فيها جدل ولم تثبت المعاني بشكل واضح، فقد كتبها قانونيون جعلوا أبوجا كلها احتمالات ولا تستطيع ان تمسك منها شيئاً. ? من الأسئلة التقليدية في شاكلة تلك الحوارات، سؤال عن عدد الحركات المسلحة بدارفور؟ - كان عددها حوالى «06» حركة وفصيلاً مسلحاً والآن بعد حركة الدمج الكبيرة للحركات بفضل الجهود الشعبية أضحى هناك نحو «6» حركات بما فيها عبدالواحد وخليل. ? «06» حركة.. هل وصل الرقم الى هذا الحد؟ - نعم وربما أكثر من ذلك. ? هل يمكن ان تجيء لحظة عسيرة توقع فيها هذه الحركات مجتمعة على اتفاقية سلام؟ - أنا متفائل بذلك. ? على أية حيثيات تؤسس تفاؤلك هذا؟ - لأن الحركات وصلت الى قناعة بأنها لن تستطيع ان تدخل الخرطوم بقوة السلاح، وكذلك وصلت الحكومة الى قناعة بأنها لن تستطيع ان تخرجهم من دارفور. ? أموال السلطة الانتقالية دار حولها الكثير من الهمس أخيراً أين ذهبت أموال السلطة؟ - ما عندي خلفية عن هذه الأموال وأنا لم أذهب الى مقر السلطة إلا في يوم الافتتاح ومرة اخرى لمدة عشر دقائق، فأموال السلطة تحت مسؤولية رئيس السلطة مني اركو مناوي وهناك أجهزة قائمة للسلطة لا أتدخل فيها ولا أتابعها. ? زيارة مني هذه الأيام الى ليبيا، تبعتها شائعات حول الغرض منها؟ - نحن نستنكر زيارة مني هذه، ونستفسر عن معناها فهي زيارة غريبة ومريبة وهي ليست زيارة لحركة أو السلطة أو حتى الحكومة، فالحركة فيها عشوائية والناس الذين رافقوا مني ما معروفين. ? لنخرج من هذا المحور بتساؤل عما إذا كانت لديك تحفظات وملاحظات حول أداء مني في السلطة وفي الحركة أو الحكومة؟ - لديّ تحفظات وانتقادات شديدة لأداء مني وإدارته في السلطة الانتقالية وفي كل مكان هو موجود فيه، ونحن ندعو الدولة في الفترة القادمة لتصحيح أوضاع السلطة الانتقالية أو سيكون لنا رأي ونجند كل ما نملك من قوة.. وكل واحد موجود في السلطة عليه ان يحمل فأسه ويختار بين طابور مني أو طابور الإصلاح أو يطلع بره. ? هل تقصد بطابور الإصلاح، طابور تيراب؟ - أنا أريد ان أرى في السلطة الانتقالية كل أهل دارفور وما شايف هذا الأمر وإذا ما شفتو ما برتاح. ? قلت إن الحل يكمن في ذهابك ومني من قيادة الحركة، هل يتم تجاوزكما لأنكما فشلتما؟ - نعم لأننا فشلنا.. ولا نستطيع أصلاً ان نقدم شيئاً، وأرجو أن تنجح القيادات في القيام بدورها في تجاوزها وسأكون سعيداً إذا حدث ذلك، فهناك تضحيات ونضالات كبيرة وضحايا في الحركة كانوا يتطلعون الى أن تترك الحركة بصمات واضحة، لم نستطع وضعها رغم وجود القيادات بسبب عنجهية مني وعنجهيتي أنا، وتمسكنا برأينا جعل الكثير من القيادات يجلسون في بيوتهم أو ينضمون الى حركات أخرى، أو ينقسمون بين الاثنين. ? إذا أمكن السيد الوزير نريد معرفة حقيقة الخلاف بينك ومني؟ - أنا ما عندي خلاف شخصي مع مني، لكن هناك نط الحبال وكل واحد فينا بفتكر أنه احسن من الآخر فيتجاوزه. ? طيب إذا كان لديك كل هذا الوعي بطبيعة الخلاف فلماذا لا تقدم التنازل من جانبك لمصلحة الحركة؟ - جلسنا مع بعض «5» مرات والأطفال لا يفعلون مثل هذا حتى يئس الوسطاء من إصلاح العلاقة بيننا، فبعد كل لقاء نخرج الى سياراتنا للتشاكس مجدداً، بل ان مني اعتقل وأهان عدداً من الوسطاء الذين تحدثوا معه بصراحة وانتقدوه، اعتقلهم في منزله قبل شهرين. ? أنت مرضي عنك من المؤتمر الوطني بماذا تفسر هذا الرضاء النادر؟ -المؤتمر الوطني تنظيم كغيره من التنظيمات والرضاء عن العمل يكون في مجلس الوزراء، فأنا وزميلاي الوزيران عبدالباسط سبدرات وجون أنقول في ديوان الحكم الاتحادي بيننا تنسيق عال وراضون تماماً عن التنفيذ الإيجابي للبرامج. ? شكل صراعات الحركة أخيراً أظهركم كساعين نحو الكراسي وكأنها كانت هدفاً في حد ذاتها لتعودوا بعده لترحيل إشكالات الميدان الى المركز؟ - لعنة الله على السلطة اذا كانت بهذا الشكل نجيء لنتنعم ونترك اخواننا يموتون من الجوع، وأنا عندما ذهبت للفاشر وجدت أحد قيادات الحركة من زملائنا كنا نركب معاً في عربة واحدة، وجدته.. «صمت برهة وقد علاه الحزن».. «وجدته لابس كاكي ولافي راسو بي شال وشايل مونة في راسو عشان يجيب ليهو «5» أو «01» آلاف جنيه يتعايش بيها وأسرته». ? هل احبط مما يدور في الحركة الى هذا الحد؟ - نعم فهو زول مؤمن بقضيته ووجد هذا العمل الشريف وهي الفرصة الوحيدة أمامه، وقد كان الموقف مؤلماً لأننا لم نستطع ان نوفق أوضاع زملائنا في ملف الترتيبات الأمنية المهم وإذا حصل ذلك لكان ريحنا ضمائرنا على الأقل ولم نشعر بعقدة الذنب تجاههم. ? تجري خطى حثيثة في البرلمان، هذه الأيام لرفع الحصانة عن نائب رئيس حركة تحرير السودان د. الريح لكي يحاكم في أحداث قريضة.. كيف تنظر الى ما يجري تحت قبة البرلمان؟ - هذا كلام يريد به البعض إشغال الرأي العام العالمي والمحلي لتمرير بعض الأشياء. ونحن إذا بدأنا النبش في مثل هذه الموضوعات فإن هناك مئات الآلاف ماتوا في دارفور وهل مات ناس قريضة بس؟ ? لماذا قريضة إذاً دون غيرها من القضايا؟ - السبب الأساسي في بروز قضية قريضة هو وجود مشاكل داخلية في الحركة تدفع البعض لنبش بعض الأشياء للقيادات، فتحريك قريضة ليس بدفع الحكومة أو جهة غير الحركة.. البعض داخل الحركة وراء نبش الملف. ? ألا تعتقد ان فتح ملف قريضة سيقود الى فتح ملفات اخرى قد تصل الى الرؤوس الكبيرة؟ - حنفتح ملفات كبيرة وستصل لكل الناس من أكبر واحد الى أصغر واحد. ? أنت مع أو ضد فتح مثل هذه الملفات؟ - أنا مع فتح الملفات بشكل منظم وهناك جرائم لا يمكن السكوت عليها أو إغفالها ولابد من فتح الملفات ليس من باب تصفية الحسابات. ? ربما قاد هذا الاتجاه الى ان يفتح ملفك أنت شخصياً؟ - خليهم يفتحوا، وأنا والله اذا واحد قال مصطفى تيراب متهم أقسم بالله امشي أطالب بقوة من الجهات، لكن أقف أمام العدالة وحتى إذا لم يسحبوا مني الحصانة سأضغط لسحبها لنقف أمام العدالة، فلماذا نرفض رفع الحصانة، ونتكتم على ما حدث بدارفور ونفتح باباً للمجرمين للاختباء وراء حصاناتهم