الساحره المستديرة تظل على ديدنها تدفع بالايدرانين لدى عشاقها الى اقصى درجاته تذيب تحت لوائها قيود الانزواء والتحزب حيث تختلط الألوان وتنصهر القوميات، ولكن يبدو ان الاقتصاد السوداني كان موعوداً بانتعاش اخرجه من دائرة الانكماش والركود التي لازمته منذ بداية العام 2009م، حيث شهدت قطاعات السياحة والطيران والنقل والاتصالات والفنادق انتعاشاً ملحوظاً بالتزامن مع استضافة استاد المريخ للمباراة الفاصلة بين مصر والجزائر للتأهل لنهائي كأس العالم بينما اعلنت سلطات مطار الخرطوم عن ارتفاع حجم رحلات الطيران كما انتعشت حركة النقل الداخلي وقطاع الاتصالات بزيادة الاقبال على شرائح الهاتف النقال. وأكد الاستاذ علي محجوب - وكيل وزارة السياحة - ان قطاع السياحة سيشهد انتعاشاً ملحوظاً من جراء استضافة المباراة بالسودان.واضاف تم عقد اجتماع بمجلس الوزراء لبحث جميع سبل الاستعداد لاستقبال الوفود المصرية والجزائرية وتم تكوين اربع لجان لمتابعة العمل وهي لجنة الاسكان والاعاشة ولجنة النقل واللجنة الامنية واوضح ان الفريقين في فنادق مختلفة، حيث اقام الفريق الجزائري ببرج الفاتح والفريق المصري بفندقي (الهيلتون والهولدي ?يلا) واضاف: ان اتحاد الكرة خصص للمصريين (9) آلاف مقعد ونفس النسبة للجزائرين وأوضح ان الحضور من المتوقع ان يزيد عن (35) ألف شخص. واشار مصدر من مطار الخرطوم الى ارتفاع نسبة القادمين الى المطار بنسبة (65%) عن المعدل اليومي التقليدي وأوضح المصدر وجود حركة بصالات الوصول مبيناً ان هنالك تعليمات بتسهيل الاجراءات للقادمين. وتفيد متابعات (الرأي العام) بأن هنالك نشاطاً غير معهود في حجوزات الفنادق بالعاصمة لاقامة اللاعبين والجهاز الفني. وأوضح الحسن عبد الحفيظ - سمسار فندقي وعقاري - ان معظم الفنادق بالخرطوم امتلأت تماماً واستوفت سعتها التشغيلية مما استدعى توفير منازل وشقق لاقامة للوافدين واشار الى انه ومن خلال متابعته رصدها في أهبة الاستعداد للعمل مما يزيد من دخولات العاملين في مثل هذه المواسم.وفي السياق اشارت تقارير حفية الى ان وزارة الطيران المدني المصرية اتخاذ اجراء بخفض تذاكر السفر للراغبين في مؤازرة الفراعنة في المباراة الفاصلة بالخرطوم حمل نفس السياق التنافسي ان المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الجزائرية الى الاعلان عن ان الشركة تدعم المنتخب بتكفلها بنقل (10) آلاف مشجع الأمر الذي انعش الاقتصاد بذات المستوى.وعن تأثر وكالات السفر والسياحة بالحدث اشار الاستاذ علي الخواض - صاحب وكالة الخواض للسفر والسياحة - الى ان السلطات المصرية قدمت عروضاً وتسهيلات لعودة بعض السودانيين بمصر الى البلاد وتوفير تذاكر اياب في اطار تفعيل التعاون بين مصر الشقيقة والسودان.وفي ذات المنحى يشير الخبير الاقتصادي محمد الجاك الى انتعاش الاقتصاد بمثل تلك الاحداث والتي تؤكد على الاقتصاد الكلي بشكل كبير اذ يرتفع الدخل القومي بنسبة مقدرة وذلك كمردود لارتفاع معدل الطيران والسياحة والصرف العام والاتصالات والنشاط في حركة النقل واستهلاك السلع، واضاف الجاك ان الدخل القومي الذي يحققه شباك تذاكر مثل تلك المباريات يفوق المليارات ويشكل فارقاً ايجابياً ومحركاً قوياً لعجلة الركود الاقتصادي في اشارة منه الى انه قيمة التذكرة الواحدة تتراوح بين (20 - 100) جنيه. واستدعى الحدث الى السطح بعض الظواهر الاجتماعية، حيث اشارت مواقع الانترنت الى ان بعض السودانيين قدموا دعوات لاستضافة اعداد صغيرة من (5 - 10) اشخاص من الوفود للاقامة في منازلهم وحوت تلك الدعوات عناوين وارقام هواتف وفي هذا الصدد تشير د. عبير الحاج الخبيرة في مجال علم الاجتماع الى ان تلك الظاهرة هي نتاج للعلاقة التي تربط بين السودان والاشقاء المصريين والجزائرين وهي علاقة أزلية خاصة مع ابناء النيل واضافت: لدى المجتمعات المتقاربة الى هذا المدى دائماً ما تفرز مثل تلك الظواهر التي تشير الى التحابب والثقة وهي بصفة أو باخرى دلالة على الدعم والمساندة.