اتفقت الصحف الافريقية عموماً مع قرار مؤسسة مو ابراهيم القاضي بعدم منح جائزة هذا العام للحكم الراشد لأي من الزعماء الافارقة وفيما يلي تورد «الرأي العام» مقتطفات من صحيفة تجربة أون يوغندية (نيوفيشن). ------------------------------------------------------------------------------ بعد التدقيق في عدة ترشيحات أعلنت مؤسسة مو ابراهيم ان جائزة الحكم الرشيد في افريقيا لن تمنح هذا العام الجائزة السنوية (5) مليون دولار. وكان أول من فاز بالجائزة التي تمنح للزعماء الافارقة السابقين الذين تميزوا بقيادة مثالية كان جواكين جيسانو رئيس موزمبيق السابق. وفي العام الماضي نال الجائزة رئيس بوتسوانا السابق فيسنوس مورقان. وكانت بعض التقارير تشير الى ان هناك ثلاثة مرشحين للجائزة هذا العام، الغاني جون كافور والجنوب افريقي ثابو مبيكي والنيجيري اوليسوسن اوباسانجو وكما كان متوقعاً كان قرار المؤسسة آثار التكهنات أولئك الذين كانوا يتوقعون فوز واحد من المرشحين الثلاثة يتساءلون اذا كان راعي الجائزة قد فقد اهتمامه بالمشروع او ان الهموم المالية قد أثرت على قرار المؤسسة القاضي بعدم منح الجائزة هذا العام لاي زعيم افريقي. وكان راعي الجائزة د. مو ابراهيم قد قال عند بداية الجائزة قبل ثلاثة اعوام ان لجنة الجائزة التي يرأسها كوفى عنان الامين العام السابق للامم المتحدة تتمتع باستقلالية ولا يمكن التشكك في مصداقيتها . ومع ذلك فأن الاحداث في افريقيا في الاونة الاخيرة اظهرت امثلة كثيرة للزعامة السيئة. في النيجر أجرى الرئيس مامادو تاندجا استفتاء لاعطاء نفسه فترة حكم ثالثه رغم الادانة الدولية. رئيس الاتحاد الافريقي معمر القذافي احتفل أخيراً بذكرى حكمه الاربعين دون أي احتمال لانتخابات ديمقراطية او خلافه في ليبيا. عمر بونقو توفى بعد (40) عاماً من الحكم ويخلفه ابنه بعد اعلانه فائزاً في انتخابات مزيفة. وفي مصر وهي من اقدم مؤسسي الاتحاد الافريقي رتب الرئيس حسني مبارك انتخابات تحت حكم حزب واحد ورئيس واحد. هذه امثلة من الزعماء الافارقة الذين يتشبتون بالسلطة اعتقاداً منهم ان الاستقرار السياسي مرغوباً فيه بأي ثمن حتى على حساب القيم الديمقراطية وحقوق الانسان في بلادهم. ويذكر ان الرئيس الامريكي باراك اوباما قال خلال زيارته لغانا في منتصف العام الحالي ان افريقيا ليست تحتاج لرؤساء اقوياء ولكن لزعماء راشدين والآن اكدت مؤسسة مو ابراهيم ان افريقيا يعوزها مثل أولئك الزعماء. قارة تملك مثل تلك الموارد الطبيعية الهائلة مبتلاة بقيادة مدمرة مدفوعة بالجشع، غالبية الرؤساء الافارقة دكتاتوريون في العلن والخفاء ليستولوا على موارد بلادهم بطمع وصل لحد ان بعضهم اصبحوا اكثر ثراءً من الدولة. وحسب «اوكسفام» المنظمة الخيرية البريطانية فبرغم جهود التنمية في كل انحاء افريقيا في العقدين الاخيرين - إلا ان القارة تزداد فقراً كل عام. وافريقيا تتميز من كل القارات في العالم بموارد عظيمة بشرية ومادية ومناخية. وتكمن في القارة اكثر من (40%) من امكانيات العالم لتوليد الكهرباء من القوى المائية! الجزء الاكبر من الماس والكروم و(30%) من انتاج العالم من اليورانيوم و(50%) من ذهب العالم و(90%) كوبالت و(50%) فوسفات و(20%) من البلاتين و(7.5%) فحم و(8%) احتياطي النفط و(12%) الغاز الطبيعي و(3%) من الحديد الخام و(64%) منجنيز و(3%) نحاس وكميات كبيرة من المعادن الاخرى. اضافة الى ملايين الافدنة من الاراضي الصالحة للزراعة ظلت دون الاستفادة منها. عموماً ما علينا إلا ان نتفق مع مؤسسة مو ابراهيم أنه ليست هناك حالياً قيادة رشيدة في افريقيا. ما نحتاجه هنا في افريقيا قيادات تحكم بمسئولية تنظم انتخابات عادلة ونزيهة وتستجيب لتطلعات وحاجات المواطنين بمنتهى الشفافية وترضى بالمحاسبة على اقوالهم حتى تكون جدير بجائزة الحكم الراشد. اننا نهنئ مؤسسة مو ابراهيم لشجاعتها وواقعيتها بعدم منح الجائزة هذا العام. بين عامي 2007 - 2009م تقاعد ثلاثة من كبار الروساء الافارقة - جون كوفور (غانا) واوبا سنجو (نيجيريا) وامبيكي (جنوب افريقيا) وكان الزعماء الثلاثة من الاهمية في صناعة السياسة الافريقية بحيث ان اجتماع قمة في غيابهم كان مستحيلاً. والاهم من ذلك ان قمة الثمانية الكبار كانت تحرص على دعوتهم. فقد كانوا اعضاء النادي الحصري لاكثر الدول ثراء في العالم يعتقدون ان الزعماء الثلاثة هم الذين يتصدون لمشاكل القارة السوداء. اعتبر الافارقة ان الزعماء الثلاثة رؤساء مثاليين فقد اكرمتهم اوروبا وقدستهم افريقيا. وبعد كل هذا لماذا قررت لجنة خبراء مؤسسة د. مو ابراهيم ان لا أحد من الثلاثة الكبار كوفور وامبيكي واوبا سنجو جدير بالجائزة؟ هناك نظريات عديدة ولكن باعتبار ان اوبا سنجو لم يتمكن من تمديد فترة رئاسة نيجيريا ومضى قدماً في تزوير الانتخابات لصالح خلفه المفضل ربما يكون قد لعب دوراً سلبياً في التأثير على اللجنة. اما بالنسبة لأمبيكي فبعد عزله من منصبه رئىساً لجنوب افريقيا قبل نهاية فترته بعد اتهامه باساءة استخدام منصبه، كان من المستحيل ان ينال جائزة الحكم الرشيد وكان الاحتمال ان يكون جون كوفور افضل المرشحون لنيل الجائزة، ظاهرياً كان حكم كوفور جيداً جداً حتى انه قاد بلاده بنجاح عبر الفترة الانتقالية التي تلت انتخابات ديسمبر 2008م. ولكن سلوك كوفور وانشطته قبل تخليه عن الرئاسة اربكت الكثيرين من مؤيديه وتبين انه عقد صفقات مربحة بخصوص استحقاقاته ومخصصاته الشخصية عند التقاعد. وتدور الاحاديث في شوارع اكرا وحتى في بعض السفارات الغانية في الخارج ان السيد الرئيس «تقاسم» ضواحي مركز المال والاعمال في العاصمة الغانية مع اصدقائه واقربائه والمقربين، هذا اضافة لاعادة تأهيل منزله الماضي بتكلفة (40) مليون دولار وعلى ذلك فقد كان صعباً جداً على الغانيين ان يمنحوه مثل التكريم الذي استحقه الرئيس التنزاني الراحل نيريري عام 1985م.