ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    الجزائر تتفوق على السودان بثلاثية نظيفة    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    البرهان يزور تركيا بدعوة من أردوغان    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    وفاة مسؤول بارز بناد بالدوري السوداني الممتاز    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطيب خميس القيادي بحركة مني يجرد حساب الفترة الانتقالية لاتفاق أبوجا:
نشر في الأهرام اليوم يوم 12 - 06 - 2011

انتهت الفترة الانتقالية لإنفاذ اتفاقية أبوجا الموقعة بين حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحكومة السودان وتم تحديدها بخمسة أعوام يجري في نهايتها استفتاء لأهل دارفور لاختيار الطريقة التي يريدون أن يحكموا بها مع عقد مؤتمر دارفوري دارفوري لتصفية العلاقات الاجتماعية. على أن يتخلل الفترة الانتقالية إنفاذ العديد من البرامج عبر السلطة الانتقالية التي تدير العمل من خلال المفوضيات التابعة لها للإشراف على تنفيذ بنود الاتفاقية، غير أن كثيراً من العقبات وعمليات الشد والجذب قد تخللت هذه الفترة الانتقالية التي انتهت بخروج مني وعودته مجدداً للحرب مع عقد تحالف مع شريكه الذي اختلف معه إبان محادثات أبوجا عبد الواحد نور.. حول هذا جلست (الأهرام اليوم) إلى الطيب خميس مسؤول الإعلام بحركة تحرير السودان والناطق الرسمي باسمها الذي تحدث خلال هذا الحوار عن العقبات التي اعترضت تنفيذ الاتفاقية وخروج مناوي، بجانب الصراعات التي تشهدها الحركة الآن رغم إحجامه عن الخوض فيها، إضافة إلى قراءته للاتفاق الذي تم بين مني وعبدالواحد وغيره من القضايا.. فلنطالع إفاداته.
{ ما تقييمك لاتفاقية أبوجا وقد انتهت الفترة الانتقالية المحددة لها؟
- ما يؤسف له أن هذه الاتفاقية رغم الإطار الجيد الذي رسمته لمحاصرة قضية دارفور وطي ملفها إلا أنها كانت محنطة في الورق داخل أدراج الحكومة التي لم تلتزم بالجدول الزمني والمرحلي الموضوع لتنفيذها ومحاولتها القفز على البنود الرئيسية فيها وإصرارها على تنفيذ بنود تتوافق مع أجندتها وبرامجها لخدمة مصالح الحكومة وأهدافها وهذا ما جعل الكثير من الموقعين ينفضون أيديهم عنها.
{ اشرح لنا هذا القفز كيف تم؟
- الحكومة انتقت من بين «510» فقرات مضمنة في الاتفاقية انتقت بند الترتيبات الأمنية وركزت عليه جل اهتمامها لإكمال تنفيذه وحتى هذا البند الذي تضمن خمسة محاور قفزت منه إلى المحور الأخير هو عملية الدمج دون المرور بالمراحل الأخرى من الترتيبات الأمنية وهذا كان سبب الخلاف لأننا شعرنا بأن الحكومة تريد السيطرة على الجيش وتسريحه والاحتفاظ بالحركة محبوسة في أقفاص وعودها بتنفيذ الاتفاقية. مع إجادة المراوغة واللعب على كل الحبال حتى نهاية الفترة الانتقالية لتقول للشعب السوداني والمجتمع الدولي ها هي قد التزمت بتنفيذ الاتفاقية نصاً وروحاً ولكن بخروج مناوي أصبحت تقول إن الحركة لم تلتزم بإنفاذ الاتفاق وها هو مناوي قد خرج رغم أنها هي التي تلتزم وظلت تناور وتتلكأ.
{ إذن أين المراقبون؟
- المراقبون والضامنون لهذه الاتفاقية من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة اختفى دورهم تماماً من الساحة ولم يمارسوا أي ضغط على الطرفين في الاتفاقية طوال الفترة الانتقالية رغم الكثير من الأزمات التي واجهتها، حتى اللجنة الثلاثية المكونة من الاتحاد الأفريقي والمؤتمرالوطني وحركة تحرير السودان لم تقم بدورها في مراقبة تنفيذ الاتفاق الذي ظلت الحكومة تعرقله في إطاره الرسمي.
{ أليس إنشاء السلطة الانتقالية التي أوكلت إدارتها لرئيس الحركة مناوي تمثل مدخلاً كبيراً للتحكم في تنفيذ الاتفاقية؟
- نعم صدر قرار بإنشاء السلطة الانتقالية ونفذ لكن الحكومة سلبت صلاحياتها بالمفوضيات والأجسام الموازية لها التي أنشأتها وحجمت نشاط السلطة بعدم الالتزام بالميزانية الخاصة بها وحتى المال المتوفر منها وجه لإنفاذ خطط وبرامج هي من صميم مهام الولايات وليس السلطة.
{ لكن هناك من يرى أن الخلل في الاتفاقية وليس القصور الذي شاب التنفيذ؟
- اتفاقية أبوجا أرست أسساً وقواعد في إطارها العام لحل كل أسباب قضية النزاع في دارفور، إذ حسمت عملية مشاركة أبناء دارفور في إدارة الدولة بكل مستوياتها، ولأول مرة يتم الحديث عن رسم حدود إقليم دارفور، وفي جانب الثروة نصت على تخصيص ميزانية للتنمية في دارفور مع إعادة عائد مواردها لاستغلاله في التنمية ومعاملة أبناء دارفور في مؤسسات التعليم بوضعية خاصة.. خلاصة القول إن كل ما يجري التفاوض عليه في الدوحة الآن شمله اتفاق أبوجا.. لكن الخلل في طريقة التعامل التي واجهنا بها المؤتمر الوطني في مرحلة التنفيذ الذي يرى أن حركة تحرير السودان عليها أن تبصم على كل ما يريده طالما أنها موقعة على اتفاق معه وهو الذي يرسم ويخطط.
{ هل كانت المصفوفة برنامجاً إسعافياً ولماذا فشلت؟
- جاءت المصفوفة بعد أن تأزم الموقف ووصلنا إلى طريق مسدود وذهب مناوي إلى دارفور غاضباً لأن الحكومة كانت رافضة وتماطل في تنفيذ الاتفاق وبعد أن شعرت ببوادر انهيار الاتفاقية قدمت تنازلات كبيرة وبصمت على كل مطالب الحركة وجاءت المصفوفة وكانت بمثابة عملية إسعافية لتصحيح المسار وبداية لعمل خارج إطار الاتفاقية وقبلنا بذلك وتم تكوين لجنة لتقييم ما تم تنفيذه من اتفاق والمضي في ما تبقى لكن بمجرد أن عاد مناوي وانتهت الأزمة رجعت الحكومة لمسارها في المماطلة والتسويف.
{ يقال إن الحركة فشلت في تقديم الكوادر المؤهلة لإدارة السلطة الانتقالية؟
- هذا غير صحيح لأن في الحركة كوادر تحمل درجة الدكتوراه ولم تكن فقيرة أو معدومة من الكوادر المؤهلة لقيادة العمل في إطار السلطة الانتقالية أو المناصب الدستورية التي آلت إليها هذا قول لتغطي به الحكومة سوءتها.
{ هناك حديث عن صراع دار داخل الحركة على المناصب؟
- حركة تحرير السودان لم تكن المناصب أحد أهدافها التي حددتها بصورة قاطعة في مؤتمر حسكنيتة الذي وضع أسس انطلاقة الحركة بأهدافها وبرامجها مستهدفة كل أنحاء السودان وليس دارفور، واسمها يؤكد هذا، وهي الآن تعمل باعتبارها حركة سياسية تحررية ذات توجه قومي وليس جهوياً.
{ إذن ما الذي منع الحركة من أن تتحول إلى حزب سياسي؟
- طبعاً قانون الأحزاب يقول أي جسم سياسي يضم في داخله جيشاً غير مسموح له بمزاولة نشاطه في الساحة، وكان واضحاً أن الحكومة لا تريد هذا التحول للحركة، لذلك بدأت من عدم حرصها على إنفاذ الترتيبات وفق ما نص عليه الاتفاق، لذلك كانت عملية إكمال الترتيبات الأمنية في المرحلة السابقة قبل خروج مناوي إحدى العقبات التي تعترض الحركة في أن تصبح حزباً سياسياً.
{ لكن الحركة ظلت تصر على عدم تسريح قواتها للاحتفاظ بها كورقة ضغط على الحكومة؟
- على الإطلاق لم نفكر في هذا والجميع يعرف أن اللجنة الفنية للترتيبات الأمنية كانت من أوائل اللجان التي تم تكوينها في بداية تنفيذ الاتفاقية التي نصت على أن تبدأ الترتيبات الأمنية بعد «45»يوماً من توقيع الاتفاقية وباشرت هذه اللجنة مهامها في تجميع وحصر القوات وتصنيفها من جانبنا وكان على الحكومة توفير الدعم المالي واللوجستي لتسهيل عمل اللجنة الذي تعسر لعدم التزام الحكومة بما عليها لذلك هي أي الحكومة تتحمل مسؤولية تعثر الترتيبات الأمنية لإصرارها على الدمج دون الخطوات الأخرى.
{ لماذا لم تتقدموا بشكوى للجهات الضامنة؟
- قدمنا أكثر من شكوى للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وطالبنا بإجراء عملية تقييم عبر لجنة مشتركة وإلزام كل طرف بما عليه وتحميله تبعات إخفاقاته لكن لا حياة لمن تنادي.
{ الحركة كانت تشهد خلافات وصراعات داخلها ما السبب؟
- الخلاف الذي كان داخل الحركة لم يكن على المناصب أو لأطماع شخصية كما يصوره البعض، وإنما هناك مجموعة كانت رافضة لعملية إنفاذ الاتفاقية حسب رؤية المؤتمر الوطني، خاصة في بند الترتيبات الأمنية وأن يتم التنفيذ وفق المراحل التي حددتها الاتفاقية.
{ إذن لماذا تعطل المجلس الثوري للحركة عن انعقاده بل حل؟
- المجلس الثوري لم يحل أو يعطل وإنما تأخر موعد انعقاده بسبب بعض مشكلات التمويل التي كانت تواجه الحركة، أسفرت عنها صعوبات في توفير معينات ترحيل الجيش وغذائه.
{ عندما ذهب مني لجوبا هل كان في نيته العودة للحرب؟
- مني سافر إلى جوبا بدعوة من الحركة الشعبية للمشاركة في حوار جوبا بين القوى السياسية الذي دعي له حتى المؤتمر الوطني.. وأيضاً ليشارك في حوار توحيد حركات دارفور الذي تم في جوبا ولم يكن في نيته العودة للحرب.
{ يقال أنه ذهب غاضباً وقطع علاقته بالحكومة؟
- هذا ليس صحيحاً بدليل أنه كلف نائبه د. الريح بإدارة حوار مع المؤتمر الوطني وكونت لذلك لجنة مشتركة من طرف الحركة برئاسة د. الريح ومن المؤتمر الوطني برئاسة د. كمال عبيد بدأت حواراً لبحث كيفية إكمال إنفاذ ما تبقى من الاتفاق وكيفية مشاركة الحركة في أجهزة الدولة بعد الانتخابات وجرى حوار موسع في ذلك وكانت أي عقبة أو اتفاق يتم يرفع لرئيس الحركة في جوبا للموافقة أو التعديل وكان هذا على مدى شهرين وبعد مضي ثلاثة أشهر على وجود مني في جوبا بدأت الحكومة تلاحق قيادات الحركة بالأسئلة عن أسباب وجود وتأخر حضوره للخرطوم وكانت الإجابة بأنه سيعود والحركة ليس في نيتها العودة للحرب، بدليل أنها تدير حواراً معكم وكل قيادات الحركة موجودون في الخرطوم وبعد أن كثر الضغط علينا من قبل الحكومة بعثنا وفداً لجوبا مكوناً من نائب رئيس الحركة؛ د. الريح، ومقرر المجلس القيادي؛ مصطفى تيراب، لمقابلة مني ومعرفة ما يدور في ذهنه وأكد لهم عدم عودته للحرب وأنه مشغول بعملية توحيد الحركات ووعدهم بالعودة لكنه لم يحضر وظلت الضغوط والملاحقات مستمرة على قيادات الحركة من قبل الحكومة وبعد خمسة أشهر طالبنا مني بالحضور وحدد «15» يوماً لذلك لكنه لم يعد وبعدها طالبت قيادات الحركة وكوادرها بعقد اجتماع موسع في دار الحركة لتحديد موقفنا من الاتفاقية وتم فيه استفتاء واستطلاع للرأي الذي استقر على الطلب من مناوي العودة وإن رفض يتم إعفاؤه من رئاسة الحركة وتكليف نائبه د. الريح لتصريف المهام إلى حين انعقاد مؤتمر عام استثنائي، لكن مني لم يستجب وتم إعفاؤه بقرار من قيادات الحركة وأعفي معه نائبه د.الريح الذي سافر لجوبا في ذات يوم إعفائه لرفضه قرار إعفاء مني، وكلف مصطفى تيراب برئاسة الحركة حسب ما ينص دستورها وأخطرنا الشريك والجهات ذات الصلة بذلك لنبرهن لهم أننا راغبون في تنفيذ ما تبقى من اتفاق السلام.. وبعد هذه الخطوة عملنا على توحيد الشق الذي خرج من الحركة على أيام مني تحت اسم مجموعة الإصلاح لكن المؤتمر الوطني ظل رافضاً للتعاون معنا في تنفيذ ما تبقى من الاتفاقية، رغم التزامنا بإكمال ما تبقى من الترتيبات الأمنية وأصدرنا توجيهات بتسليم كل المناطق التي تحت سيطرتنا للقوات المسلحة وما تبقى من قوات الآن في معسكرات التدريب تمهيداً لدمجها.
{ الآن الغالبية من الجيش مع أي جناح: مني أم مصطفى تيراب؟
- الحقيقة غالبية القيادات المؤثرة في الجيش ومعروفة مثل القائد العام ورئيس هيئة الأركان وغيرهم من القيادات العليا ذهبوا مع مني ومعهم عدد كبير من الجنود وما تبقى كان جزءاً ضئيلاً جمعناهم في معسكرات ونفذنا بهم الترتيبات الأمنية حتى لا ينضموا لمني وهم الآن في معسكرات التدريب.
{ هل ذهاب هذه القيادات العسكرية تسبب في إضعاف موقفكم أمام الحكومة؟
- ليس بهذا الفهم، لكن أقول لك حسب معايشتنا وعملنا مع المؤتمر الوطني لا يهمه ترتيبات أمنية أو نحن نلتزم بالاتفاقية كل همه أن يحتفظ بهذه الحركة حتى نهاية الفترة الانتقالية ويعلن للمجتمع الدولي والشعب السوداني أنه كمؤتمر وطني ظل ملتزماً بالاتفاقية، وخروج مناوي أعطاه حجة بأن الحركة هي التي رفضت تنفيذ الاتفاق وعادت للحرب.
{ أليس لكم أي دور في ما يجري الآن؟
- نحن الآن لسنا جزءاً من السلطة الانتقالية التي هي الآلية الرئيسية لإنفاذ الاتفاقية، ولسنا جزءاً من لجان استفتاء دارفور التي كونت ولن نشارك في المؤتمر الدارفوري الدارفوري ولسنا ممثلين في المؤتمر الدولي لشأن دارفور الذي تجري فاعلياته الآن في الدوحة، رغم أننا نمثل جزءاً أصيلاً من دارفور ولنا اتفاقية سلام ولم تتم استشارتنا في قرار زيادة ولايات دارفور، فقط الحكومة تريد الاحتفاظ بنا لتنفيذ استفتاء دارفور وتعلن للملأ بأننا مشاركون وهذا ما لا نقبله لنكون ديكوراً.
{ الآن الأمين العام للسلطة الانتقالية أحد قيادات الحركة؟
- منصب الأمين في السلطة الانتقالية غير مؤثر في صناعة قراراتها لأنه منصب تنسيقي ما بين المفوضيات والسلطة، يعني سكرتارية، لذلك مشاركتنا بهذا المنصب غير كافية لأنه حسب نص الاتفاق رئيس السلطة يجب أن يكون من الحركات حتى يتم الوصول لإجراء استفتاء لأهل دارفور لاختيار شكل السلطة التي يريدونها.. منصب رئيس السلطة يتولاه الآن أحد قيادات المؤتمر الوطني الشرتاي جعفر عبدالحكم وكل ما يتم الآن (خرمجة) ومجافٍ لنص اتفاق سلام دارفور ووصلنا لقناعة بأن المؤتمر الوطني غير راغب في إحلال السلام في دارفور بعد أن دفع عدداً من القيادات المؤثرة للعودة للميدان؛ مني وأبو القاسم وهم الذين كانوا نواة للسلام.
{ ألم تقوموا بإخطارات بعد خروج مني للجهات الضامنة؟
- أخطرنا مفوضية الاستفتاء رسمياً بأننا لسنا جزءاً من الاستفتاء الذي سيجري في دارفور ونعد الآن مذكرة ضافية بعد نهاية الفترة الانتقالية لنقدمها للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي باسم الحركة حتى يعلما كضامنين لاتفاق سلام دارفور بأن المؤتمر الوطني منذ عام (2008) قد تنصل عن تنفيذ الاتفاقية بطريقة مشتركة وأخذ في تمرير أجندته وبرامجه، ونحن لسنا جزءاً من أي عمل أو قرار اتخذه وحجبنا منذ ذلك التاريخ وما تم كله شأن يخص المؤتمر الوطني.
{ ماذا يجري الآن داخل الحركة؟
- أعدنا هيكلة الحركة بطريقة متكاملة بقيادة مصطفى تيراب والآن نحن في انتظار تسلم خطاب تسجيلنا كحزب سياسي بعد أن أكملنا ما تبقى من الترتيبات الأمنية وأخطرنا مسجل التنظيمات السياسية ويجري الإعداد لعقد مؤتمر عام للحركة كحزب سياسي حدد له الأول من يوليو القادم.
{ هل لكم اتصالات مع مني؟
- مني أصبح خارج إطار الحركة والسلام وانقطعت صلته التنظيمية بنا منذ أن أعلن خروجه.
{ لمن سيؤول منصب كبير المساعدين؟
- منصب كبير المساعدين انتهى بخروج مناوي ونهاية الفترة الانتقالية والاتفاق لم ينفذ.
{ لكن الحركة الآن تشهد انشقاقاً بقيادة يحيى حسن نيل؟
- هو خلاف لا يرتقي بأن يوصف بأنه انشقاق من قبل بعض القيادات التي أخذت تتململ بعد خروج مناوي.
{ ما السبب؟
- أقول لك باختصار إن اليتيم كل يريد أن يتبناه، فبعد خروج مناوي الكل أصبح يصدر قرارا وينصب نفسه رئيساً، هذا هو الذي يحدث الآن.
{ هل هذا رفض لقيادة مصطفى تيراب؟
- لا يوجد أي مبرر للرافضين لقيادة مصطفى للحركة ولم يقدموا أي دوافع لذلك، وكما ذكرت لك أن الأمر يمكن في كل شخص يريد أن يتولى القيادة بعد خروج مناوي.
{ متى ظهر هذا الخلاف للسطح؟
- في الأسابيع الماضية حيث صدر بيان بإقالة مصطفى ونائبه والأمين العام ومساعديه وتم تكليف آخرين ويمكن القول الآن إن حركة تحرير السودان منقسمة لتيارين بقيادة مصطفى وآخر بقيادة يحيى حسن نيل وهذا أمر مؤسف لنا ولا أريد الخوض فيه.. وسيحسم كل شيء في المؤتمر العام المحدد له 1/7.
{ هل حركة تحرير السودان التي يقودها مناوي الآن قادرة على إحداث التأثير الذي كان قبل اتفاق أبوجا؟
- الحركة ليست بالقوة الميدانية التي كانت عليها وحدثت فيها تغيرات كثيرة، فهي عندما وقعت السلام كان قوام قواتها «40» ألف مقاتل كل هذا العدد غير متوفر الآن، منهم من توفي ومنهم من اعتزل الميدان، بجانب أن هناك معارك خاضتها الحركة مع العدل والمساواة والحركات الأخرى أفقدهتا كثيراً من العتاد لكن هذا ليس كافياً لأن نستهين بها.
{ يعني بمقدور مناوي إعادة الحركة لقوتها؟
-سياسات مناوي التي اتبعها بعد خروجه واضحة من خلال سعيه لعمل تحالفات مع بقية الحركات وتجميعها، بجانب أن فترة مناوي التي قضاها في القصر أكسبته كثيراً من الخبرات والنضج السياسي من خلال تعامله مع القوى السياسية الأخرى.
{ كيف ترى التقارب الذي تم بين مني وعبدالواحد؟
- في رأيي هذا الاتفاق وإن كان طابعه الدعاية الاعلامية إلا أنه أعاد حركة تحرير السودان لعام 2001-2002 ويوحي بكثير من الرؤى الاستراتيجية لما يراد منه ويمكن قراءته من واقع الخلاف الذي ظل بين الرجلين لأكثرمن خمس سنوات، ما الذي جعلهما فجأة يتفقان في هذا الوقت بالتحديد ويتحدثان عن إسقاط النظام من الداخل عبر جماهيرهما وكوادرهما الشبابية والطلابية واستخدامها في تحريك الشارع وطرحهما لتحويل نظام الحكم لعلماني في السودان.. فكل هذا جعل القوى السياسية التي تتبنى هذا الخط تسارع بإصدار بيان لأول مرة من الأحزاب تؤيد فيه أي تقارب أو اتفاق يتم بين حركات دارفور وأيضاً الترحيب الذي تم من قبل حركة العدل والمساواة بهذا الاتفاق وأيضاً تحالف أبو القاسم معهما، كل هذا مؤشر وعلامات يجب الوقوف عندها لأنها توحي بأن هذا عمل تجمع معارض قومي وليس خاصاً بدارفور.
{ كيف ترى تعاطي الحكومة معه؟
- أستغرب من تصريحات قيادات المؤتمر الوطني في الصحف بالتقليل من هذا التقارب وبما يعكس النظرة القاصرة للحكومة في التعاطي مع ما يقوم به خصومها وكأنها غير مدركة لما يجري حولها لأنه ليس من الحكمة أن تستخف بعدوك.. فعبدالواحد ومن استفادوا من التجارب التي مروا بها في فترة الثماني سنوات الماضية أكسبهم خبرة وقد يشجع هذا التحالف الذين ابتعدوا من الحركة بعد الانشقاق منها على العودة وتكون الحكومة هي الخاسر إن لم تتعامل مع ما يجري حولها بجدية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.