الانتخابات العامة التي تجري في ابريل 2010م أي بعد أقل من ستة اشهر، هي أخطر واهم انتخابات عامة تجري في البلاد، وهي في اهمية أول انتخابات عامة اجريت في السودان في العام 1953م، وكل مرحلة ذات صلة بها اي للإنتخابات لها اعتبارها، والتسجيل يشكل العنصر الحيوي والاساسي لها، فليس من انتخابات بدون ناخبين، وكلما حرص كل مواطن ومواطنة بداية من سن ال (18) سنة على التسجيل، فذلك يعني حرصه على ممارسة حقه للتصويت لرئاسة الجمهورية، وللبرلمان الاتحادي وللبرلمان الولائي، ولرئيس حكومة الولاية في الخرطوم أو غيرها من الولايات، والاقبال على التسجيل يعني الوعي والانتماء الوطني والحرص على الديمقراطية، والنظام الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة، وكلما ارتفع معدل نسبة التسجيل، كلما ارتفع مستوى الاهتمام والإقبال، ما يعطي رسالة قوية للعالم كله ان السودانيين على مستوى متقدم من الوعي والمعرفة بالعملية الانتخابية، وقد سجلت لجنة الانتخابات الدولية لأول انتخابات عامة في السودان في العام 1953م «شهادة رفيعة» صنفت خلالها الناخبين السودانيين بالوعي والمسؤولية، وقالت انهم كانوا يأتون من قرى ومناطق نائية ليسجلوا اسماءهم بعد ان عرفوا ان نتائجها ستنقلهم الى مرحلة السيادة الوطنية، ثم كانوا يقفون على مدى ساعات طويلة تحت اشعة الشمس الساخنة ليدلوا باصواتهم للمرشحين لأول برلمان منتخب في السودان، وهذه الانتخابات العامة ابريل 2010م، ستكون فاصلة وحاسمة وخطيرة وستكون لكل مراحلها دلالات لدى الرأي العام الدولي خاصة وقد تحول العالم كله بفضل تدفق المعلومات والفضائيات الى رقعة او قرية واحدة. ما من حدث يجري في أي جزء إلاّ شاهده وتابعه القريب والبعيد على حد سواء. ولم تعد الانتخابات العامة في اي بلد شأناً محلياً أو داخلياً، وانما اصبحت شأناً دولياً، وقد رأينا كيف تابع العالم الانتخابات في كينيا، ويوغندا وزمبابوي، وجنوب افريقيا وفي لبنان وتونس وموريتانيا والجزائر. وستكون انتخابات السودان، الأكثر أهمية وجذباً لاهتمام العالم الذي سبق وتابع حرب الجنوب، واحداث دارفور واتفاقية السلام الشامل، ان لدى السودانيين حضارة وتقاليد وقيماً لافتة، ويهمنا جميعاً ان نكون في الصدارة عن حق وبوعي، ولا بد ان ينكشف ذلك اولاً عبر مرحلة التسجيل في المدن والقرى والعواصم، وبوجه خاص في مراكز الكثافة والتجمعات السكنية او مناطق العمل وفي الجامعات، ان لدينا آلاف الطلاب في اكثر من (50) جامعة عامة وخاصة جامعة الخرطوم والنيلين والسودان، والأهلية وجامعات الولايات ال (26)، ولم يفت الوقت والتسجيل في بداياته وانتقال فرق التسجيل للجامعات وللمعاهد. ان جيلاً عريضاً ممن اكملوا ال (18) سنة لم يسبق لهم التسجيل أو الاقتراع والمسؤولية تقتضي الوصول إليهم ليمارسوا حق الانتخاب كدلالة على الانتماء للوطن. وان الاحزاب السياسية وبوجه خاص التاريخية ينبغي ان تحشد جهودها وطاقاتها وتحرك قوافلها الى جميع مناطق السودان لحث المواطنين بوجه عام، والمنتمين إليها بوجه خاص على التسجيل لهذه الانتخابات العامة المصيرية والحاسمة والفاصلة، وان مفوضية الانتخابات وقد رصدت لها ميزانية كبيرة أكثر من مليار دولار يتعين عليها توفير كافة احتياجات ومطلوبات التسجيل للانتخابات لتأمين النجاح المطلوب لها من البداية والى اعلان النتائج بإذن الله في أجواء من السلام والنظام والانضباط والمسؤولية الوطنية، والشفافية والمصداقية.